الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    "الاردن" أمل اللاجئين السوريين

    أحداث اليوم -

    اضطر فيصل للهروب إلى الأردن مع زوجته وبناته الأربع بعد أن تعرض بيتهم للقصف في سوريا.

    لم يكن معهم سوى حقيبة ملابس واحدة وحفنة من النقود.وكغيرهم من الأسر السورية التي عبرت الحدود, فقد قام الجيش الأردني بنقلهم, وبعد فترة قصيرة في مخيم الزعتري, انتقل فيصل وأسرته إلى عمان واستأجروا شقة صغيرة هناك.

    ويقول:لم نعتد على الحياة في الخيم من قبل ولذا لم يكن بإمكاننا البقاء هناك.»مئات الآلاف من السوريون انتقلوا للعيش في الأردن ومدن أخرى منذ اندلاع أعمال العنف في سوريا عام 2011.

    وقد أثر ذلك أيضا على المجتمعات المضيفة بسبب الضغط على البنية التحتية والمصادر والخدمات العامة.وعلى الرغم من ذلك إلا أن فيصل يقول إن جيرانه الأردنيين استقبلوه بكل ترحاب.

    ويضيف: «إنهم أناس طيبون ويدركون أننا طيبين أيضا ولذا أصبحنا أصدقاء. دائما يسألوننا إن كنا بحاجة لشيء.

    أحيانا عندما نطبخ أطباقا سورية نشاركهم إياها، ويقومون هم بذات الشيء عندما يطبخون أطباقا أردنية.
    ويعاني فيصل, كغيره من اللاجئين, من ضائقة مالية.
    مع أنه يعمل أحيانا في أعمال الإنشاء إلا أن ما يجنيه من مال ضئيل ولا يكفي لسد احتياجات أسرته.

    ويضيف أن قسائم شراء المواد الغذائية التي يتلقاها من المنظمات الإنسانية، والمساعدات التي يستلمها من الجمعيات الخيرية، تساعده بعض الشيء.
    ويشعر بالامتنان الكبير لأن صاحب الشقة التي يستأجرها يتفهم وضعه.
    أحيانا لا أتمكن من دفع الإيجار على الوقت ولكنه يتفهم ذلك وينتظر الإيجار دون أن يشتكي.

    ويعرب فيصل عن امتنانه أيضا لأنه بإمكان أبنائه الذهاب إلى المدرسة، وهو الأمر الذي أعطاهم إحساسا بالاستقرار.
    ويذهب أبناؤه الكبار, الذين يبلغون من العمر 11 و8 أعوام، إلى مدارس مسائية.
    أبنائي يشتاقون لأصدقائهم ولحياتهم السابقة. ولكن هناك سقف يؤويهم على الأقل ويشعرون بالأمان هنا, لا نطلب أكثر من ذلك.

    وايضا غادة لاجئة سورية في الأربعينيات من العمر, هربت مع أسرتها بعد أن دمر القصف بيتها ولجأت إلى الأردن.
    هي الآن معروفة في الزعتري لكرمها وطيبتها واستعدادها الدائم لمساعدة الآخرين.درست غادة الحرف اليدوية في كلية في سوريا وبعدها عملت كمدرسة.

    ثم انتقلت للعمل كمسؤولة إدارية في مؤسسة نسائية في ريف دمشق ومن ثم كرست سبعة عشر عاما من حياتها لمساعدة النساء في سوريا, من خلال الإشراف على أنشطة ثقافية وبرامج توعية صحية وبرامج محو أمية ورعاية الطفل.

    وتذكر غادة كيف ترك الانتقال إلى الأردن أثرا عميقا عليها.وتقول:عندما أتيت إلى الأردن أصبحت باكتئاب شديد, فالظروف في الزعتري كانت قاسية للغاية وشعرت بأنه لاحول ولاقوة لي. شعرت أنني لم أعد قادرة على مساعدة نفسي أو مساعدة الغير. كانت لدي قدرة كبيرة على العطاء ولكنني فقدتها فجأة.

    وتضيف:بقيت على هذه الحالة لعشرة أشهر إلى أن سنحت لي الفرصة أن أقوم بأعمال تطوعية مع إحدى المنظمات العاملة في المخيم.
    فشاركت في برامج توعية وأنشطة للنساء والأطفال وأشرفت على تدريب بعض الشابات في مجال المهارات اليدوية.

    لا أريد مالا من هذه البرامج. كل ما أريده هو أن أساعد أسرتي وشعبي.
    لا تزال هناك عقبات أحاول تجاوزها ولكننا نعمل معا وسنتمكن، خطوة بخطوة، من التغلب على الصعوبات.
    لو عرضوا علي أن أعيش خارج المخيم سأرفض.
    وبالإضافة إلى العمل التطوعي في المخيم, تعطي غادة دروسا للطلاب.وتضيف:أكثر المشاهد إيلاما بالنسبة لي كان منظر الأطفال وهم يتدافعون للحصول على طرود الغذاء أو علب العصير.

    وبالمقابل, فإن أكثر التجارب التي أسعدتني كانت إعطاءهم دروسا لتعلم القراءة والكتابة. فبعضهم كانوا أميين ولكنهم أحرزوا تقدما ملحوظا بعد شهرين من الدروس. إنه لجميل جدا أن تسمع كلمة شكرا من الأطفال ومن آبائهم.
    هؤلاء الأطفال يبعثون على السعادة والحزن في ذات الوقت. أنا أعيش لكي أعلمهم وأساعدهم في تأمين مستقبل أفضل.





    [20-06-2015 12:44 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع