الرئيسية مقالات واراء
جاءتني ملاحظات غير قليلة على موضوع الأمس داعش وشمال سيناء وعمقه التاريخي. فالبعض التقط الفكرة، وفهم ملامح سيناريو خطير ككل السيناريوهات التي تعدها قوى الشر لهذه الأُمّة.. وبعضه الآخر لم يفهم الموضوع، وذهب بعيداً في التفسير.. واتهمني احدهم بأنني أدافع عن الاخوان المسلمين بنفي علاقة داعش بهم.
وهنا عليَّ أن أفسر نفسي، وعملي الفكري في المقال الصحفي: فأنا أدرك أن الصحيفة اليومية ليست مجلة أبحاث متخصصة، يمكن أن تحتمل الدراسة المعمّقة وتحملها إلى مائدة القارئ على طبق من البورسلين بين شوكة وسكين مذهبة.
ولذلك فإني أزعم أن القارئ بذكائه في التقاط الفكرة، يشارك الكاتب في صنع المقالة القصيرة، خاصة وأن هدف الكاتب ليس الترويج لبضاعة جيدة أو فاسدة، وإنما استثارة عقل المواطن القارئ ودفعه الى قناعات اكثر رصانة في فهم ما يجري حوله.
لقد كنت اتمنى على مسؤول التحرير ان يوقف المقال اذا لم يعجبه او لم يعجب الاخر على الطرف الثاني من «الفاكس» لكن دون ان يشطب سطراً منه، لان الكتابة بشكل مكثّف تشحن كل كلمة بفكرة او بايماءة او ببعض الخبث الذي يجعل الاشياء تمرّ دون عرقلة.
مشروع همرشولد الذي قُدم للوزير المصري محمود فوزي قدّم رسميا عام 1960 ولمناقشته عقد مؤتمر لرؤساء الوزارات المعنيين في الدار البيضاء، واذكر لدى عودة الرئيس الشهيد هزاع المجالي انه كان منتشيا لانه باعتراضاته احبط تمرير المشروع ، وقد شبهت صحيفة «الحياة» وقتها الرئيس بانه «مثل الديك» في دفاعه عن حق الفلسطيني في تقرير مصيره، وقد ذكرته بان مشروع قناة الغور الشرقية هو غير بعيد عن توطين الفلسطينيين في شمال سيناء، فقال لي بالحرف: يا طارق المشروع مشروع لكن القرار السياسي الحصيف هو الذي يجعله مشروعاً انمائياً وطنياً بدل أن يكون مشروعاً مشبوهاً.
إننا نأخذ به حصتنا من مياه الأردن وفروعه. فنحن لا نستطيع تحويل كل شيء إلى مواقف إعلامية، وخطابات.. فإسرائيل أخذت مياه الأردن.. واكتفينا بشتمها، ورحم الله الرئيس الشهيد بما قدمه لوطنه.