الرئيسية حدث وصورة
أحداث اليوم -
ابراهيم شهزاده- في شهر ايلول من عام 1985 رافقت جلالة الحسين لتغطية زيارته الى نيويورك لالقاء كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة.
لم تكن الارصاد الجوية متقدمة على ما هي عليه هذه الايام. كنا نعلم ان اعصارا سُمّي غلوريا سيضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة بما في ذلك مدينة نيويورك مع التوقع بان يكون يوم القاء الحسين كلمته. توقعت ان يكون عدد الحضور للاستماع الى كلمته قليلا تخوفا من شدة الاعصار.
توجهت بصحبة علي الصفدي رئيس الدائرة الاعلامية في الديوان الملكي الى مدير مكتب الاعلام في الامم المتحدة مارفن بولوتسكي لاجراء الترتيبات للتغطية التلفزيونية لكلمة جلالته وكيف يمكن تجنب الاماكن الخالية داخل القاعة ولم يكن مسموحا لايٍ كان التغطية التلفزيونية لكلمات رؤساء الدول إلا الطواقم الفنية التابعة للمنظمة الدولية.
اول ما اشار اليه مارفن بولوتسكي عند استقبالنا هي الساعة التي في معصمه والتي تحمل اسم الحسين بن طلال وكم يغبطه والده على تلك الساعة التي كان مارفن قد تلقاها هدية في زيارات سابقة.
قلت في نفسي ' وجدت الحل ' .عدت الى الفندق الذي كنا ننزل فيه وتوجهت الى رئيس التشريفات الملكية فواز ابو تايه طالبا ساعة ملكية. اعطاني إياها دون ان يسأل عن السبب.
عدت مسرعا الى مارفن وقلت له انني ابلغت جلالة الملك عن شغف والدك بالساعة وامرني جلالته بان اقدم اليك هذه الساعة لتعطيها لوالدك مع تحيات جلالته له ولك.
وقف الرجل وأخذني بالاحضان وهو يكاد يبكي من شدة فرحه. تحدثت عندها معه حول الاعصار وتوقع قلة الحضور والتغطية التلفزيونية وماذا يمكننا فعله لتجنب الاماكن الخالية. قال لي : لا تهتم سنشرف انا واياك على التغطية وهذا ما تم بالفعل فكنا نركز على اللقطات القريبة لمن حضر ونتفادى المقاعد الفارغة.
اثناء عودتنا بالطائرة الى عمان اخبرت جلالة الحسين بالقصة كاملة طالبا منه السماح لاني كذبت على لسانه . إبتسم دون اي تعليق فأدركت ان ابتسامته تساوي عندي مليون كلمة شكر.