الرئيسية مقالات واراء
لم تقدم ايران رغيف خبز واحداً لملايين المشردين السوريين في الاردن او في لبنان او تركيا.. او حتى سوريا ذاتها، لكنها تقدم دعماً بالمليارات من الدولارات لسوريا النظام، سوريا القتل والتدمير والحرق والمرض والأُمية.
والاخبار تقول إن ايران بعثت بسفينة غذاء ودواء لليمن، وبقيت معها «لحراستها» سفينتان حربيتان، لفرض رسوّها في أي ميناء يسيطر عليه الحوثيون وجماعة علي صالح، وهذا يعني في العرف العسكري: كسر الحصار الذي فرضه التحالف العربي، ويعني ان المعونة ليست لليمنيين وإنما هي للجماعة، ويعني ان ايران بصدد ارسال سفن اخرى إذا مرّت هذه الشحنة، سفن اسلحة وذخائر ولوازم الحرب الاهلية.
هذا السلوك المعيب اللااخلاقي هو مادة السياسة الايرانية في المنطقة العربية: ان تقدم الاعانة لحزب الله وليس للبنان، لاحزاب الشيعة العراقية وليس للعراق، للحوثيين وليس لليمن، وايران في هذا السلوك تستهدف العرب فقط فهي لا تستطيع ممارسته في افغانستان رغم الشيعة هناك، او في باكستان، ومع ان اوزباكستان شيعة، وأذربيجان شيعة، فإنه لا طريق لها على احزابهم، وعقائدهم السياسية، فالعرب وحدهم هم الرجل المريض في الشرق الاوسط، وهم «المجال الحيوي» لامبراطورية فارس، والولي الفقيه.
كل الناس عندهم اعتزازهم القومي، كل قوى الأمة الروحية مجندة لحماية الوطن ووحدة الثقافة والفكر والقيم، إلا العرب، فهم ما زالوا يتحاربون سنّة وشيعة منذ ايام علي ومعاوية، مع ان فرنسا والمانيا خاضتا حربين مدمرتين في منتصف القرن الماضي، وهما الان في وحدة اوروبية تجاوزت التاريخ القريب، وألقت الثارات والعقل القبلي وتقاليده المنحطة.
وكما ولغ اكثر شعوب العالم تخلفاً في دم العرب: التتار وتيمور لينك وهولاكو، وجاءت بعدها القبائل التركية فاستعبدتنا اربعمائة عام، يتعرض الوطن الى هجمة فارسية اسوأ من الهجمتين البربريتين، فالتتار حاربونا بجنودهم، وكذلك الاتراك العثمانيون، أما ملاّت قم فإنهم يحاربوننا بالعميان من اهلنا، يحاربون العرب بالعرب، وليس عليهم سوى إثارة الجزء المظلم من تاريخهم، وبعض الدراهم.
ولن تصل باخرة المعونة الايرانية الى اي ميناء يمني، وسيكون الميناء هذا مقتل البواخر الايرانية كما مطار صنعاء، وطائرة «الاغاثة» الايرانية، فالتحالف مدرك للعبة والمعونة تشرف عليها الامم المتحدة ويتم تسليمها في ميناء جيبوتي! ونحن أمام.. الحزم!