الرئيسية أحداث دولية

شارك من خلال الواتس اب
    مخطيط تركي للسيطرة على سورية من جديد

    أحداث اليوم -

    انضم المقاتلون الأكراد إلى الجيش السوري في مواجهة تنظيم "داعش" في الحسكة شرق البلاد، وسط تقدُّم للتنظيم في المدينة وعزلها، بالتزامن مع استعادة الأكراد السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) شمالاً، في وقت تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منع قيام كيان كردي "بأي ثمن"، مع تردُّد أنباء عن خطط عسكرية تركية للتوغل في شمال سورية
    ولم يترك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجالاً للشك حول موقف بلاده من متابعة التطورات الحاصلة في شمال سورية، وقال إنه "مهما كان الثمن فإننا لن نسمح بإقامة دولة كردية، وأتوجه بالحديث هنا خصوصاً للدول الغربية".
    وكان أردوغان اتهم دول التحالف الغربية بـ "زرع الإرهابيين الأكراد على حدود بلاده مع سورية". كما نفى بشدة الاتهامات الموجهة لأنقرة بتقديم دعم لوجستي لـ "داعش" في معركته مع قوات الحماية الكردية في عين العرب (كوباني) وتل أبيض.
    وبدا لافتاً وضوح وقوة اللغة التي استخدمها أردوغان في الحديث عن هذا الأمر، وهو ما يتناقض تماماً مع لهجة رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو، الذي رفض قبل عامين الإجابة على ما إذا كان لدى تركيا خطة للتعامل مع قيام كيان كردي في شمال سورية، حيث استبعد تماماً -وكان وقتها وزيراً للخارجية- إمكان حصول ذلك، وأكد "أن التعداد السكاني للأكراد هناك وعدم تواصل مناطقهم جغرافياً يجعل الأمر بعيداً جداً من أي سيناريو محتمل".
    وعليه، فإن كثيراً من المحللين في تركيا يرون أنه إما أن الحكومة التركية التي دخلت في شهر عسل من المفاوضات مع "حزب العمال الكردستاني" الأخ الشقيق لـ "حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي" برئاسة صالح مسلم، قد أُخذت فعلاً على حين غرة وفوجئت بتمدد الأكراد على الحدود السورية، أو أن الحكومة التركية تمهد لتبرير تدخل عسكري في سورية قد لا يكون الأكراد بالضرورة الهدف منه وإنما حجتَه فقط.
    وفي إطار دعم الاحتمال الثاني، سربت أوساط عسكرية تفاصيل سجال وقع بين قائد الأركان الجنرال نجدت أوزال وبين داود أوغلو في الاجتماع الذي تناول تطورات شمال سورية في 18 الشهر الحالي، وكيف أن أوزال رفض خطة لدخول الجيش منطقة جرابلس ومارع من أجل وقف التمدد الكردي وقطع الطريق على أي محاولة لوصل عفرين الكردية في الغرب ببقية الشريط الكردي من الحسكة إلى كوباني. وبدا في الحديث أن لدى أنقرة معلومات عن اتصالات وتنسيق بين دمشق وتنظيم "داعش"، أطلعت مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عليها قبل أسبوع في أنقرة، وأن هذا التنسيق يهدف إلى احتلال "داعش" المناطق الحدودية من أجل قطع خطوط إمداد "الجيش السوري الحر" و "جبهة النصرة" من تركيا، وكي يوفر بعد ذلك حجة للأكراد لطرد "داعش" من تلك الأماكن، فيحصل الأكراد على حزامهم الذي قد يمتد حتى الساحل بحجة مقاتلة "داعش". لكن الجنرال أوزال طلب تعليمات خطية واضحة بهذا الشأن، وحذر من قيام حرب شاملة في حال تدخل إيران وروسيا لدعم الجيش النظامي السوري، كما أكد أنه يفضل أخذ الأوامر بشأن أمر خطير كهذا من الحكومة الائتلافية القادمة وليس حكومة تصريف أعمال مستقيلة، كي يكون هناك من يتحمل مسؤولية هذا القرار سياسياً. وقالت مصادر إعلامية تركية إن الهدف الحقيقي من أي تدخل عسكري تركي سيكون حماية ما حققه "جيش الفتح" في إدلب وجسر الشغور ودعم معركة حلب، وقد أعلن أردوغان في حديثه أيضاً، أن "تركيا تدعم الثورة السورية ومطالب التغيير ولا تخفي ذلك".
    وكان أردوغان اتهم القوات الكردية التي طردت تنظيم داعش من مناطق عدة مجاورة للحدود مع بلاده، بأنها تريد "تغيير التركيبة الديموغرافية" في المناطق التي سيطرت عليها، كما نقلت عنه وسائل الإعلام التركية. وكان الرئيس التركي يشير إلى السكان العرب والتركمان في هذه المناطق.
    إلى ذلك، استبعد مسلم قيام دولة للأكراد في سورية، وقال لصحيفة "حرييت" التركية الجمعة: "ليس لدينا مشروع كهذا".
    وكتبت صحيفة "حرييت" أن ما لا يقل عن 12 ألف جندي جاهزون للتدخل في سورية لإقامة "منطقة أمنية" بغرض حماية الحدود التركية من تهديدات المتطرفين.
    ميدانيا، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أمس بمقتل 18 عنصراً من تنظيم "داعش" في الريفين الجنوبي والغربي لمدينة عين العرب، لافتاً إلى أن مقاتلات التحالف نفّذت أمس "ضربات استهدفت تمركزات ومواقع للتنظيم في مفرق صرين في الريف الجنوبي للمدينة، بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية مدعّمة بفصائل مقاتلة من جهة، وتنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة أخرى في المنطقة".
    وقال ريدور خليل الناطق باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية أن ثمانية عناصر من "داعش" فروا شمالاً نحو الحدود التركية بعد تقدم القوات الكردية وسيطرتها على عين العرب، في وقت نسفت "وحدات حماية الشعب" مبنى مدرسة استخدمه "داعش"، وأمكن مشاهدة أعمدة دخان تتصاعد من الجانب التركي للحدود. ولفت إلى أن "داعش" قتل 200 مدني في المدينة والمناطق المحيطة في الهجوم الذي بدأ الخميس ويعدّ إحدى "أسوأ المذابح" التي ارتكبها التنظيم في سورية.
    وفي شمال شرقي البلاد، أفادت شبكة "الدرر الشامية" المعارِضة بأن "داعش" سيطر على مناطق جديدة في مدينة الحسكة "في معارك ضد قوات الأسد والميليشيا الكردية، حيث سيطر على حي غويران في الكامل وتلة غويران المقابلة للجسرين الواصلين بين مركز مدينة الحسكة والحي". وأشارت إلى أن التنظيم قطع طريق إمداد النظام إلى حلب، بعد سيطرته على فرع الأمن الجنائي في الحسكة. وأوضح موقع "كلنا شركاء" المعارض أن "وحدات الحماية" وضعت شروطاً للمشاركة مع قوات النظام ضد "داعش" بينها تسليم مقر "الفوج 123" مع أسلحته.
    إلى ذلك، لم يترك أردوغان مجالاً للشك في موقف بلاده من التطورات في شمال سورية، وقال: "مهما كان الثمن، لن نسمح بإقامة دولة كردية، وأتوجه بالحديث هنا خصوصاً إلى الدول الغربية





    [29-06-2015 12:06 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع