الرئيسية أحداث فنية
أحداث اليوم -
انتظر جمهور كبير عرض بعض الأعمال الكوميديّة السوريّة لهذا الموسم، لعلّه ينسى قليلاً أوجاعه اليومية، ولكن النتيجة الأولية جاءت مخيبة للآمال مع تراجع حاد أصاب مضمون تلك المسلسلات التي لم يشفع لها حضور نجوم الصف الأول.
بعد خمسة عشر عاماً على مسلسل «دنيا»، تعود بطلته أمل عرفة لتقدم الجزء الثاني بنسخة جديدة (تأليف عرفة وسعيد حناوي، إخراج زهير قنوع، إنتاج «غولدن لاين»). تنزح مع صديقتها طرفة العبد (شكران مرتجى) إلى دمشق بسبب الحرب، وتبحثان عن عمل من جديد كخادمة وطاهية. تسكنان مع زوج طرفة (أيمن رضا)، وضرتها (تولين البكري)، وابنتيها في بيت مشترك مع نازحين آخرين. كل هذا من الممكن أن يكون حاملاً لعشرات القصص عن بطلتي العمل الهائمتين من بيت إلى آخر. لكنّ النتيجة في الحلقات الأولى كانت مخيبة للآمال، فشخصيّة دنيا تستعيد الأفكار ذاتها تقريباً من الجزء الأوّل، بتكرار بدا مملّاً، أفقد مسار العمل نبضه.
اتكأت النجمتان المتمكّنتان أداءً، على مفردات وأدوات حفظها الجمهور منذ خمسة عشر عاماً وأحبّها. وبالرغم من أنّ طرافة عرفة ومرتجى في تجسيد «الكاركتر» تكون قادرة على جذب المُشاهِد في بعض المَشاهِد، إلا أنّها بدت في أخرى وكأنّها تملأ فراغ الحلقات. وخلال الأيّام الماضية، كان مسلسل «دنيا» محور جدل، بعدما وزّع كاتب الجزء الأول عمار مصارع بياناً قبل أيام، يتّهم فيه أمل عرفة بما قال أنّه «سرقةٌ» للعمل، مرفقاً ببيانه عقداً بين الطرفين حول إنجاز الجزء الأول.
كذلك هبط مستوى «بقعة ضوء 11» عن المواسم السابقة. انطلق تصوير العمل قبل فترة قصيرة من بداية الموسم الرمضاني بكاميرا المخرج سيف الشيخ نجيب، ولكن اللوحات الأولى من العمل كشفت عن تراجع حاد أصاب مسلسلاً تكرس سابقاً كأحد أهم أعمال الكوميديا السورية. قارب «بقعة ضوء» ـ بأسلوب ساخر وممتع إشكاليات السوريين معتمداً أسلوب الكوميديا السوداء. يفقد العمل في موسمه الحالي بريق الأجزاء الثلاثة الماضية، بعدما نجح في إعادة الاعتبار لقيمة اللوحات الساخرة متكئاً على يوميات السوريين ومعاناتهم في ظل الحرب. تمكّن مخرج تلك الأجزاء عامر فهد من إعادة عدد من النجوم الأساسيين إلى المسلسل، مثل أيمن رضا وباسم ياخور. لكنَّ الحصيلة هذه المرة كانت سلبية جداً، فالأفكار مستهلكة ومكرّرة عما سبق، مثل الهجرة واللجوء وانقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات، وذلك لم ينجح بدفع عجلة العمل، على الرغم من مشاركة نجوم لهم تاريخهم في الكوميديا مثل عبد المنعم عمايري وأندريه سكاف وفادي صبيح. حالة التكرار هذه انسحبت على «وعدتني يا رفيقي» (كتابة رازي وردة، إخراج نذير عواد؛ إنتاج قبنض). فأبطال المسلسل هم ذاتهم من ظهروا في «أيام الدراسة» بجزءيه وفي «فتت لعبت» وأعادوا معهم المواقف والأداء الأقرب للتهريج منه للدراما، ليبدو المشروع وكأنه محاولة ملء فراغ المحطات بأية مشاهد دون أي قيمة درامية.
يبقى أن ننتظر ما ستحمله الحلقات المقبلة، خصوصاً في مسلسل «دنيا 2»، لعلّ صانعي العمل يكونون قد نجحوا في إنقاذه من ملل الحلقات الأولى.