الرئيسية مقالات واراء
لم يكن يخطر في البال أو في أسوأ احتمالات التجاذبات والحسابات أن يواجه الترشح المسؤول والجريء لـ الأمير علي بن الحسين لانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم -فيفا- بحالة من التردد والبرود من جهات واتحادات عربية!.
ترددت كثيراً قبل الكتابة في هذا الموضوع، لكن ما نلمسه من برود غير -بريء- يدفع الى اتساع مساحة الحيرة والتعجب، فهل يعقل أن يبذل الأمير علي قصارى الجهد لضمان أصوات كانت تعد مضمونة على اعتبارات العروبة والقومية التي تتغنى بها شخصيات رياضية عربية وتتباهى بمواقف تحرص على ذكرها وسردها كلما سنحت لها الفرصة!.
هي الشخصيات ذاتها التي تقدم الدعم والتأييد بل وتتسابق لجمع الأصوات لـ جوزيف بلاتر، وتضرب بعرض الحائط شعارات تباهت بها لسنوات طويلة، وتزيد على ذلك بإستخدام نفوذها في الاتحاد الآسيوي لتوفير كل دعم ممكن لـ بلاتر وتخصيص مساحات زمنية طويلة لعرض وجهات نظره ورؤيته -الكلاسيكية والتقليدية-!
ما يثير الغرابة أن هناك من يدعي أن الاتحاد الآسيوي متماسك الى حد الاجماع على تأييد بلاتر في الانتخابات وعلى حساب المرشح العربي والآسيوي، ونسي من يدعي ذلك التماسك أنه لا يزال يطرح برامج وأفكار -آسيا موحدة- دون ان نلحظ أي ترجمة حقيقية أو ملموسة على أرض الواقع.
عن أي تماسك يتحدثون وهم يروجون في برامجهم وخططهم الى معالجة حالة التفكك وتحقيق هدف التماسك؟. ولماذا الأصرار على ان القارة أصبحت في ليلة وضحاها موحدة من أجل ارضاء -عاشق الهوكي-؟.
عن العروبة والقومية والواجب تجاه مفاهيم وتقاليد أصيلة نشأنا عليها وترسخت في النفوس والأفكار أتحدث .. لكن عن أي شعارات ومفاهيم يتحدثون هم؟.