الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    " عمان " المدينة التي لا تنام في رمضان

    أحداث اليوم -

    عمان تلك المدينة لا تنام في رمضان.. شوارعها تمتلئ بالصغار والكبار حتى ساعات الفجر. أشبه بأجواء فترة الظهيرة بازدحامها؛ تعج بالمركبات والمارة الذين يتجهون نحو المطاعم المنتشرة سعيا وراء الترفيه، وتناول وجبة سحور مميزة وطيبة، بأجواء صيفية ممتعة.

    معظم المطاعم تكون في حالة تأهب لاستقبال الأصدقاء والعائلات الذين يستمتعون بتناول طعام السحور، وتقوم الكثير من المطاعم بفرد الطاولات على الأرصفة لكي تستقبل الكم الهائل من الأعداد، خصوصا تلك التي تقدم أطباقا سريعة مثل الحمص والفول والفلافل، وتلقى رواجا بين الكثيرين.

    تلك الحالة الاستثنائية يشهدها الشهر الكريم إلى ما بعد منتصف الليل من ازدحام. والمار في شوارع عمان ليلا لا يشعر بأن الوقت قد تأخر، أو أن ساعات الفجر اقتربت، بل يشعر أن عمان مستيقظة لا تنام. والوصول لأحد المطاعم قد يتطلب وقتا مضاعفا عن الأوقات العادية، خصوصا من بدء العد التنازلي لأيام شهر رمضان، ومتعة الناس بالخروج وتناول الطعام خارج المنزل.

    وتبدو الأصناف التي تضمها مائدة طويلة في أحد مطاعم الحمص والفول في وسط البلد طيبة وشهية، ويجتمع عليها الصغار والكبار من عائلة رشاد محمد، الذي قرر أن يعزم عائلته، وشقيقاته اللواتي قدمن من الخليج لقضاء رمضان في الأردن. يقول رشاد "قررت أن أعزم عائلتي على السحور، ليروا عمان بأضوائها وسحرها وفرحها وزينتها ليلا ويستمتعوا بتناول الطعام في الهواء الطلق".

    أبو محمد السودي، بدأ يشعر بالملل من كثرة العزائم والواجبات الأسرية والالتزام في المنزل، ذلك جعله يصطحب عائلته بأحد الأيام لتناول السحور في أحد المطاعم والتجول في شوارع عمان، وشراء ما يحتاجه، فأغلب الأماكن تكون مفتوحة، خصوصا تلك التي تبيع الأطعمة والحلويات.

    ويقول إن الفرحة التي يراها بعيون أطفاله لا توصف، خصوصا أن أوقات المدرسة تتطلب منهم النوم مبكرا، أما الآن فباستطاعتهم أن يروا عمان بطريقة مختلفة بعد أن أصبحوا يشاهدونها عند الساعة الثانية أو الثالثة صباحا، وهذا الأمر لم يكن متاحا لهم، والاستثناء هو بهذا الشهر.

    علياء حجاوي تحرص على أن تحضر دائما وجبة السحور لها ولعائلتها في المنزل، ليحافظوا على طاقتهم في اليوم التالي، غير أنها شعرت بالملل وقررت مع زوجها أن يتناولوا وجبة السحور كل ليلة في مكان مختلف، للترفيه عن النفس.

    وكان أول اقتراحاتهم ليشعروا بأجواء الشهر الكريم وسط الطقوس الرمضانية الشعبية تناول وجبة سحور في وسط البلد، وتتكون من الحمص والفلافل والفول المصري والبطاطا المقلية مع الخبز الساخن وكأس الشاي، مبينة أن السحور في وسط البلد والسير في شوارعه ورؤية زينة رمضان المنتشرة في جميع الشوارع والحركة الدؤوبة حتى ساعات الفجر الأخيرة؛ تجعل الأجواء أجمل وتكسر الروتين اليومي.

    ويخرج العشريني خليل كمال مع أصدقائه بشكل يومي. ويكون اللقاء بعد الانتهاء من الإفطار وحتى ساعات الفجر بحثا عن التسلية وتناول الحلويات وآخرها السحور في أحد مطاعم الوجبات السريعة، فهو يقضي أوقاتا ممتعة لا يجدها بالأشهر الأخرى، ويرى عمان مضاءة وجميلة.

    وقدوم شهر رمضان الكريم في فصل الصيف جعل لليوم نكهة مميزة، وفق أسماء هادي، التي تصف متعة تناول وجبة السحور والاستمتاع بالأجواء الصيفية والمشي في الشوارع، وعدم الشعور بالرهبة من السير في الطريق ليلا لأن الجميع خارج بيوتهم وكأنهم في وضح النهار، حسب تعبيرها.

    اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع، يؤكد أن قدوم شهر رمضان في فصل الصيف، دفع الأردنيين إلى الخروج من منازلهم وتناول وجبة السحور للترفيه عن النفس، لافتا إلى أن كثيرا من الناس يستمتعون بالذهاب لوسط البلد لتغيير الأجواء وكسر الروتين، وتناول الأطعمة المختلفة التي لا تتوفر عادة على موائد الإفطار.

    ويشير إلى أن طقوس السحور خارج المنزل تتيح اجتماع العديد من الأسر للخروج سويا، ما جعل الأسر تجتمع أكثر في هذا الشهر، ويكون مع أفراد الأسرة الواحدة وقتا أطول للقاء وتمضية أوقات جميلة تعمها الألفة والرحمة والمحبة. كما أن لوجبة السحور طابعا جميلا عند الناس، فباتت بعض العائلات تعمل على عزومة الجيران أو الأقارب والأصدقاء لقضاء أوقات جميلة.

    وتبقى عمان مضاءة بنجومها والزينة هي التي تنشر البهجة في رمضان فتلك المدينة الجميلة التي لا تنام تحتضن سكانها وتنشر الفرح بينهم.





    [06-07-2015 12:01 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع