الرئيسية أحداث اقتصادية
أحداث اليوم -
تحبس القطاعات التجارية في المملكة أنفاسها صباح اليوم مع انتهاء المهلة التي حددتها النقابة العامة للعاملين بالموانئ والتخليص لإدارة ميناء حاويات العقبة من أجل تحقيق مطالب عمالها، خشية أن تنفذ النقابة تهديدها بالعودة إلى "إضراب شامل".
ويتخوف العديد من التجار أن تستمر حالة الاحتقان السائدة بين العمال وادارة ميناء الحاويات، ما يطرح خيار الاضراب الذي يضر بمصالح غالبية القطاعات.
وكان عمال وموظفو حاويات العقبة قد اضربوا عن العمل نهاية العام الماضي للمطالبة بـ"حقوق عمالية"، ما ادى الى تعطل الميناء لاكثر من اسبوعين تكدست على إثره آلاف الحاويات في الميناء، ملحقة خسائر بالاقتصاد الوطني تقدر بعشرات الملايين من الدنانير.
ويطالب عمال شركة ميناء حاويات العقبة بتنفيذ اتفاقيات العمل الجماعي الملزمة لها تجاه حقوقهم المكتسبة ملوحين بالتصعيد إذا اقتضى الأمر.
ودعت النقابة العامة للعاملين بالموانئ والتخليص إدارة شركة ميناء الحاويات إلى "الالتزام بقرار وزير العمل واحترام اتفاقيات العمل السابقة وفق القانون الأردني والابتعاد عن أساليب الضغط على العمال والتهديد والتلويح بإحضار عمال آسيويين"، وفقا للبيان الصادر عنها.
وطالبت النقابة في بيانها مجلس إدارة الشركة بالعدول عن رفضها صرف زيادة علاوات تقييم الأداء الوظيفي المفترض صرفها في نيسان (ابريل) الماضي، مطالبين كذلك بالابتعاد عن اتباع سياسة التأزيم والاستقواء على الحقوق العمالية التي من شأنها إدخال العمال في إضراب مرتقب.
وحذرت قطاعات اقتصادية وتجارية مختلفة من خطورة تعطل، او توقف العمل في ميناء حاويات العقبة خصوصا قبل شهر رمضان المبارك، وما يشكله ذلك من تداعيات وأعباء إضافية تؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني.
وقال مصدر مسؤول في شركة ميناء حاويات العقبة إن الشركة تتابع عن كثب تداعيات ومطالب العمال من كافة النواحي وإن الحسم في كافة هذه المطالب هو القانون.
واضاف المصدر اننا نحتكم الى القانون وسنلتزم بكل ما يفرضه القانون علينا ولا احد فوق القانون.
وقال محافظ العقبة فواز ارشيدات، إن موظفي وعمال ميناء حاويات العقبة يدركون مسؤولياتهم جيدا وان لديهم من الحس الوطني والشعور بالمسؤولية ما يدفعهم للحفاظ على مسيرة مؤسستهم، خاصة وان ميناء حاويات العقبة هو العصب الرئيس المغذي للاقتصاد الوطني.
وبين ارشيدات ان جهودا تبذل من كافة الأطراف ذات العلاقة للخروج بحلول توافقية تحفظ مصالح الجميع سواء العمال او الميناء في هذه المرحلة الحرجة التي تشهد صعوبات و تعقيدات في اغلب موانئ الجوار.
واعتبر تجار ومستوردون أن تنفيذ الاضراب وفي هذا الوقت بالتحديد قبل شهر رمضان المبارك، يعد عبثا بالأمن الوطني، مؤكدين ان إضرابات عمال ميناء العقبة باتت تحدث بشكل متكرر وتضر بمصلحة الاقتصاد الوطني، وتؤثر سلبا على موقع الاردن الاقليمي كمركز للخدمات اللوجستية بالاضافة الى اضرارها بالحركة التجارية والصناعية.
وناشدوا الجهات المختصة بالعمل على حل مشكلة عمال ميناء الحاويات والذين يعتزمون تنفيذ اضراب اليوم، حسب بيان صدر مؤخراً من النقابة العامة للعاملين في الموانئ والتخليص.
