الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم -
علمت "الغد" من مصدر حكومي مطلع، أن الحكومة الأردنية أرسلت موافقة خطية لنظيرتها العراقية يوم أمس السبت، على دفن وزير الخارجية العراقي الأسبق طارق عزيز في المملكة.
ووفق المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، من المقرر أن يصل جثمان عزيز إلى الأردن اليوم أو غدا على أبعد تقدير، الأمر الذي كان أكدته لـ"الغد" أيضا مصادر عراقية مطلعة قالت إن صلاة الجنازة ستقام عليه في إحدى كنائس عمان.
وكانت الحكومة أبدت يوم أمس عدم ممانعتها بنقل جثمان عزيز إلى الأردن ليوارى الثرى هنا "لدوافع إنسانية"، فيما اشترطت الحكومة العراقية على ذويه "عدم إقامة مراسم جنائزية له ونقله من الطائرة إلى المقبرة مباشرة"، وذلك بحسب ما أبلغ به السفير العراقي في عمان جواد هادي عباس.
وقال عباس إن الموافقة العراقية "تشترط أيضا أن لا يكون هنالك أي تجمعات لأنصار حزب البعث العراقي المنحل في مراسم الدفن".
وتقيم عائلة عزيز في الأردن منذ العام 2003 على إثر الاحتلال الأميركي للعراق.
من جهته، قال المحامي بديع عارف عزت المحامي الخاص لعزيز إن موكله "أوصى بدفن جثمانه في الأردن، وأن عائلته لديها علم بالوصية".
وأضاف عزت لمراسل وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن موكله عزيز "أبلغه وصيته بأن يدفن في الاراضي الأردنية اعتزازا بملكها وشعبها وحكومتها، ولأنها بلد احتضن عائلته حوالي 12 سنة".
وأردف عزت أن عزيز أبلغه قبل فترة من وفاته "بنقل سلامه وشكره للأردن لموقفه الطيب حيال عائلته، وأنه يلح بأن يدفن في الأراضي الأردنية".
وفي السياق، نعت رغد صدام حسين ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وزير الخارجية في عهد والدها طارق عزيز.
وتلقت "الغد" رسالة تعزية من رغد نقلها محاميها هيثم الهرش صباح أمس، جاء فيها "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره أنعى الأستاذ طارق عزيز الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى وهو صامد في وجه الظالمين بكبرياء وإباء، وأتقدم إلى أسرته بأصدق آيات العزاء والمواساة، سائلة المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان".
وولد عزيز سنة 1936 في بلدة تلكيف شمالي الموصل لأسرة كلدانية كاثوليكية، باسم ميخائيل يوحنا، الذي غيره لاحقاً إلى طارق عزيز، ودرس اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة بغداد، ثم عمل صحفيا قبل أن ينضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي.
وعندما كان صدام حسين رئيسا لجمهورية العراق ورئيسا للوزراء في الوقت نفسه، لعب طارق عزيز في أغلب الأوقات دور رئيس الحكومة الفعلية، ممثلاً لصدام والحكومة العراقية في الاجتماعات والقمم الدبلوماسية العالمية والعربية.
وفي كانون الأول (ديسمبر) 2002، وصف طارق عزيز تفتيش الأسلحة بـ"بدعة"، وقال إن الحرب "لا محالة منها".
وقال: إن "ما أرادته الولايات المتحدة لم يكن تغيير نظام في العراق ولكن تغيير المنطقة"، كما اعتبر أن أسباب الحرب على العراق هي "النفط وموقفه من إسرائيل".
وشغل عزيز منصب وزير الخارجية (1983–1991)، ونائب رئيس مجلس الوزراء (1979–2003)، وكان مستشاراً قريبا جداً للرئيس العراقي صدام حسين لعقود.(الغد)