الرئيسية أحداث فنية
أحداث اليوم -
يمتلك الممثل السوري باسل خياط كاريزما قوية برزت في أدوار عدة مؤخرا في الدراما العربية، وآخرها دوره المحامي يحيى المنيسي في مسلسل "طريقي"، فهو الفارس العاشق والرجل الظالم في الوقت ذاته.
وأظهر خياط براعة في تقمص أدوار صعبة، أبرزها الرجل القاسي اللعوب أو العاشق الوسيم، إلى جانب المغنية شيرين عبد الوهاب بشخصية دليلة من سيناريو تامر حبيب وإخراج محمد شاكر.
باسل خياط الذي يقع في حب دليلة التي في عمر ابنته يظهر وجها مختلفا، فعشقه لها كان مختلفا دفعه للزواج بها رغما عن إرادة والديها وهما سوسن بدر ومحمود الجندي لينقلها من عالم الأحلام الوردية إلى سيدة ناضجة.
شخصية مركبة تظهر بجوانب مختلفة بحسب الموقف، بدون إغفال مظهره الخارجي، أولا الوسامة والأناقة التي جعلته أشبه بمصيدة للنساء ومغامرات عاطفية لا تتوقف، والشاربان اللذان يزينان وجهه وهما يعيدان للذاكرة أبطال الشاشة الكلاسيكية مثل رشدي أباظة وأحمد مظهر وكمال الشناوي بوسامتهم.
وتكتمل شخصيته المركبة بكونه محاميا ناجحا قاسيا يملك سطوة في القرية التي يسكنها وحتى في المحيط الذي يتواجد فيه، وسمعته واسمه اللذين يعتبرهما إرثا عميقا، مقابل أبوته القاسية، وفي الوقت نفسه بتناقض واضح حيث يعيش الحب العميق كما ويحاول الإيقاع بأخريات جميلات.
كاريزما خياط، تكمن في قدرته على إظهار رد الفعل المناسب بحسب الموقف؛ حيث يؤدي دوره باللهجة المصرية، فيظهر رزانة وهدوءا وفي الوقت نفسه بركانا ثائرا في غضبه ورقة في عشقه وحنانه، ظالما أحيانا لقسوته في الحب، مغوارا في مهنته كمحام يتقبل قضايا الفساد.
حتى الآن في حلقات مسلسل "طريقي" التي انتصفت، يتصاعد البناء الدرامي لهذه الشخصية التي تتبدل شيئا فشيئا وتخلق عالما مختلفا يؤثر في كل من حولها رغم أن البطلة هي شيرين بدور دليلة، لكنه ربما سيشكل نقطة انكسارها في خيار خاطئ، وبكل مشهد يظهر فيه خياط بشخصية يحيى يبرز تلك الموهبة التي لديه.
ومثلا مشهد اعترافه لدليلة بالحب والغيرة، أعاده رغم هيبته وبعض الشيب في شعره إلى مراهق في العشرين من عمره، ولكنه لم يكسر صورة الرجل الفارس.
وبمشهد آخر بعيد عن الحب، وهو ممسك لسيجارة في قمة عصبيته، وهو جالس في مكتبه يجري مكالمة هاتفية تقضي بتأديب أحدهم، وصورة أخرى وهو يحمل السوط ليجلد ابنته التي حملت وأسقطت جنينا غير شرعي كعقاب لها.
وهذا يعيد للأذهان سطوته وساديته كما في شخصية "أمير" في مسلسل "الأخوة" للمخرجين سيف الدين سبيعي وسيف شيخ نجيب، وسيناريو حمد أبو اللبن ولواء يازجي، وشارك إلى جانبه كل من تيم حسن وأمل بوشوشة وكارمن لبس ونادين الراسي وسلوم حداد.
شخصية أمير لم تعرف الحب يوما، لكنها حملت عنجهية وغرورا كبيرين لابن رجل ثري أفسده الدلال ودفعه حب السيطرة، ليكون خياط متقنا جدا لهذه الشخصية وأيضا بوسامة وحضور كاريزما كبير رغم قسوته ودهاء ذكائه وسلبيته وعدوانيته.
وله دور آخر في مسلسل "عشق النساء"، وهو "عادل" إلى جانب ورد الخال، كتابة منى طايع، وإخراج فيليب أسمر، وهو من بطولة؛ ورد الخال، وباسل خيّاط، ونادين نسيب نجيم، وبيتر سمعان، وميس حمدان، وطوني عيسى، ووسام حنّا.
عادل في "عشق النساء" كان بمثابة الفارس المنقذ الشهم، الرجل المتفهم والعاشق الحالم. فكاريزما وشهامة الخياط بشخصية عادل وعشقه لورد الخال بشخصية غادة على مدى سنين أظهرت رقته ورومانسيته ورزانته.
ويظهر بدور مختلف في مسلسل "نيران صديقة" بدور قذاف، وهو رجل مثقف ليبي، وأجاد بتجسيد الشخصية من خلال تمكنه من تأدية أدق التفاصيل والشكل الخارجي له، رغم أن ظهوره لم يكن في بداية المسلسل، بل ظهر في الحلقة 19، والمسلسل سيناريو محمد أمين راضي وإخراج خالد مرعي، وبطوله منة شلبي، وعمرو يوسف، وكندة علوش، والتونسي ظافر العابدين، ومحمد شاهين، وسلوى خطاب، وصبري فواز، وغيرهم.
ولا ينفك خياط في بث سحره؛ من خلال شخصية "عمر" أيضا في مسلسل "السيدة الأولى" الذي عرض في رمضان الموسم الماضي، إلى جانب غادة عبد الرازق والفنان ممدوح عبدالعليم والفنانة عبير صبري والفنان أحمد سلامة، ومن إخراج محمد بكير، والمقرر عرضه في موسم رمضان المقبل.
كان عمر هو الخيار الثاني في الحب مع غادة عبدالرازق، لكن العلاقة بينهما بقيت وراء الكواليس، فهو المخرج المسرحي المجنون الرومانسي أيضا.
وتستمر إبداعات خياط حتى الموسم الحالي من خلال مشاركته في مسلسل المخرج حاتم علي "العراب نادي الشرق" من خلال شخصية "جاد" أشبه كمصلح اجتماعي وعائلي وسط صراع العائلة والحفاظ عليها مترابط، العمل سيناريو وحوار حازم سليمان، ويشارك في بطولته أمل بوشوشة وباسم ياخور وجمال سليمان ونادين خوري وآخرون.
ونجم خياط ظهر في الدراما السورية أيضا في مسلسلات وأعمال مختلفة مثل "أسرار المدينة" و"البواسل" و"الخيزران" و"حب تحت اسم آخر" و"الأيام المتمردة" و"جلنار" و"البحث عن المستحيل" و"قبل الغروب" و"كان ياما كان" و"صلاح الدين الأيوبي" و"أبناء القهر" مع الفنان قصي الخولي.
وتبقى الكاريزما التي يحملها خياط مفتاح تفرده بأدواره باختلاف شخصياته التي جعلت منه ربما نجما يلمع بألوان عدة بحسب موقعه، لكن قدرته على تأدية كل دور منحته نفسا حقيقيا يبقيه عالقا في الأذهان فترة طويلة حتى يظهر بدور آخر.