الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
يروي موقع بزنس إنسايدر أنه في أثناء جلسة استماع للجنة السلاح في الكونغرس الأميركي، سأل ليندسي غراهام، المرشح الجمهوري للرئاسة والسيناتور الأميركي عن ساوث كارولينا، وزير الدفاع آشتون كارتر سؤالًا محرجًا: من تراه يترك منصبه أولًا، الرئيس السوري بشار الأسد أم الرئيس الأميركي باراك أوباما؟ . أجاب وزير الدفاع من دون تردد: آمل أن يغادر الأسد أولًا، لكنني لا أعتقد ذلك .
وجواب كارتر بليغ جدًا، إذ يسلط الضوء على تناقض أساسي في السياسة الأميركية تجاه بشار الأسد. ففي خلال السنوات الأربع الماضية، لم تتوقف الادارة الأميركية عن الطلب من الأسد أن يتنحى عن السلطة، لكنها اكتفت بالأقوال، بلا أفعال، أي لم تفعل إلا القليل القليل لتحويل هذه المطالبة إلى واقع حقيقي.
وكان صحافي سأل الرئيس الأميركي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، على ما يقوله الموقع نفسه: هل تناقشون طرقًا فعالة لإزالة الأسد، كجزء من عملية تحول سياسي مطلوب تنفيذها في سوريا؟ فكان أوباما سريعًا ومقتضبًا في جوابه: كلا .
لا شك في أن جواب كارتر أمام الكونغرس خير انعكاس لسياسة إدارة أوباما العامة في سوريا، التي تركز على تدريب مقاتلين سوريين لقتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية، بينما يستمر نظام الأسد بقصف وسجن وتعذيب واغتصاب المواطنين السوريين بشكل جماعي.
فأوباما وضع يومًا وصفًا غريبًا لما يجري في سوريا، إذ قال إن دعم الثوار القوميين كان دائمًا ضربًا من الخيال، لأن المعارضة السورية المؤلفة من أطباء سابقين ومزارعين وصيادلة وغيرهم تقاتل دولة مسلحةً تسليحًا جيدًا، ومدعومةً من روسيا وإيران ومن مقاتلي حزب الله المدربين والمجربين في الحروب .
ويقول موقع بزنس إنسايدر إن مسؤولين سابقين في الإدارة الأميركية انتقدوا توصيف أوباما هذا، وهاجموه بعنف، وقالوا بنبرة عالية إن تقاعس أوباما هو ما يترك فراغًا نموذجيًا تشغله الفصائل المتطرفة مثل تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
وقال فريد هوف، المستشار الخاص السابق للانتقال في سوريا في عهد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، إن أوباما ينسى أو يتناسى عشرات الآلاف من ضباط الجيش السوري وجنوده الذين تخلوا عن نظام الأسد وانشقوا عنه، رافضين المشاركة في حملة القتل الجماعي التي ينفذها النظام ضد مواطنيه، بحسب بزنس إنسايدر .
وكان أندرو تابلر، المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تحدث أيضًا عن عشرات آلاف المنشقين عن الجيش السوري النظامي، الذين فرّ عدد كبير منهم إلى دول مجاورة، ووضع بعضهم في مخيم للاجئين في تركيا، بينما بقي آخرون يحاربون النظام، بعدما صاروا جزءًا من الجيش السوري الحر، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن المساعدة التي انتظروها طويلًا لم تأتهم، وما عادوا يعرفون اليوم أي جانب يتخذون .
وأشار هوف إلى أن التوصية بتسليح المعارضة المعتدلة في أوائل الحرب السورية لم تأت فقط من كلينتون، بل طرحها أيضًا وزير الدفاع السابق ليون بانيتا، ومدير وكالة المخابرات المركزية ديفيد بترايوس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي. وثمة من يقول اليوم إن إصرار أوباما على التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران هو ما منعه من التدخل في سوريا.