وقال نقيب أصحاب المواد الغذائية خليل الحاج توفيق إن الاضراب في ميناء الحاويات هو "عبث في الأمن الوطني".
واضاف توفيق، أن الاضراب له تداعيات وتبعات كارثية خطيرة جداً على الامن الغذائي والاسعار وقوت المواطن، مشيراً ان القطاع الخاص "لن يقبل بتلاعب بغذاء المواطن باعتباره أداة بيد من كان للحصول على حقوق عمالية".
وحذر من منع سير الغذاء جراء تنفيذ الاضراب، وان تحل جميع المشاكل بعيدا عن الاضرابات والتي أدت الى خسائر فادحة لقطاع المواد التموينية والقطاعات الاخرى.
وبين، ان تجدد الإضراب سيرفع الكلف على المستوردين والتجار وبالتالي زيادة اسعار البضائع والسلع المستوردة وبخاصة الأساسية منها، مؤكدا ان القطاع ليس قادرا على تحمل المزيد من الخسائر التي لحقت به جراء الاضرابات المتكررة التي وقعت بالميناء في السنوات الماضية.
من جهته، دعا نقيب اصحاب الشاحنات محمد خير الداود النقابة العامة للعاملين في الموانئ والتخليص "بتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وتحكيم لغة العقل خاصة في ظروف حساسة يمر بها قطاع الشاحنات والقطاعات الاخرى"، مشيراً ان المواطن المستهلك سيكون المتضرر الاكبر من زيادة الكلف على المستوردات والسلع وسط ضعف القدرة الشرائية لديه والظروف الاقتصادية الضاغطة التي تمر على المملكة.
وأشار الداود إلى أن قطاع النقل يعاني من انتكاسة نتيجة إغلاق الحدود البرية بوجه الشاحنات الأردنية بسبب الاحداث الدائرة في البلدان العربية المجاورة، معتبراً ان الاضراب في غير محله كون معالجة المشاكل القائمة بين العاملين وشركة حاويات العقبة يجب أن تتم بالمحاكم المختصة ووزارة العمل، مشددا على ضرورة احترام كل القرارات الصادرة عنها.
وجدد الداود دعوته الاطراف كافة الى تحمل مسؤولياتها واستدراك الموقف وعدم زيادة الاضرار الاقتصادية والتي تفقد الاردن ايضا العديد من المزايا التنافسية التي يتمتع بها.
من جهته، شدد مدير غرفة تجارة العقبة عامر المصري على ان تبتعد نقابة العاملين بالموانئ والتخليص عن أسلوب التلويح بالاضراب، داعياً النقابة الى تحمل مسؤولياتها تجاه شركة ميناء الحاويات وعدم تعطيل مصالح المواطنين وانتقاء الأوقات العصيبة والتي تؤثر بالاقتصاد والتجار والمواطن.
وأكد المصري أن غرفة تجارة العقبة تطالب القائمين على الاضراب العمالي بـ"العودة عن التلويح بالإضراب واللجوء دائما الى الحلول التوافقية والقرارات القضائية للحفاظ على حقوقهم".
وبين تجار ألبسة ان الخلافات بين شركة ميناء الحاويات والعمال ساهمت بتعطيل مصالح كافة القطاعات التجارية بسبب الاضرابات المتكررة.
وأشار تاجر الألبسة محمد أبو ليلى، أن تجار الألبسة يعولون بشكل كبير هذه الأيام على عيد الفطر السعيد، مبينا أن التجار لديهم نظرة تفاؤلية بالموسم القادم ويتوقعون قدوم عشرات الحاويات من الملابس والأقمشة والأحذية خلال الايام القليلة القادمة، لافتا الى انه ومع الاضراب الذي ينوي عمال ميناء حاويات العقبة تنفيذه فلن يتم التخليص على أي حاوية وستتكدس في ارض الميناء، مما يعني تراكم خسائر فادحة كما في الاضراب السابق الذي حدث العام الماضي.