الرئيسية مقالات واراء
في بلد ليس الأردن ؛تخيلتُ هذه الحكاية : اجتمع رئيس الوزراء بوزرائه الساعة الثالثة والنصف فجراً ؛ مش في دار رئاسة الوزراء ..بل تحت أي شجرة مثلاً ..حبايبنا الوزراء فكّروا إنها عزيمة على سحور ..ولكنّ الرئيس من أوّلها قاللهم : سحور ما فيه هون ..رَحْ ناخذ استراحة نُصْ ساعة ؛ كل واحد يدبِّر أموره ويتسحر على حساب إللي خلّفوه ..أمّا على حسابي أو حساب الرئاسة ما حدا يحلم ..زمن أوّلْ حوّلْ يا حبايب امهاتكو ..سامعين وإلاّ أعيد ..؟؟.
فقال أحد الوزراء ( وهو بالمناسبة لا يجيد لبس البدلات ) : يا مولانا ..هو حدا فينا طالب سحور أو أكل ..إحنا بدنا نعرف شو الموضوع المستعجل ..إللي خربَطِتْ عياراتنا وجرجرتنا بـِ (إنصاص الليالي ) على ملا وجهنا عشانو ..؟؟..ضحك مولانا الرئيس وقال للوزير : يا الله شو محروقة بصلتك !!..استنى عليّ وخذنا بحنانك شوية ..لا تهورفنا بعصبيتك ..الموضوع وما فيه إنتو عارفين قانون اشهار الذمّة ..قررت نبلِّشْ في حالنا ونشهر كل ممتلكاتنا أنا وأنتو.. ونبدأ بالتطبيق اعتباراً من بكرة ..!! احتج جميع الوزراء ..إلاّ واحد كان يضحك ..!! أمّا المحتجّون فكانوا يبرطمون بكلام كثير ..وقد فُهِم منه الآتي : بُكرة ..يعني حَبْكتْ إلاّ بُكرة ..؟؟
بدنا مهلة كافية يا مولانا ..بكرة عندي ( شوبنغ ) ما بقدر ..مستحيل بُكرة ولا بعده ولا بعد إللي بعده..!! كانوا يحتجون بشبيه هذا الكلام ودخنة الزعل طالعة من روسهم ؛ حتى ما كانوا يستخدموا القداحات لمّا يدخنوا ...!!
وأما الوزير الذي بقي يضحك ولم يشارك في الاحتجاج ..فازداد ضحكه ..زاد زاد بطريقة مُغيظة..فما كان من مولانا الرئيس إلا أن ذهب إليه وقال له :هيه هيه إنت ..إنت مركِّزْ معنا في الجلسة ..وإلاّ غزالتك سارحة اليوم..؟؟ فقال الوزير : آآآآآآآآه مْرَكِّزْ مْرَكِّزْ يا مولانا..وخُذْ يا ضحك ..!! فقال الرئيس : إنت عارف إنو بكرة لازم نشهر الذمة المالية ؟؟ فقال الوزير:آآآآآآآه عارف والله عارف..وخُذْ يا ضحك..!! فقال الرئيس : وإنت مستعد تشهر ذمتك كلها ..!! فقال الوزير : لاااااااااااااااااااااا لاااااااااا ما عندي استعداد..وخذْ يا ضحك ..!! فقال الرئيس : طيب ليش تضحك بطريقة تفقِّع المرارة..وليش ما تحتج زي بقيّة زملائك الوزراء ..؟؟ فقال الوزير : وأحتج ليش..ها ها ها ها ..؟؟ فقال الرئيس بعد أن بدأت علامات الغضب تظهر عليه : وَلَكْ يا بني آدم ..إذا حضرتك مش موافق على اشهار ذمتك الماليّة ..ليش بتضحك ..شو شايفنا جايين ننكِّت ..وإلاّ فيه حدا بقرِّشْ فيك سُكَّر..أمّا عجيب أمرك ..؟؟..فقال الوزير : يا مولانا لا تستغرب ولا على بالك ..أنا أضحك على شان شغلة وحدة بس ..بذمتك بذمتك في واحد عاقل بهالأيّام أوّل ما ييجي يدُقّ ؛ يُدق بذمته..؟؟ وفيه كثير من الناس ؛ هو فيه عندهم ذمّة أصلاً عشان تشهرولهم إيّاها ..؟؟ ها ها ها ها ها ها ها ..خلّي الناس تتصرف بذمّة وضمير بالأوّل وبعديها حاسبوهم عليها ...!!