الرئيسية أحداث صحية
أحداث اليوم -
قبل فترة تمكن فريق من هارفارد إكثار الخلايا المفرزة للإنسولين من الخلايا الجذعية. وهذا بلا شك فتح كبير في الطب ولكنه لم يكتمل بعد إذ لابد من الوصول إلى الطريقة التي تحل فيها هذه الخلايا محل الخلايا المدمرة في بنكرياس المرضى المصابين بالسكر من النوع الأول. وقد أشار الفريق إلى أن ذلك قد يستغرق سنوات.
ولكن قفز إلى السطح مستشفيات وأطباء في دول تفتقد آلية حماية المرضى كالأردن وكرواتيا والهند وكوريا وغيرها تدعي أنها تعالج السكر وأمراضا أخرى بحقن الخلايا الجذعية.
وللأسف تم كالعادة التسويق لهم من خلال بعض المحطات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي فانكب الخليجيون عموما والسعوديون بالذات على تلك العيادات وبدأنا نسمع كما هي الحال دائما أفرادا يدعون أنهم تحسنوا.
ويتطور الخبر إلى كرة ثلج من دون أن تحرك الجهات المعنية ساكنا للحد من هذه الادعاءات ولحماية المرضى وأموالهم من دجل الدجالين.
صورة تكررت كثيرا مع أدعياء المعالجة من عطارين وعشابين وحتى أطباء لم يحترموا أخلاقيات المهنة.
دورنا كمختصين أن نوضح للناس حقيقة الأمر حول هذا الادعاء وأن نعرض الحقائق وهي كما يلي:
بدأ استخدام الخلايا الجذعية في زراعة النخاع لعلاج سرطان الدم وهذا قديم جدا وليس صعبا لأنهم يحقنون خلايا جذعية سليمة مكان الخلايا الجذعية التي قتلوها بالكيماوي.
بعد سنوات من الأبحاث تمكن اليابانيون من تحقيق نجاح محدود جدا في استخدام الخلايا الجذعية لعلاج عضلات القلب بعد الذبحة الصدرية.
تمكن فريق البحث في هارفارد كما أشرت من استخلاص خلايا الإنسولين وتكاثرها خارج الجسم ونحن في انتظار تطبيق ذلك علاجيا وهذا قد يستغرق سنوات.
حقن الخلايا الجذعية المستخدم الآن ليس له أي أثر إيجابي ماعدا الأثر (العفوي) الذي يماثل أثر أية مادة غير علاجية. والأخطر من ذلك أن استخدام الخلايا الجذعية كما يحدث في الأردن وكرواتيا وكوريا والهند علاوة على أنه غير أخلاقي فقد يؤدي إلى جلطة في الرئتين وتبلغ نسبة الوفيات فيه قرابة 14% وأعرف من ذهب ليستخدم الخلايا الجذعية لكي يستعيد شبابه ففقد حياته.
الطب الحديث طب مبني على البراهين، والبراهين ليس كما يسوق هؤلاء الدجالون بعرض قصص أناس شفوا من أمراض فحتى لو أحسنا الظن وقلنا بأنهم لم يدفعوا لهم ليدعوا الشفاء فتبقى الحالات الفردية حالات فردية.
أعرف أن ذلك لن يثني البعض عن الذهاب وصرف أموالهم على ما قد يضرهم ولا ينفعهم.
لقد عشنا ذات التجربة مع هاشمي الأعشاب وزنداني علاج كل الأمراض وعلاج الأوزون وحتى كفتة عبدالعاطي. وسنعيشها مستقبلا مع المزيد من المحتالين الذين يحسنون العزف على حاجات المرضى.
أتمنى أن تكون هناك محاكم طبية تتولى التحقيق مع من يستغل حاجات المرضى ويروج علاجات عقيمة على أنها شافية وتتواصل مع الهيئات المشابهة في بلد المعالج المحتال لاتخاذ الإجراءات الجنائية ضده. (الرياض).
بقلم : محمد ناهض القويز