الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    الزعتري في رمضان شوارع تزدحم بالمتسوقين

    أحداث اليوم -

    بين مكعبات معدنية أو ما يعرف "بكرفانات اللجوء" التي تعكس صعوبة الحياة، وما يضاف إليها من قسوة الطبيعة الصحراوية الجافة، تدب حركة نشطة للصائمين السوريين قبيل موعد الإفطار في مخيم الزعتري، تجسد عادات وتقاليد سورية، أبى اللاجئون رغم ظروفهم الصعبة الا ان تبقى حاضرة وحية لتكون شاهدة رمضانية على حياة اللجوء.

    فرغم قلة المتوفر، ترى اللاجئين يتبادلون اطباق الطعام بينهم بما يعرف بـ"طعمة رمضان"، في صورة ترسم اجمل معاني التكافل الاجتماعي، فيما غالبية الاسر تحرص على تأمين العصائر وخاصة التمر الهندي، والتي تباع على ارصفة الشوارع.

    شوارع المخيم المليئة بالحركة قبيل اذان المغرب لتأمين ما نقص من احتياجات الاسر من المولات التي باتت منتشرة داخل المخيم، يتسيدها الصمت بعد الأذان، وكأن المخيم بات مهجورا، فيما أصحابه ملتمون على موائد الإفطار، منهم من يستذكر رمضانات بلاده، ومنهم من يسترحم على أقربائه وأعزائه الذين يفتقدهم على موائد الافطار هذا العام.

    يقول الخمسيني أبو عبده أن لمة (الأرحام) من البنات والشقيقات والأقارب على وجبة الإفطار أمر لا بد منه خلال الشهر الكريم في ظل ظروف العيش القاسية ضمن (الكرفانات) التي تعكس قساوة الحياة ومرارة الحسرة على هجرهم لبلادهم تحت وقع القتال الذي أودى بحياة الكثير من أقاربهم الذين افتقدوهم على موائد الإفطار.

    وبين أبو عبده أن العادات والتقاليد الرمضانية التي يمارسها السوريون في بلادهم انتقلت معهم إلى مخيمات اللجوء، مشيرا إلى أنه قرب فترة الإفطار تشهد شوارع المخيم حركة دؤوبة من قبل اللاجئين، حيث تبدأ عمليات موسعة لتبادل الأطعمة بين الجيران.

    ولا يخفي أبو عبده أن رمضان الحالي يختلف عن سابقه في منطقة مخيم الزعتري جراء افتقادهم كثير من أقاربهم خلال النزاع الدائر حاليا في مناطقهم ضمن الأراضي السورية، لافتا إلى أن قرابة 100 من أقارب وجيران للاجئين السوريين ذهبوا ضحية القتال الذي طحن الكثير خلال الأسبوع الماضي.

    ويشير لاجئون إلى أن طبيعة المنطقة الصحراوية لمخيم الزعتري ومساحات الكرفانات وضيق ذات اليد بسبب عدم كفاية قيمة القسائم الغذائية التي تقدم لهم من قبل برنامج الأغذية العالمي دفعت بالكثير إلى التخلي عن بعض العادات التي اعتادوها في بلادهم من حيث اختصار التوسع في تنفيذ "العزومات" الرمضانية.

    ولفت إلى أن هناك وجبات رمضانية ومنها "فتة روس مع المقادم" والتسقية (فتة حمص) ما تزال حاضرة ضمن موائد إفطارهم، فضلا عن "القطايف العصافيري" والتي تعد إحدى أطباق الحلويات الرمضانية الضرورية.

    ويعتبر هؤلاء أن 20 دينارا قيمة القسيمة الغذائية التي يستفيدها الشخص من برنامج الأغذية غير كافية، خصوصا لدى فئات السواد الأعظم من اللاجئين والذين لا يجدون أي مصدر للدخل سوى تلك القسائم التي باتت تحدد لهم طبيعة النظام الغذائي.

    ويقول الستيني أبو مأمون، إن الوجبات الرمضانية التي اعتادها في بلاده ما تزال حاضرة على مائدة الإفطار في مخيم الزعتري ومنها "أذان الشايب" و"الرقاقة" و"الكباب المهبل"، فيما تقتصر وجبة الحلويات لديه على "الهريسة" و"العوامة" المنزلية نظرا لإعالته 8 أفراد يعتمدون على القسائم الغذائية في ظل عدم وجود أي دخل آخر أو فرصة عمل.

    ويفتقر أبو مأمون إلى وجود ثلاجة تمكنه من حفظ الأطعمة الزائدة أو شرب المياه الباردة ما يضطره إلى اختراع آلية تبريد المياه من خلال تعليق قارورة ضمن كرفانه وتغطيتها بقطعة قماش يتم رش الماء عليها لترطيبها بما يؤمن مياه مناسبة. ويرى لاجئون في مخيم الزعتري أنهم يعيشون تحت وطأة كابوس توقع توقف الدعم الذي يقدمه لهم برنامج الأغذية العالمي في أي لحظة بعد تسارع القرارات التي اتخذها البرنامج مع أقرانهم خارج مخيمات اللجوء من حيث خفض قيمة المساعدات أو استبعاد البعض بسبب نقص التمويل، ما يعتبرونه "الضربة القاضية لهم". ويقطن مخيم الزعتري قرابة 85 ألف لاجئ سوري يتوزعون على أكثر من 24 ألف كرفان تفترش أراضي ذات طبيعة صحراوية زادت من معاناتها برمجة التيار الكهربائي التي حرمتهم تشغيل وسائل التكيف والتهوية خلال أيام النهار بحال ارتفعت درجات الحرارة بحسب اللاجئ أبو عبده.

    من جهتها اضطرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تغيير برمجة إيصال التيار الكهربائي في مخيم الزعتري بإيصالها من الساعة السابعة مساء وحتى الخامسة صباحا بهدف ترشيد استهلاك الطاقة، وتخفيض قيمة الفاتورة الشهرية إلى 250 ألف دولار، بعد أن كانت تصل إلى 750 ألفا، بحسب مدير الاتصال الجماهيري في المفوضية نصر الدين طوايبية. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الأردن شذى المغربي إن التقييمات التي ينفذها البرنامج للاجئي المخيمات تفيد أن الأمن الغذائي داخل المخيمات مستقر، معتبرة أن لاجئي المخيمات ضمن الفئات الأشد حاجة للدعم.





    [09-07-2015 04:10 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع