الرئيسية أحداث دولية

شارك من خلال الواتس اب
    احتجاجات الاثيوبيين تجذب الانتباه الى العنصرية في اسرائيل

    أحداث اليوم -

    صور الشرطة الاسرائيلية وهي تطلق قنابل الصدمة كانت تشاهد عادة في الضفة الغربية وتشمل محتجين فلسطينيين. لكن الوضع يوم الاحد كان مختلفا تماما شرطة مكافحة الشغب تشتبك مع يهود أثيوبيين في وسط تل أبيب.

    كانت الشرارة لقطات فيديو عمرها اسبوع تبين اثنين من رجال الشرطة الاسرائيلية وهما يلكمان ويضربان ويحاولان اعتقال جنديا اسرائيليا من أصل أثيوبي فيما بدا انه هجوم لم ينشب نتيجة لاستفزاز.

    وهذا التسجل الفيديو الذي يستغرق دقيقتين هو الاحدث في سلسلة حوادث أثارت تساؤلات مزعجة بشأن معاملة اسرائيل للاقليات العرقية وجهودها لتكامل القادمين الجدد في المجتمع الاوسع سواء كان من اليهود أو غير اليهود.

    واجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين مع الجندي داماس فاكادا في مكتبه بالقدس وعانقه.

    وقال في حسابه على موقع تويتر "صدمت نتيجة للقطات (الفيديو)." وأضاف "لا يمكننا قبول هذا وسنغيره."

    وسلط بعض المعلقين الضوء على العنصرية الكامنة في بلد استوعب ملايين المهاجرين خلال الستين عاما الماضية لكنه ما زال يعاني من مخاوف بشأن الخلافات بين يهود شرق أوروبا والشرق الاوسط والعلاقات مع الاقلية العربية الكبيرة وكيفية التعامل مع وصول مزيد من يهود أفريقيا.

    وقال فنتاهون أسيفا-داويت مدير جماعة تيبيكا وهي جماعة دعوة باسم الاسرائيليين من أصل أثيوبي الذين يبلغ عددهم نحو 130 ألفا ولد كثيرون منهم في اسرائيل "توجد مشكلة .. توجد قضايا تمييز وتوجد عنصرية في اسرائيل."

    وقال قبل لحظات من الموعد المقرر للاجتماع مع نتنياهو "نريد ان يتولى رئيس الوزراء هذا الامر بنفسه." وأضاف "نحثه ونطالبه على وضع نهاية لهذه الامور."


    مشاكل عميقة الجذور

    في الفترة التي سبقت الانتخابات الاسرائيلية في مارس اذار والاسابيع التي انقضت منذ ان كانت هناك سلسلة حوادث عنف .. أذكت تعليقات السياسيين واقتراحات الشرطة مخاوف من ان البلاد تعاني من مشكلة عنصرية - ولا يتعلق الامر فحسب بالسكان العرب الذين يمثلون 20 في المئة من السكان وانما بأقليات الجماعات اليهودية أيضا.

    في الاسبوع الماضي قال يهودي أثيوبي انه تعرض للضرب من جانب مفتشي سلطات الهجرة والسكان في اسرائيل لانهم اعتقدوا انه مهاجر من السودان أو أريتريا. وقالت سلطات الهجرة ان الرجل هاجم المفتشين أولا.

    وفي يوم الانتخابات في 17 مارس اذار وخوفا من ان يخسر قال نتنياهو "الناخبون العرب يخرجون بأعداد كبيرة" وهي تعليقات أهانت السكان من عرب اسرائيل واجتذبت اتهامات بالعنصرية. واعتذر رئيس الوزراء في وقت لاحق.

    وعلى مدى عدة أشهر تهدد اسرائيل بسجن الاف المهاجرين الافارقة غير الشرعيين اذا لم يوافقوا على ترحيلهم الى بلد ثالث في أفريقيا رغم تعبير المحكمة العليا عن تحفظات بالغة بشأن هذه السياسة.

    وفي التسعينات أكد مسؤولون اسرائيليون ان الدماء التي تبرع بها الاسرائيليون الاثيوبيون تم التخلص منها خوفا من ان تكون مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.آي.في) وأمراض أخرى.

    وقال المعلق السياسي البارز ناحوم بارنيا في صحيفة يديعوت أحرونوت يوم الاثنين "كراهية الآخر أو أي شخص ينظر اليه على انه الآخر ليست متأصلة بعمق فحسب وإنما تلقى تشجيعا من سياسيين عشية الانتخابات."

    وقال بن كاسبت كاتب العمود في صحيفة معاريف ان الامر ليس متروكا لنتنياهو ليقرر الكيفية التي يعامل بها الاثيوبيون وانما لكل الاسرائيليين لكي يستيقظوا ويتعاملوا مع هذا الامر.

    وقال "الاشخاص الذين يوجه اليهم اللوم في ان هذه الاشياء المرعبة التي أجبر أفراد هذه الطائفة الرائعة على ان يشهدوها يوميا هو نحن."

    واضاف "إن بيننا.. من يتعامل بأنفة عندما تدخل اسرة أثيوبية الحي وأولئك الذين بيننا الذين لا يرضون عن رؤية أطفال أثيوبيين في حجرات الدراسة التي بها أطفالهم."

    وتم احضار نحو 20000 يهودي أثيوبي ترجع جذورهم الى الملك سليمان وملكة سبأ الى اسرائيل في رحلات جوية سرية في اواسط الثمانينات وأوائل التسعينات.

    وبذل أوائل الذين جاءوا الى اسرائيل جهودا كبيرة للاندماج في المجتمع ويخدم كثير منهم في وحدات النخبة بالجيش بامتياز. وفازت إمرأة أثيوبية في مسابقة ملكة جمال اسرائيل في الاونة الاخيرة. لكن بعد الخدمة العسكرية الاجبارية القبول في قوة العمل ثبت أنه يحتاج لنضال أكثر من جانب كثيرين.

    وقال أسيفا-داويت من جماعة تيبيكا "عندما يقدم أثيوبي طلبا لشغل وظيفة رغم انه مؤهل ولائق فانه لن يطلب منه اجراء مقابلة لان له اسم أثيوبي في السيرة الذاتية".

    وأضاف "اسرائيل بلدنا .. لا يوجد (نحن) و (هم). هذا هو بيتنا. المجتمع يصرخ لكي تحل الحكومة هذا الامر."(رويترز)





    [05-05-2015 06:54 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع