الرئيسية أحداث منوعة
أحداث اليوم -
العيش في ظل سلطة تنظيم الدولة "داعش" في مناطق سيطرته ربما ليس سهلاً في الأيام العادية، فكيف تكون سهلة في رمضان، خصوصاً مع انتشار أنباء عن فتاوى جديدة خرج بها التنظيم في رمضان 2015.
فقد تحدث كثير من الأنباء عما نقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي المقربة من "داعش" عن تلك الفتاوى التي تطال حياة الناس الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا.
وكانت البداية مع إعلان التنظيم بدء شهر رمضان الجمعة بدلاً من الخميس، وهو اليوم الذي أجمعت عليه معظم الدول العربية والإسلامية باعتباره أول أيام رمضان لعام 2015.
وكانت الفتوى الأهم في هذا المجال تلك التي تحدثت عن إلغاء صلاة التراويح باعتبارها "بدعة"، مشيرة إلى أن كل من يصليها سيتعرض للجلد عقاباً له، على اعتبار أن صلاة التراويح لم تكن موجودة أيام النبي محمد.
ونقلت المواقع عمن يسمى "الإمام بمديرية أوقاف محافظة نينوى" الشيخ سعدون النعيمي، الخميس، أن "ديوان الحسبة" (الشرطة الدينية) أصدر قراراً بإلغاء صلاة التراويح في جميع مساجد الموصل، التي يهيمن عليها منذ نحو عام تقريباً.
ويؤكد البعض صحة إصدار التنظيم لهذه الفتوى مدعماً أقواله بأن داعش منع سابقاً الاحتفال بذكرى المولد النبوي، أيضاً باعتباره "بدعة" لا علاقة لها بالإسلام.
غير أن تقارير أخرى أشارت إلى أن التنظيم حدد صلاة التراويح بثماني ركعات، وأن الزيادة في عددها "بدعة"، وشمل المنع أيضاً ما يسمى بـ"التسابيح البدعية".
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن شهود أن التنظيم "ألزم مساجد نينوى تنظيم محاضرات خلال صلاة التراويح، يلقيها من تختاره شرعية التنظيم، وطالب الأهالي بالالتزام بحضور هذه المحاضرات".
داعش والمرأة
وتطرقت أنباء إلى أن التنظيم أصدر أحكاماً ذات علاقة بالالتزام بالصيام خلال رمضان، لعل أبرزها منع خروج المرأة خلال ساعات الصيام.
واشترط على المرأة التي ترغب بالخروج بعد صلاة المغرب أن يصحبها مرافق من أقاربها الذكور (محرم).
كذلك أصدر التنظيم تعليمات أخرى للمرأة، لعل أهمها منع النساء من استخدام الهاتف المحمول طيلة رمضان.
وأمر تنظيم داعش في وقت سابق بإزالة كل اللافتات والإعلانات التي توضع لمحال التزيين النسائية في مناطق سيطرته.
عقوبة الإفطار
أما الإفطار في رمضان في ظل داعش، فله أحكامه "المخيفة" أيضاً، واعتبرها بعض المناهضين لأفكاره أنها "لا تمت للدين بصلة".
وتشير معاقبة من يفطر في رمضان إلى أنه قد يعرض نفسه للقتل أو الإذلال بحسب بعض المواقع التي تحدثت عن فتاوى داعش وصيام رمضان.
وأشارت تقارير إلى أن "ديوان الحسبة" التابع لداعش توعد من يفطر متعمداً "بعقوبات" تصل إلى حد التعامل معهم على أنهم "قردة في أقفاص".
وتقضي العقوبات بحبس من يفطر، داخل قفص، لمدة 15 يوماً، يقدم له خلالها على موعد الإفطار "قطعة خبز واحدة صغيرة وعدداً من حبات التمر"
والأمر نفسه خلال السحور، بحسب ما نقل موقع "سبوتنك" للأنباء، مشيراً إلى أن هذه الأقفاص موجودة وسط الموصل، وأنها استخدمت قبل رمضان لمعاقبة المدخنين، حيث كان يلقى عليهم الموز كالقردة في حديقة للحيوانات.
أوامر أخرى
وأمر تنظيم "داعش" كذلك أصحاب المحال التجارية بالإغلاق في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان.
كذلك أمر بإغلاق محال الحلاقة الرجالية ومنع تقصير الشعر خلال رمضان، وأفتى بمنع الشبان من تسريح الشعر بحسب القصات الحديثة ووضع مادة "الجل" على الشعر.
وألغى التنظيم فعاليات رمضانية ترفيهية مشهورة في الموصل، مثل لعبة "المحيبس" و"الفناجين/ فر" و"الدومينو" و"النرد"، وهي فعاليات تشتهر بها المدن العراقية في رمضان.
وكان تنظيم الدولة أصدر في رمضان الماضي فتاوى أُخرى غريبة، صدرت عن أحد شيوخه في مدينة الباب السورية، إذ أفتى بـ"بطلان صيام من يكره التنظيم"، قائلاً إن "من لا يصلي لا يقبل صيامه، ومن لا يحب التنظيم في العراق والشام لا يقبل صيامه، فمن لديه هذه الخصال فلا يكلفن نفسه عناء الصيام، فليس له من الصيام إلا الجوع والعطش".
إجبار الإيزيديين على الصيام
وعلى الصعيد نفسه، اتهم مسؤول إيزيدي تنظيم داعش بإجبار المعتقلين لديه من أبناء الطائفة على الصيام في رمضان، مضيفاً أن السجانين يقومون بجلد كل من يتخلف عن أداء الصلوات الخمس.
وقال مدير عام الشؤون الإيزيدية بوزارة الأوقاف بحكومة إقليم كردستان العراق خيري بوزاني إنه وردت أنباء من مصادر لم يذكرها وصفها بأنها "موثوقة" مفادها أن تنظيم داعش "يجبر الأسرى الإيزيديين المعتقلين لديه على الصيام في رمضان"، مضيفاً أنه يجبرهم أيضاً على "أداء الصلوات الخمس تحت تهديد السلاح ويقوم بجلد المتخلفين منهم".
يشار إلى أن التنظيم كان قد بدأ بنشر لوحات رمضانية دعوية استعداداً لقدوم شهر رمضان، كما قام بتوزيع منشورات في الإطار نفسه، بحسب ما أعلن ما يعرف بـ"المكتب الإعلامي لولاية الفرات".