الرئيسية أحداث صحية
أحداث اليوم -
أطفالنا يمثلون المستقبل المشرق لأمتنا وتربيته على الفضيلة ليس بالمهمة السهلة، وبالتالي حرصنا عليهم يجعلنا نرفع درجة الاهتمام بموضوع صيامهم، وذلك للمحافظة عليهم وعلى نموهم جسدياً وروحياً.
ويفضل أن يبدأ الطفل بالصيام المحدود ولمدة بسيطة لا تتجاوز ثلاث ساعات على سن السابعة، وأن تتم مراقبة ذلك بحيث يشعر الطفل بجدية الصيام والامتناع عن الشراب والطعام، اضافة الى تدريبه تدريجياً على هذه الفريضة العظيمة والمهذبة للنفس، وفي سن الثامنة أو التاسعة يمكن السماح للطفل بصيام وقت أطول وحسب استطاعته بحيث يصوم حتى أذان الظهر أو العصر مثلاً أو ربط الصيام بمواعيد محددة للإمساك والإفطار.
وعلى سن العاشرة يمكن للطفل أن يصوم ثلاثة أيام في الأسبوع، وبعد ذلك يطلب من الطفل صيام كل أيام رمضان أي على سن الحادية عشرة، ولا بد من مراعاة عدم إجبار الأطفال على الصيام الكامل وهم دون سن التاسعة، فالإسلام دين يسر وليس دين عسر، خاصة أن هذه الفريضة لا تصبح تكليفا الا بعد البلوغ، فالصيام الكامل في سن تحت التاسعة قد يؤثر على نمو الطفل، فالصيام فريضة لها حكمتها ولم تكن عقوبة بأي حال من الأحوال، والصيام قبل سن البلوغ هو تدريب متدرج حتى يصوم الطفل في ظروف مهيأة وصحية ومعقولة لديه جسمياً وروحياً.
ولا بد من التأكيد أن على الأهل التعجيل في تقديم الإفطار للطفل الصائم، وفي الوقت نفسه تأخير السحور والإكثار من تناول السوائل وخاصة نحن في فصل الصيف ويجب الانتباه لذلك ويفضل أن لا يتعرض الطفل لأشعة الشمس المباشرة في ساعات الحر حتى لا يفقد السوائل بكميات كبيرة وما يترتب على ذلك من مخاطر، وعندما نتحدث عن الإفطار، فلا بد من تأكيد ضرورة عدم الإكثار من تعدد أصناف الطعام حتى لا يأكل الطفل كميات كبيرة، وبالتالي الإصابة بالتخمة وما يتبع ذلك من شعور الطفل بالكسل، ولابد من الاعتدال في إعطاء الطفل السكريات المركزة.
ويجب أن نلاحظ أن إفطار الطفل يجب أن يحتوي على كمية معقولة من الكربوهيدرات، وذلك لتزويد جسم الطفل بالطاقة اللازمة لمساعدته على الحركة، إضافة لوجود البروتينات في طعام الطفل لأهميتها في بناء العضلات وحمايته من الإصابة بالوهن بعد فترة طويلة من الصيام، ويجب إضافة الدهون غير المشبعة الى طعام الطفل وخاصة زيت الزيتون وغيره.
أما بخصوص الحلويات فيفضل تأخيرها ثلاث ساعات على الأقل بعد الافطار ويمكن اضافة المكسرات عليها وخاصة للطفل النحيف؛ حيث إنها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والأملاح؛ أي يجب ان تكون وجبة الافطار متوازنة غذائياً بحيث تحتوي على السوائل مثل الشوربة وخاصة شوربة الخضار وكمية معقولة من الأرز اضافة لقطعة من اللحم أو الدجاج أو السمك.
ويجب تذكير الطفل دوماً بالأكل المتأني وبدون سرعة، اضافة لإفهامه بضرورة المضغ الجيد للطعام، أما السحور فلا بد من تأخيره الى ما قبل الأذان بوقت قصير وأن يتضمن البيض والسلطة الخضراء والأجبان قليلة الملح، بالاضافة الى العسل حتى يعطى الطفل طاقة للاستمرار في برنامجه اليومي المعتاد وبدون الشعور بالتعب والإرهاق.
وفي هذه الأيام ومع الارتفاع في درجات الحرارة، لا بد من تقييم وضع الطفل قبل السماح له بالصيام وزيادة السوائل بشكل معقول، اضافة لمنع الطفل من اللعب تحت أشعة الشمس والتعرض الطويل لها حتى لا يصاب بضربة الشمس وكذلك حتى لا يصاب بالجفاف، وختاماً نتمنى لأطفالنا صياماً مقبولاً وإفطاراً هنيئاً وحياةً ملؤها السعادة.