الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم -
في إنجاز جديد يحسب للأردن وللأردنيين، استطاع الدكتور المهندس محمد طه عبابنة، أن يكون مثالا يحتذى به في الإبداع، وأن يعكس صورة مشرفة عن وطنه بعد حصوله على جائزة بقيمة 750 ألف دولار من الوكالة الوطنية للملاحة الفضائية في الولايات المتحدة الأميركية (ناسا) 2015.
وجاءت الجائزة لتطوير المرحلة الثانية لنظام تبريد متطور للمركبات الفضائية التي ستستخدم على سطحي القمر والمريخ، باستخدام تقنية الأنابيب الحرارية المهجنة (hybrid heat pipes)؛ حيث سيتولى الدكتور عبابنة إدارة مشروع الفريق البحثي من شركة تقنيات التبريد المتقدمة في بنسلفانيا لإنجاز هذا المشروع.
وفي حوار أجرته “الغد” عبر “الانترنت” مع الدكتور عبابنة، أضاء خلالها على مراحل متعددة من حياته، متحدثا عن محطات نجاحه علميا وعمليا، والعوامل الأساسية التي أوصلته للإبداع والتميز، فضلا عن التعليم المحلي المدرسي والجامعي، وأهمية البحث العلمي في تحسين حياة الإنسان. كما تطرق لأثر هجرة العقول العربية، وطموحاته المستقبلية.
- بعد نيلكم جائزة من إحدى أرفع المؤسسات في العالم “وكالة الفضاء الأميركية” (ناسا)، سيكون السؤال الأول الذي يطرحه الجميع هو عن سر النجاح والتميز؛ علمياً وعملياً؟ من أين تبدأ الرحلة؛ من البيت، المدرسة، الجامعة؟ وما هي العوامل التي تتضافر لتحقيق ذلك؟
أعتبر أنّ سر نجاحي أولاً وأخيراً هو توفيق من رب العالمين، بالإضافة الى الرغبة الحقيقية والإصرار والثقة بالنفس والطموح اللامحدود.
- أنت ابن النظام التعليمي الأردني، في المرحلة المدرسية كما الجامعية أيضاً (البكالوريوس والماجستير)؛ فكيف أسهم ذلك في رحلة نجاحكم وتميزكم؟
إن نظام التعليم الأردني الجيد والمتطور في المدارس والجامعات من العوامل الأساسية للوصول إلى هذا التميز، وعلى المستوى الشخصي فقد درست في المدارس الحكومية في “سال” وإربد وأكملت درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية والدكتوراه من جامعة سينسيناتي في اوهايو، وأعتبر أولاً أن الدعم الكبير من الوالدين في جميع مراحل حياتي من العوامل الأساسية لهذا النجاح وثانياً أساتذتي في المدارس والجامعات.
- من ناحية أخرى ذات صلة بما سبق، كيف يمكن تطوير هذا النظام ذاته، في ظل ما نسمعه حالياً من انتقادات بشأن المستوى العلمي في جامعاتنا (كما العنف الجامعي)، وبحيث يكون د. عبابنة نموذجاً يحتذى من شبان وعلماء أردنيين آخرين؟
النظام التعليمي في الأردن رغم جودته، إلا أنه يحتاج الى المحافظة عليه والسعي الى تطويره وذلك من خلال، زيادة ميزانية البحث العلمي لأنه من الوسائل التي تحسن حياة الإنسان، وعلى سبيل المثال فإن مشكلتي الطاقة والمياه في الأردن من التحديات الجسيمة والتي يمكن المساهمة في حلها من خلال البحث العلمي ودعم المشاريع التي تتضمن حلولا لهذه المشاكل مثل تحلية المياه واستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها.
إلى ذلك، لا بد من تحسين رواتب كوادر التدريس في الجامعات الأردنية للحد من هجرة العقول، والعمل على تشجيع التعليم المهني الى جانب التعليم الأكاديمي لأن البحث العلمي، كما يحتاج الباحث المميز فإنه يحتاج إلى الفني المميز.
أما بالنسبة للطلاب، فنصحيتي لهم أن يدرسوا التخصص الذي يرغبونه لكي يتميزوا في مجاله، ومن وجهة نظري، فإن الإنسان الناجح هو الذي يبحث عن النماذج الناجحة في مجاله ويستفيد من خبراتهم، ولكن يجب عليه أن ينطلق من حيث انتهى الآخرون لا أن يقلدهم.
- هل ترى نفسك كأحد الأمثلة على ظاهرة “هجرة العقول العربية” المميزة والنادرة؟ وكيف يمكن الحد من هذه الظاهرة بكل الأحوال، وضمان رعاية الكفاءات الأردنية والعربية المميزة والاستفادة منها؟
لا، وذلك بسبب رغبتي بالعودة للأردن، وبالنسبة لظاهرة هجرة العقول العربية فأعتقد أنه يجب وضع الخطط العملية والسريعة للتغلب على هذه الظاهرة من خلال توفير عوامل الجذب للباحث العربي للعودة الى بلاده من خلال زيادة ميزانية البحث العلمي وتحسين الظروف المعيشية للباحث.
- أما إذا كنت لا تعتقد أنك تندرج شخصياً ضمن هذه الظاهرة، فهل من الممكن توضيح الفوائد العائدة على وطنك الأردن من خلال إنجازاتك الحالية والمستقبلية؟
من أهم الفوائد لهذه الإنجازات هو نقل خبراتي العلمية والعملية في إطار يهدف إلى تحسين حياة المواطن الأردني والعربي، بالإضافة الى المساهمة في إعداد جيل من الباحثين المميزين.
- أي رسالة على الصعد الشخصية والأكاديمية والعملية توجهونها للشباب الأردني، والعربي عموماً، الذي لا بد وأنه يرى فيك نموذجاً يحتذى ومثالاً يستلهم؛ للمضي على طريق النجاح ذاتها التي تسيرون عليها؟
رسالتي هي أن النجاح المتميز يحتاج إلى الاجتهاد، الصبر، والمثابرة والطموح اللامحدود.
- ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية على الصعيد البحثي علمياً وإنسانياً؟
أطمح لأن تكون لي بصمة في عالم تبريد الإلكترونيات، وهذا النظام سوف يستخدم مستقبلاً في تبريد الأجهزة التي تعمل بالليزر الديود أو ليزر الصمام الثنائي (Laser diode) الذي يستخدم على نطاق واسع في التطبيقات والأجهزة الدقيقة كافة.
ويسمح النظام الجديد لهذه المركبات بالعمل تحت ظروف قاسية؛ حيث يصل تأثير مدى الفيض الحراري المسلط على الأجهزة الالكترونية إلى 20-30 واط/سم2.
ويعمل الدكتور عبابنة حاليا مهندس بحث وتطوير في مجال أبحاث الدفاع والفضاء في شركة تقنيات التبريد المتقدمة في بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية، وهو يحمل درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، والدكتوراه من جامعة سينسيناتي في أوهايو بالهندسة الميكانيكية.الغد