الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم -
في الماضي القريب كانت خيم اللاجئين السوريين مقصدا للمهربين والسماسرة لإخراجها من داخل مخيم الزعتري في محافظة المفرق وبيعها إلى المواطنين ، وقد تجاهل المعنيون هذا الأمر إلى أن أصبحت تباع أمام العيان وتنتشر في القرى والمحافظات، حتى وصل الأمر الى تهريب الكرافانات باعتراف سماسرة وتجار، وأصبحت تركن على جنبات الطرق في بعض المحافظات وتباع علنا.
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تقوم بتأمين الكرفانات لإيواء اللاجئين وحمايتهم من حر الصيف وبرد الشتاء، وهي مصممة بجودة عالية من حيث نظام العزل وأرضيات الجلد وبمواصفات فنية عالية، وقد استبدلت بالخيم بعد احتجاجات ومطالبات من اللاجئين للتخلص من الخيم التي تتطاير في الشتاء بفعل العواصف والشتاء .
وتتراوح نسبة من يمتلكون كرافانات للسكن حوالي 85 بالمائة من مجموع اللاجئين السوريين القاطنين بوجه عام في مخيم الزعتري وقد بادرت العديد من الدول لتقديم تبرعات لصالح اللاجئين السوريين بشراء او تصميم كرافانات مطابقة لمواصفات السكن الملائم.
تهريب الكرافانات بأسلوب احترافي منظم.
ويروي أحد التجار المتخصصين لمندوب (بترا) كيف يتم تهريب هذه الكرفانات وبيعها، حيث تتم عملية التهريب من مخيم الزعتري عبر سماسرة متخصصين، وتبعاً لأسلوب منظم يلجأوون إليه بشكل احترافي، مشيراً في الوقت ذاته الى أنه يتم تحميلها على "ونشات" ، ومن ثم ايصالها إلى المكان المطلوب للتاجر، والذي بدوره يقوم بتسويقها وبيعها بأسعار تتراوح ما بين 1100 دينار إلى 1200 دينار حسب المكان والكمية المطلوبة.
ويزداد الطلب على الكرفانات، وفقا للتاجر الذي رفض ذكر اسمه، يوماً بعد يوم في ظل انخفاض أسعارها مقارنة بالكرفانات التي تصنع من قبل شركات ومصانع محلية، إضافة لجودتها العالية من حيث نظام العزل وأرضيات الجلد وإضافات فنية أخرى وفرق السعر.
ويقول "إن سعر الكرفانات المصنعة محلياً يصل إلى 1800 دينار على الأقل، الأمر الذي يزيد من الطلب على كرفانات اللاجئين لأسباب تتعلق بجودة صناعتها وزهد ثمنها من جهة ولتعدد استخداماتها من جهة أخرى".
ويوافقه على ذلك رأفت الذي اشترى كرفاناً، حتى يستخدمه مستودعاً لغايات تخزين البضائع ، بأن صناعة هذه الكرفانات بجودة عاليه ، ويقبل عليها الناس لرخص ثمنها وإمكانية نقلها من مكان لآخر بكل سهولة، وهي باعتقاده أوفر من استئجار مستودع لتخزين بضاعته عبر قوله " مبلغ بدل إيجار المخزن أو المستودع لأقل من سنة كفيل بأن يشتري لك كرفانا".
ويقول أحد اللاجئين ممن قام ببيع كرفانه إن حاجته المادية وتوفير بعض المتطلبات لأسرته دفعته لبيع هذا السكن المتنقل مشيرا الى أنه قام ببيعه بمبلغ 500 دينار تقريباً وهو الآن يسكن مع ابنته وزوجها بنفس الكرفان الذي يخصهم .
ويبين بعض التجار أو السماسرة يقومون بشراء الكرفانات كونها مصممة بمواصفات عالمية جيدة، وتوفر على من يستخدمها دفع مبالغ اضافية في حال استخدامها للتخزين أو في المزارع أو شركات التعهدات العامة، إلى جانب رخص ثمنها مقارنة بالكرفانات المصنعة محلياً.
