الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم -
شهدت أحياء سكنية في مناطق مختلفة في محافظة إربد أزمة انقطاع مبكرة للمياه خلال الأسبوعين الماضيين، مع بداية فصل الصيف، ما اضطر سكان تلك المناطق إلى شراء صهاريج مياه خاصة.
ويتخوف العديد من السكان من تكرار أزمة المياه التي شهدتها محافظة إربد صيف العام الماضي وما سببته من معاناة، في الوقت الذي أكد فيه مدير مياه قصبة إربد المهندس سالم الشلول أن الانقطاعات فردية وتتمثل بالمناطق المرتفعة ويتم تعويض المواطنين الذين لم تصلهم المياه بصهاريج مياه تضاف قيمتها على فاتورة المشترك.
وحسب شكاوى العديد من المواطنين، تتراوح مشكلة المياه في الصيف بين عدم وصولها نهائيا إلى منازل، ووصولها بشكل ضعيف إلى منازل أخرى، مقابل وصولها بشكل منتظم إلى منازل مختلفة وبكميات مقبولة، الأمر الذي أوجد حالة استياء تجاه ما اعتبر "عدم عدالة" في توزيع حصص المياه.
وتنفي تصريحات الإدارات المختلفة في إربد وجود مشكلة مياه في المحافظة، مشيرة إلى أن الشكاوى جميعها فردية، ويتم متابعتها وحلها أولا بأول.
وتؤكد الإدارات المتعاقبة، سواء إبان تولي مسؤولية المياه من قبل إدارة مياه الشمال، أو حتى بعد توليها من قبل شركة مياه اليرموك، الجهة المسؤولة حاليا عن المياه في إقليم الشمال، أنها تسعى وبشكل حثيث على حل مشكلة المياه، وذلك من خلال ما تقوم به، وعلى فترات متلاحقة، من تغيير لشبكات المياه، واستبدالها بشبكات ذات سعة أكبر، لضمان انسياب كميات أفضل من المياه، إضافة إلى السعي المتواصل لاستحداث مصادر مياه جديدة، لمواجهة الزيادة السنوية في عدد المشتركين.
ومن المفارقات، أن التأكيد على أن الشكاوى فردية، ويتم متابعتها، لا ينسجم وتأكيدات مواطنين أبدوا استياءهم جراء ما اعتبروه "تهميشا" وعدم تجاوب من الشركة لمئات الشكاوى، مما دعا محافظ إربد سعد شهاب للتدخل بضرورة انتداب ممثلين عن شركة مياه اليرموك لدار المحافظة من أصحاب الصلاحيات لمتابعة الشكاوى المتعلقة بالمياه خلال فترة الصيف.
وأكد شهاب خلال ترؤسه لجلس المجلس التنفيذي لمحافظة إربد مؤخرا، على ضرورة أن تأخذ مختلف الجهات الخدمية استعداداتها للفترة المقبلة لمواجهة فصل الصيف وشهر رمضان المبارك، داعيا إلى حل أية مشاكل عالقة يمكن أن تفضي إلى حدوث أي نقص في كميات التزود للمواطنين.
وأشار إلى أهمية إيلاء الوضع المائي اهتماما خاصا باعتماد برنامج ضخ وتوزيع ملائم ومتابعة الشكايات حياله.
وبمتوسط حسابي، تحتاج غالبية الأسر، التي تعاني من انقطاع متواصل للمياه، وعدم وصولها إلى المنازل، إلى نحو 30 دينارا شهريا، كثمن فاتورة شراء المياه من الصهاريج.
ويشير المواطن ذاكر غرايبة من سكان بلدة حوارة إلى أن من أكثر ما يشغل بال المواطنين، مع أول ارتفاع لدرجات الحرارة، هو كيفية مواجهة صيف بلا ماء، لافتا إلى أن هناك 3 مشاكل تواجه السكان في فصل الصيف.
وتتمثل تلك الشكاوى، بالانقطاع المستمر للمياه أثناء الدور، وفي حال وصلت تكون ضعيفة تحتاج إلى ماتور مياه لشفطها إلى الخزانات، إضافة إلى أن هناك أحياء في البلدة تصلها المياه بانتظام.
وقال الغرايبة، إن اهتراء الشبكة وقدمها زاد من حجم المشكلة، الأمر الذي يتطلب تغيرها بشبكة حديثة، مؤكدا أن سكان البلدة كانوا يأملون بتحسن وضع المياه مقارنة بالعام الماضي نظرا للموسم المطري الجيد، إلا أن الواقع مختلف.
