الرئيسية أحداث فنية
أحداث اليوم -
الحلقات الثلاث الأولى من بعض المسلسلات العربية لم تكن كافية لكسب الرضا النقاد والجمهور بعد، رغم أن أسماء وتاريخ نجومها كفل لها نسبة مشاهدة عالية من الحلقة الأولى لكنها كانت أقل نجاحاً وضجة من مسلسلاتهم السابقة . فما هي هذه المسلسلات؟ ومن نجومها؟
عادل إمام أقل بهجة في "أستاذ و رئيس قسم" من "صاحب السعادة"
نجح زعيم الكوميديا عادل إمام في مسلسلاته السابقة "فرقة ناجي عطاالله" و"العراف" و"صاحب السعادة" في تقديم طبق كوميدي منوّع وشهي مليء بالمفاجآت الكوميدية مع مؤلفه الكوميدي المفضل يوسف المعاطي ونجله المخرج رامي إمام. لكن مسلسله الجديد "أستاذ ورئيس قسم" مع المؤلف يوسف المعاطي ذاته والمخرج السينمائي وائل إحسان الذي يقدم معهما قصة مختلفة ،انطلق محورها بهموم السياسة واليمين واليسار حيث يؤدي عادل إمام دور أستاذ علم الحشرات في كلية الزراعة.
ويتعرض في الحلقة الأولى لإعتداء وحشي بعد اختطافه. فيتهم النظام بالإعتداء عليه، ومبادئه وأفكاره تمنحه شعبية هائلة بين طلابه خاصة وأنه يتعامل معهم بتواضع وندية. لكن أسلوبه الساخر الناقد، وإنصافه لطلابه على حساب مصالح أساتذة جامعته يكسبه أعداء كثيرين. لكن الكوميدية العفوية الطبيعية غائبة عن الحلقات الثلاث الأولى رغم محاولة عادل إمام بشخصية الأستاذ الجامعي فوزي جمعة خلقها بمشاهد باردة مصطنعة. إلا إنها لم تلق صدى مماثلاً للصدى الكوميدي العفوي الجميل الحاضر بقوة في مسلسله السابق "صاحب السعادة" الذي نثر البهجة والضحكة في قلوب ملايين المشاهدين.
وكان اختيار المخرج والنجم لأبطاله موفقاً وبالأخص: خالد زكي ولبلبة، والممثلون الشباب والأطفال الذين قاموا بأدوار بناته وأصهاره، وأعاد إطلاق الموهبة الشابة المصرية تارا عماد والأردنية ليلى العربي اللتين أدتا بخفة دم شخصيتي ابنتيه. وكان أداء خالد زكي الكوميدي مفاجأة العمل،وأحب الجمهور العربي لبلبة وعادل إمام كثنائي على الشاشة الصغيرة بعد أن أحبهما قبل عقود كثنائي في السينما بأفلام عدة.
وعودة الممثلة والإعلامية المصرية نجوى إبراهيم بعد غياب طويل عن الشاشة معه بدور طليقته التي تحافظ على صداقته حتى بعد طلاقها منه لم تؤتَ ثمارها الجماهيرية بعد في الحلقات الأولى منه. ونجوى إبراهيم لم تعمل سابقاً بدراما كوميدية ولا يعرف بعد هل ستفاجئنا في الحلقات المقبلة مثل خالد زكي بدور وزير الداخلية في "صاحب السعادة" أم ستمر طلتها فيه مرور الكرام؟
الواضح لغاية الحلقة الثالثة أن بهجة "صاحب السعادة" أكثر بهجة من الأستاذ فوزي جمعة اليساري، وشريكته الجديدة في مسلسله الجديد "أستاذ ورئيس قسم" غير الكوميدية أصلاً مثله. فلم يبرز حضورها بعد على الشاشة كما أبرزت لبلبة حضورها وبسطته إلى جانبه بطريقة سلسلة وجذابة عائلياً وكوميدياً، نتمنى أن تكون الحلقات المقبلة أكثر بهجة من الحلقات الثلاث الأولى".
