الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم -
لم يكن أمس الاثنين يوما عاديا للغالبية العظمى من طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) الذين خرجوا من قاعات الامتحان الأول للدورة الصيفية وعلامات الحزن والإحباط مرتسمة على مُحيّاهم.
فقد أجمع طلاب على أن امتحان مبحث اللغة الانجليزية لفروع العلمي والأدبي والإدارة المعلوماتية كان "الأصعب في تاريخ التوجيهي وأن الأسئلة تعدت قدرات الطلبة، وجاءت على نمط جديد ومختلف عن الأعوام السابقة، وتحديدا في إعطاء الطالب تعليمات تقيد إجابته".
وفيما رأى بعض الطلبة أن الأسئلة كانت من المنهاج المقرر وراعت مستويات الطلبة وأن زمن الامتحان كان كافيا، رأى غيرهم عكس ذلك تماما، وعززوا انتقاداتهم بأسباب عديدة.
وكان 103880 مشتركا ومشتركة من مختلف الفروع الأكاديمية والمهنية، توجهوا أمس الإثنين لأداء أول امتحان لصيفية "التوجيهي"، حيث تقدم 93563 طالبا وطالبة من جميع الفروع الأكاديمية لمبحث اللغة الإنجليزية/ المستوى الرابع، فيما تقدم 10317 من الفروع المهنية لمبحث اللغة الإنجليزية/ المستوى الثاني.
ورغم أن الطالب فراس الرجبي "علمي" قال إن أسئلة الامتحان كانت من ضمن المنهاج المقرر، إلا أنه أكد أنها "أصعب من أسئلة الأعوام السابقة ولم تراع مستويات وقدرات الطلبة، ولم تكن المدة الزمنية المخصصة للامتحان متناسبة مع مستوى الأسئلة"، بحسب تعبيره.
واضاف إن بعض أسئلة الامتحان "اختلفت تماما عن نمطها المعتمد في الدورات السابقة"، مؤكدا "ان هذا الامتحان يعد الأصعب في تاريخ اسئلة الوزارة".
وهذا ما ذهبت اليه الطالبة سارة شريم من فرع "إدارة معلوماتية"، بقولها "إن الأسئلة جاءت صعبة ومعقدة، واعتبرتها فوق المستوى التحصيلي للطلبة وأن المدة الزمنية المقررة لجلسة الامتحان لم تكن متناسبة مع طبيعة ومستوى الأسئلة".
واوضحت أن جميع صديقاتها من مختلف الفروع "خرجن من قاعات الامتحان وعلامات الحزن بادية على وجوههن، ولم يتوقعن أن تأتي الأسئلة بهذه الصعوبة".
وأكدت هذا الرأي الطالبة سلمى غانم "علمي" بقولها "ان الامتحان كان في غاية الصعوبة، والوزارة اعتمدت نمطا جديدا في سؤال الاشتقاق حيث كان يأتي على شكل جمل وليس فقرة، وهذا الأمر سبب إرباكا للطلبة كون الحل مرتبطا ببعضه البعض".
ولفتت الى أنها خرجت من قاعة الامتحان بالدورة الشتوية الماضية وهي متأكدة بأنها "ستحصل على علامة مرتفعة ولكن هذه المرة الأمر مختلف كليا".
وأشارت روان عادل (أدبي) الى أن أسئلة الامتحان "كانت ضمن المتوسط ولكنها بوجه العموم أصعب من اسئلة الدورات الماضية"، لكنها رأت "أن المتمكن من دراسته يستطيع الاجابة عليه كون امتحان هذه الدورة اعتمد على الفهم أكثر من الحفظ".
واتفق مع هذا الرأي طلبة الفروع المهنية الذين أشاروا الى أن اسئلة المستوى الثاني "كانت ضمن المتوسط وأن المتمكن من دراسته يستطيع الإجابة عليها".
وبهذا السياق عبر طالب من الفرع الصناعي، بقوله "إن أسئلة الامتحان لم تكن صعبة، ومدة الامتحان كانت كافية بالنسبة له"، مؤكدا ان الاسئلة "تتناسب مع قدرات الطلبة، ومثله قال حازم عمر "زراعي"، واصفا أسئلة الامتحان بـ "أنها ضمن المتوسط ولكنها بوجه العموم أصعب من الدورة الشتوية"، مشيرا الى أن المراقبين تأخروا في توزيع ورق الامتحان 10 دقائق، وبذلك لم نستفد من المدة الإضافية التي أقرتها الوزارة لكل جلسة.
من جهتها، اعتبرت الحملة الوطنية لدعم العملية التعليمية "نساندكم" أن امتحان مبحث اللغة الانجليزية الذي تقدم إليه الطلبة أمس "هو الأصعب في تاريخ التوجيهي وتحديدا منذ العام 1978"، ووصفت أسئلة الامتحان بـ "أنها تعدت قدرات الطلبة، كونها جاءت على نمط جديد ومختلف عن الدورات السابقة، وقيدت إجابات الطالب بموجب تعليمات محددة تسببت في إرباك الطلبة"."
ويؤكد معلمو اللغة الانجليزية في الحملة صادق مرار ومأمون الحموري أن الامتحان "لم يراع الفروق الفردية بين الطلبة وأن الوقت غير كاف" متوقعين "أن يحمل الطالب الذي مستواه أقل من جيد جدا المادة لصعوبة الأسئلة، وأن من الصعوبة بمكان أن يحصل أحد على علامة كاملة".
وبينوا أن بعض الأسئلة "تحول من حل جملة إلى حل فقرة كاملة، ما يؤدي إلى إطالة فترة الإجابة على حساب المدة الممنوحة للطلبة". وأوضحوا أن "المطلوب من بعض الأسئلة غامض ومحير ومربك للطالب ويستنزف وقتا لإدراكه"، منتقدين تكرار القطعة للمرة الثالثة، علما أن هناك قطعا كثيرة في المنهاج لم ترد في الامتحانات السابقة.
كما استغربوا صيغة سؤال الاشتقاق، الذي جاء هذا الفصل "على نمط مركب يطلب مطلوبين، يعتمد المطلب الثاني على صحة المطلب الأول، وهذا خطأ من حيث نظام الامتحانات فلا يجوز أن يطلب من الطالب مطلوبين".
وتساءلت الحملة عن الغاية والهدف من صعوبة الامتحان، خصوصا وأنه يأتي كأول امتحان في الدورة، ما يترتب عليه أثر نفسي بالغ على الطلبة وذويهم.
من جهتها، أعلنت نقابة المعلمين الأردنيين عن تشكيل غرفة طوارئ تعنى بالإجابة على كافة الاسئلة والاستفسارات المتعلقة بامتحان "التوجيهي"، وإحالتها بشكل مباشر إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وإدارة الامتحانات.
وقالت النقابة في بيان أمس "ان الغرفة ستعمل على تلقي الملاحظات والاستفسارات من الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين والمراقبين حول امتحانات التوجيهي، وستكون على اتصال مباشر بين الميدان وقاعات الامتحانات، وبين الجهات المسؤولة في الوزارة ومديرية الامتحانات، لحل أي إشكاليات قد تقع بشكل مباشر.
وأوضحت النقابة آلية التواصل مع غرفة طوارئ صيفية التوجيهي على الأرقام 065711044، و 065733886، و0775055580، و 0787888418.(الغد)