ولفت محمد طعاني من سكان بيت رأس بأنه من غير المقبول أن يكون هم المواطن طوال فصل الشتاء كيفية تأمين المياه في منزله خلال فصل الصيف، الأمر الذي بات، حسب وصفه، كابوسا صيفيا، يستيقظ منه أصحابه في فصل الشتاء.
ويؤكد أن العديد من المواطنين باتوا يفكرون طوال فصل الشتاء في كيفية مواجهة فصل الصيف، الذي تتفاقم فيه مشكلة نقص المياه، ما يعني ان هم المواطن في تامين المياه بات سنويا وليس موسميا.
وعلى ما يبدو، فإن أصوات المواطنين في معظم مناطق إربد وخاصة القرى الشمالية بدأت ترتفع وتشكو انقطاع المياه عن منازلهم مع قرب حلول فصل الصيف وبداية ارتفاع درجات الحرارة الأمر الذي يستشف منه أن صيف هذا العام سيكون صيفاً غير عادي مع استمرار مسلسل عدم وصول المياه إلى منازل المواطنين.
المواطنون أبدوا استياءهم خاصة وأنهم راجعوا المسؤولين في شركة مياه اليرموك ولأكثر من مرة ووضعوهم بصورة الأمر، إلا أنهم تلقوا وعوداً دون تنفيذ، لافتين إلى أن المياه ما زالت مقطوعة عن منازلهم مما أصبح يشكل عليهم تحديا آخر في ظل ضعف القدرات المالية للعديد منهم والتي لا تسمح بشراء الصهاريج الخاصة.
وعلى الرغم من التطمينات التي يبديها دائما القائمون على شركة مياه اليرموك والإعلان عن خطط وبرامج تضمن للمواطن حصته الأسبوعية المقررة من مياه الشرب وتعزيز مصادر الضخ بفتح آبار جديدة، وتحقيق حالة من الرضا في الشارع عن الوضع المائي في إربد وضواحيها، إلا أن المواطن ما زال يشكو من عدم وصول مياه الشرب لمنزله، وهو مؤشر واضح على أن مدينة إربد وضواحيها ستعيش معاناة لا مثيل لها هذا الصيف.
ويقول علي عبيدات من سكان بلدة حبراص في بني كنانة "إنه منذ ثلاثة أسابيع لم تصل مياه الشرب إلى الحي، وقد راجعنا عدة مرات وكل مرة يعدوننا ويبرمجوا لنا الدور ولا جديد فنشتري صهاريج المياه بكلفة عالية".
أما أبو رامي السودي من سكان الحي الشرقي بإربد، فيقول إن المياه تصل ضعيفة إلى الحي وتصل في ساعة متأخرة من الليل، ما يضطر الأهالي لاستخدام مواتير الشفط من اجل تعبئة خزاناتهم.
ويضيف، أن الأهالي يوم الدور يسهرون لساعات الصباح من اجل تعبئة خزاناتهم من المياه، مشيرا إلى أن المياه في بعض المناطق وخصوصا عند الملعب البلدي قوية ولا تحتاج إلى مواتير.
وأشارت أم محمد من سكان منطقة عالية، انه ومنذ ثلاثة أسابيع، وأنا وأبنائي وجيراني نرقب ليلا ونهارا وصول مياه الشرب في موعدها لكن دون جدوى، فكل الكمية التي وصلت خلال هذه المدة لا تتعدى متر ماء واحدا، مما اضطرها اكثر من مرة لشراء صهريج ماء بسعر مضاعف.
من جانبه، قال مدير مياه اربد المهندس سالم الشلول إن حجم الشكاوى على انقطاع المياه وضعفها قليل إذ ما قورن بعدد المشتركين في المحافظة والمقدر بحوالي 289 ألفا و362 مشتركا، لافتا إلى أن النسبة قليلة.
وأكد الشلول، أن المياه لا تصل إلى المناطق المرتفعة وفي حال وصلت فإنها ضعيفة لا تصل للطوابق العلوية، وتحتاج إلى مواتير، مبينا أن الوضع المائي في اربد جيد جراء الإجراءات التي اتخذتها الشركة لمواجهة فصل الصيف وتداعيات اللجوء السوري.
وكانت شركة مياه اليرموك ولمواجهة فصل الصيف، قامت بإعادة تأهيل آبار ومحطات وشبكات مياه، حيث تم إعادة تأهيل 37 بئرا وحفر 8 آبار جديدة في مختلف محافظات الشمال، إضافة إلى تأهيل شبكات مياه ووصلات منزلية ومشاريع إعادة تأهيل محطات مياه وتوفير مضخات ولوحات كهربائية.