يخرج من المخيم مجزءا بأقل من 500 دينار ويباع بـ 1200 ...
يؤكد اللاجىء السوري (سامر ) المقيم في مخيم الزعتري، أن أغلب اللاجئين القاطنين في المخيم يمتلكون كرفانات للسكن بنسبة تتجاوز 85 بالمائة من مجموع اللاجئين السوريين في المخيم، مبينا أن ظاهرة تفكيك وتهريب الكرفانات لخارج المخيم ليست حديثة نسبياً، وإنما تزامنت مع بدايات فترة توزيع الكرافانات على اللاجئين قبل سنوات.
ويتساءل هل نستطيع أن ننكر أن اللاجئين كانوا أيضا يبيعون الخيم بمبالغ عشرين دينارا أو اكثر ، ويقوم تجار بتهريبها وبيعها بمبلغ 80 دينارا ، حتى أصبحت تنصب أمام العيان في الكثير من المناطق ؟.
رغم ذلك لا يستطيع أن ينكر أن إدارة المخيم لا تألو جهداً في السيطرة على هذه الظاهرة والحد منها، مؤكداً في الوقت ذاته بأنه يتم يومياً ضبط أشخاص يقومون بتهريب الكرفانات إلى خارج المخيم، ويتم التعامل معهم من خلال إجراءات أمنية مشددة بحقهم وذلك من شأنه القضاء على هذه الظاهرة والحد منها.
ويوضح كيفية تهريب الكرفانات، حيث يتم تفكيك الكرفان إلى حوالي 24 قطعة، ويتراوح وزن كل قطعة من 4 إلى 7 كيلوغرامات، الأمر الذي يجعل من السهولة حمل ونقل هذه القطع المبعثرة إلى خارج المخيم، عبر المنفذ الوحيد الذي يتم التهريب من خلاله وهو " الساتر الترابي" أي الحاجز بين المخيم وخارجه، ومن ثم بيعها بأسعار تتراوح من 400
إلى 500 دينار للكرفان الواحد، وذلك بعد التنسيق مع من ينوون شراءها من خارج المخيم، ويتم نقل هذه القطع ومن ثم تجميعها وبيعها بأسعار تتجاوز ال 1000 دينار خارج المخيم.
ويؤكد أن ما يتداوله البعض عن عمليات "رشاوى" لبعض الجهات المعنية بحماية وحراسة المخيم هو عار عن الصحة تماما ، وأن العملية تتم بدون علمهم ، موضحاً أن الحلول لهذه الآفة تكمن في تكثيف المراقبة وإطلاق التحذيرات المتضمنة عدم فك الكرفانات وبيعها، والتلويح بالعقوبات المترتبة على من تسول له نفسه العبث بها، إضافة إلى أهمية التركيز على الجانب التوعوي للاجئين السوريين حول مثل هذه القضايا بوجه عام.
ويشار الى انه رغم الاجراءات المتخذة بشأن الحد من تهريب الخيم او الكرفانات وخصوصا بعد أن تم ضبط الكثير من حالات التهريب للخيم، فإن عملية التهريب تتم بواسطة الصهاريج والشاحنات وضاغطات النفايات والمركبات التي تدخل وتخرج من المخيم أو الساتر الترابي.
الداخلية: لم تسجل أية حالات بيع أو تهريب كرافانات.
يقول الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية مدير الإعلام المتصرف الدكتور زياد الزعبي " لم تسجل لدينا أي حالات بيع كرفانات لخارج مخيمات اللاجئين السوريين"، مؤكداً في الوقت ذاته بأنه لا يوجد أي حالات تهريب كرفانات عبر مخارج ومداخل المخيم أو عبر السواتر الترابية المحيطة بمخيم الزعتري.
ويشير إلى أن عدد اللاجئين السوريين المقيمين في المملكة يقدر بحوالي مليون و400 ألف لاجىء سوري.
وخلال متابعات لوكالة الانباء الأردنية شاهدت مجموعة من الكرفانات تباع في أحد الشوارع الرئيسية في مدينة اربد، وشهدت عملية التفاوض على شراء كرفان، الذي وصل سعره الى 1400 دينار.