لا جديد في "باب الحارة 7"
في الموسم السابع من "باب الحارة 7" الذي لا يعرف بعد إن كان الموسم الأخير أم لا ، لا يقدم جديداً في أحداثه، فالصراع مازال مستمراً بدون حسم بين الإحتلال الفرنسي ورجال الحارة، وأم ظافر (مرح جبر) من الموسم السادس إلى الموسم السابع التي تسعى لأن يتولى زوجها أبو ظافر(أيمن زيدان) زعامة الحارة بدلاً من منافسه أبو عصام (عباس النوري)، وتصبح المنافسة الجديدة لسعاد (صباح الجزائري) في محاولتها استمالة نساء الحارة، وسعاد تهزم غيرتها تجاه ضرتها الفرنسية ناديا عندما تمرض بالسل، وترفض رغبة ناديا بالخروج من منزلها خوفاً من أن تصيب سعاد وأبنائها بعدوى المرض، ومصطفى الخاني لا يرحل عن الحارة حتى بالموت، حيث يقتل بموسم ثم يعود بموسم آخر بشخصية أخرى تسعى للإنتقام بتكرار دائم.
وفي هذا الموسم يعود بشخصية النمس بحثاً عن أخيه ويسعى للمشاكل مجدداً مع رجال الحارة. وأداء الممثلين فيه مكرر، ولم يتطور أداء نجومه الشباب إطلاقاً خاصة: ميلاد يوسف بشخصية عصام، ووائل شرف بشخصية القبضاي معتز الذي سيزوجه المؤلف من إمرأة ثانية ليقدم جديداً هو ليس بالجديد، ففي المواسم السابقة زوّجوا عصام ثم أبو عصام. وفي الموسم السابع سيزوجون معتز ولا نعلم من سيزوّج المخرج أو المؤلف بعده درامياً، بل أن معظم أبطاله بدا عليهم ملامح الزمن وزيادة الوزن، ولا جديد أو مدهش ينتظر في حلقاته المقبلة. ولا يحقق بطله الأول الرئيسي عباس النوري إثر عودته وزواجه من الجاسوسة الفرنسية ناديا التي أحبته أي تطور في أدائه للشخصية، واستمراره فيه لم يضف له أي شيء يذكر فنياً سوى الإطلالة الرمضانية.
والسؤال الهام الذي يطرح نفسه بقوة:هل ستحاول جهته الإنتاجية الإسترزاق مجدداً من نجاح مواسمه الأولى بإنتاج موسم ثامن له أم تكتفي بالسابع ويكون موسمه الأخير؟
أمير كراره قبضاي وقرصان باحث عن الثروة في "ألف ليلة وليلة" و"حواري بوخارست"
بعد تحقيق مسلسله "تحت الأرض" نسبة مشاهدة عالية، عاد الممثل المصري أمير كراره إلى أدوار الأكشن التي أصبحت موضة كل نجوم مصر الشباب بعد تألق زميلهم أحمد السقا فيها ككريم عبد العزيز ويوسف الشريف وعمرو يوسف وطارق لطفي وغيرهم، وهاهو يعود بشخصيتين لا تتشابهان زمنياً أو إجتماعياً ربما، لكنها تتشابه بالأكشن والمعارك التي لم يتم إخراجها بشكل جيد في كلا العملين وهما: "حواري بوخارست" بشخصية سيد بوخارست القبضاي المنتمي لبيئة شعبية والذي يعمل بتجارة المخدرات والبلطجة ليعيش في مجتمع قوي يجبره على أن يكون قوياً حتى لا يداس.وكادت تكون معاركه جيدة في المسلخ والحارة لولا لجوء المشهد إلى التقطيع والتصوير البطيء الذي أفقدها وقعها وحرارتها، و"ألف ليلة وليلة" حيث يؤدي دور القرصان نجم الدين الباحث عن كنز الملك المختار ضمن حكاية تحكيها شهرزاد لشهريار كل ليلة، وخلال 3 حلقات تمر القصة بإيقاع بطيء.
