الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم -
قال السيد سميح المعايطة رئيس مجلس إدارة صحيفة الرأي أنه من الممكن النظر الى الصحافة الورقية على انها في حالة صراع مع الصحافة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تتميز بكلفة أقل، وسهولة أكثر في القراءة في المكتب والمنزل والمقهى والسيارة، باستخدام مختلف أنواع أجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة ، فضلا عن المنافسة في السبق الصحفي ،حيث الوقت يعمل لصالحها،ومن الممكن ايضا النظر الى مستقبل الصحافة الورقية من زاوية التكامل مع بقية اشكال الاعلام وزيادة حالة التنوع في الساحة الاعلامية بما يعني ذلك من تأثيرات سلبية على حافة الورقية، وايضا من تحديات ومحفزات .
وأضاف في محاضرة له في جامعة البترا بعنوان " نظرة استشرافية للصحافة الأردنية" ان من أهم العوامل المؤثرة على مستقبل الصحافة الورقية في الأردن هو البنى الداخلية المالية والادارية والسياسية للصحف الورقية، مع التأكيد على أن لكل صحيفة ورقية حكاية مختلفة وأسباب تخصها،لكن المحصلة ان هناك اوضاعا مالية وادارية صعبة على الجميع وتهدد الوجود، وتبعث القلق، سواء كانت اوضاعا معلنة او غير معلنة.
وفيما يخص الصحافة الورقية شبه الرسمية قال المعايطة انها تعاني ازدواجية الهوية فمن الناحية القانونية فهي شركات مساهمة عامة يساهم صندوق استثمار اموال الضمان بنسب فيها، وسياسيا هي صحف رسمية تتبع للحكومات وتدافع عنها حتى على حساب مهنيةالصحيفة.
مبينا ان المشكلة ليست في الموقف السياسي او التبعية العامة بل في الازدواجية في هوية المؤسسات، لأن الهوية الرسمية لها تبعات مالية وادارية وسياسية، وجزء من مشكلات اليوم من هذه الاثمان.
وأوضح كذلك أن اتساع دائرة اشكال الاعلام سواء ما كان اعلاما حقيقيا مثل الاعلام الالكتروني والفضائيات، او التواصل الاجتماعي الذي أصبح فضاء حتى لتناقل الخبر والمقال فضلا عن الآراءالشخصية والتعليقات،دفع الاجيال الجديدة الىالحصول على الاخبار والمعلومات وحتى المقالات ليس من خلال القراءة المباشرة للصحافة الورقية حتى لو كانت نسبة من مصدر الاخبار والمقالات التي يتم تداولها على المواقع الاخبار قادمة من الصحف الورقية.
وبين المعايطة كذلك انه، اذا كان هناك من منافسة بين الصحف الورقية ووسائل الاعلام الاخرى فإن الفضائيات وبخاصة الاخبارية منها كانت المنافس الاهم ليس على صعيد الخبر العربي والدولي فقط بل احياناً في مجال القضايا المحلية الاردنية لان الفضائيات تمتلك القدرة على نقل الخبر بالصوت والصورة والتحليل بشكل مباشر وموسع، لكن التحدي الذي فرضته المواقع الاخبارية كان في مجال الخبر المحلي وتحديداً الاخبار الاجتماعية والحوادث وليس الخبر السياسي بالدرجة الأولى، لكن المواقع الاخبارية تعتمد في أحيان كثيرة على المقالات التي تنشرها الصحف اليومية.
أما عن مستقبل الصحافة الورقية فقال: ان الصحف اليومية تملك فرصاً للبقاء والحضور،فالأمر ليس صراعاً مع غيرها من وسائل الاعلام، وكما ان الصحافة الورقية تعاني من مشكلات وتحديات فغيرها يعاني ايضاً، لكن المهم هو حسن ادارة الصحف لذاتها ومواجهتها لمشكلاتها في مجالات السعي للتخلص من مشكلاتها التي تصنع القلق والخوف وبخاصة المالية والإدارية، والعمل على التكيّف السياسي والمهني مع كل المتغيرات التي طرأت على الناس وعلى وسائل الاعلام بما يكفل قدرتها على امتلاك خط الانتاج الالكتروني سواء الموقع الاخباري الخاص او استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، والاستفادة من كوادرها التي تفوق المؤسسات الاخرى في توفير كم من المواد الاخبارية، والتركيز على المقالات والتحليلات والحوارات والقراءات العميقة للقضايا لأن هذا يوفر ميزة خاصة للصحف قد لا تتوفر لوسائل أخرى، والاهتمام بالمصداقية والمهنية باعتبارهما سلاحا حقيقيا في كسب احترام القارئ وصانع القرار، والتركيز على القدرة على التأثير في مسار الدولة والمجتمع، والبحث عن وسائل وابتكارات في مجال التسويق لزيادة الايرادات سواء في مجال الاشتراكات وتعزيز ثقافة الاشتراك او الإعلانات.
حضر المحاضرة نائب رئيس الجامعة أ.د محمد العناني، وعميد كلية الإعلام أ.د تيسير أبو عرجة وأساتذة الإعلام وجمع كبير من الطلبة