وتدور المعارك بينه وبين رجاله ضد رجال الملك طهروز بطريقة عادية غير مقنعة وفيها بعض الكوميديا، للآن لم يأسرنا "ألف ليلة وليلة" درامياً ولا حتى أبهرنا إنتاجياً بضخامة إنتاجية وكوكبة حاشدة من النجوم المصريين والعرب حيث نتوقع أداء جيد من الممثلة الفلسطينية نسرين طافش التي لم تظهر فيه بعد، والممثل المصري الشاب آسر ياسين الذي يعرض له في الوقت ذاته "العهد" بشخصية مهيب، ويحل في "ألف ليلة وليلة" بدور غير رئيسي وربما كبطل لحكاية ثانية في "ألف ليلة وليلة" بعد انتهاء حكاية أمير كراره.
وربما السبب في هذا الإيقاع البطيء والمسلي، حداثة مخرجه رؤوف عبد العزيز بهذا النوع من الأعمال الذي استسهل باستعانته بتقنية الجرافيك بدلاً من تصوير مشاهد حقيقية في السفينة حيث صوّر قيادة القرصان نجم الدين لسفينته مركزاً الصورة عليه من نصفه العلوي متجاهلاً عناصر الطبيعة والأمواج ومجاميع القراصنة،
ولم يوفر للعمل بحلقاته الثلاث الأولى توابله المثيرة كمسلسل خيالي وتراثي من المفترض به أن يشدّ المشاهدين بقوة، بخاصة وأن الجمهور العربي ظل يتابع أحداثه وينتظر عرضه بعد الحديث عنه منذ عامين وأكثر حين أسندت مهمة إخراجه للمخرج المصري محمد ياسين الذي حقق نجاحاً استثنائياً بمسلسله "الجماعة"،واختار لبطولته الفنان الأردني إياد نصار، ثم حين تأخر إنتاجه انسحب منه فذهب إلى المخرج طارق العريان الذي لم يكمله هو الآخر دون كشف الأسباب، ووصل إلى مخرجه الحالي رؤوف عبد العزيز. فقدمه كعمل مسلي مع أنه كان بالإمكان استغلال شهرة الكتاب التراثي العظيم والجميل "ألف ليلة وليلة" الذي سحرت لياليه وحكاياته المستشرقين والكتّاب فألهمهم عشرات الكتب والأفلام العالمية، بأن يقدم لنا نموذجاً جديداً بحكايا ألف ليلة شيقة وسريعة وغنية وفانتازية تشعرنا بأننا نعيش حقاً زمن ألف ليلة وليلة،ونتساءل عن عدم سخاء الجهة الإنتاجية في الحرص على تكثيف الحكايا وزيادة عدد نجومها رغم قدرتها على رفع الميزانية لتقديم عمل كان من الممكن أن يضاهي مسلسل "سرايا عابدين" في ضخامته الإنتاجية لأنه يستحق ذلك،ومنتجه تامر مرسي منتج كبير،وينتج بسخاء أعمال عادل إمام الأخيرة.
فقبل عقود من الزمن قدم الثنائي الشهير حسين فهمي (شهريار) ونجلاء فتحي (شهرزاد) نسخة مصرية من "ألف ليلة وليلة" في موسم رمضان الدرامي بإمكانيات تقنية وإنتاجية متواضعة. لكن المسلسل نجح وقتذاك في زمنه أكثر من ثنائيات ألف ليلة وليلة الأخرى التي شاركت فيها نجمات مصريات كثيرات على رأسهنّ: شيريهان وليلى علوي. لكن اليوم في عصر الفضائيات والمنافسة والضخامة الإنتاجية كنا ننتظر مسلسلاً ضخماً ولافتاً وسريعاً بأحداث متسارعة، وحكايات كثيرة، فيقدم حكاية كاملة في حلقتين لا أن تستمر الحكاية ذاتها لربع المسلسل أو نصفه ، والخوف أن يقدم العمل بإيقاع بطيء كحلقاته الأولى حكايتين أو ثلاث فقط في المسلسل كله،وتوتة توته خلصت الحدوتة المسماة "ألف ليلة وليلة".