الرئيسية أحداث فنية
أحداث اليوم -
عاصفة من الجدل لم تهدأ بعد فجرتها حلقات البرنامج الرمضاني الساخر والجريء، سيلفي، من بطولة الفنان ناصر القصبي، فمن انتقاد المظاهر الاجتماعية الشاذة والممارسات الخاطئة والطائفية إلى تحدي الإرهاب بسلاح السخرية عبر حلقات توجهت مباشرة إلى داعش وما يمرسه التنظيم من تغرير بالشباب واقتيادهم إلى مناطق القتال، وصولا إلى إقناع الابن بقتل أبيه.
مخرج العمل أوس الشرقي، دافع عن البرنامج بالقول "ما نريد قوله في برنامج سيلفي هو أننا داخل الحدث وجزء من الأحداث التي تجري في المجتمع ونحن أيضاً مرآة كبيرة للمجتمع".
وأكد الشرقي أن الضجة حول المسلسل لم تكن متوقعة، ولكن التفاعل الجماهيري معه كان غير متوقع قائلا"بداية كانت لدينا توقعات بأنّ المسلسل سيثير ضجة من خلال خبرتنا المتواضعة في الأعمال السابقة، ولكن لم نتوقع بأن سيثير ضجة بهذا الحجم والضغط الذي لم نكن نتخيله وأسعدنا الأمر جداً".
وأضاف، "تفاجأنا خلال عرض الحلقات التي تطرقت لموضوع داعش من الكم الهائل من ملايين الرسائل التي وصلتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعل والتعليقات فاقت توقعاتنا، وتلقينا بعض التعليقات السلبية، ولكن الأغلب كانت آراء إيجابية، وذلك أنّ الأغلبية من الناس ضد الإرهاب والتنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، وامتاز طرح تلك القضايا بالجرأة والمباشرة في القصص التي يقدمها المسلسل عبر قصة الأب وابنه وتعاطيهما بهذا الشكل عبر ذبح الابن لأبيه".
ونفى الشرقي اتهامات الإساءة للإسلام خاصة في الحلقة الأولى التي شهدت مشهدا كاريكاتوريا لتحطيم أحد المتشددين لآلة العود الموسيقية، وأوضح قائلا "الحلقة أثارت ضجة ولكن من قبل المتشددين فقط أكثر من الناس الاعتياديين والبسطاء وفهمت بشكل خاطئ لمجرّد أنّ الشخصية في الحلقة شخص انتهازي اتجه للدين، وارتداء الشخصية ملابس توحي بأنه إنسان ملتزم يزعج بعض المتشددين، والحقيقة أنّ الحلقة لم تهدف الإساءة للإسلام ولكن تشير إلى ظاهرة باستغلال بعض الانتهازيين باستغلال الدين".
وأضاف "بالنسبة لحلقة داعش والإرهاب فقد أثارت ضجة على نطاق أوسع وكانت ذات تأثير أكبر على الناس واعتقد أنّ الرسالة الإيجابية التي تنطوي عليها وصلت للكثيرين وهذا هو الأهم، وفيما يتعلق بحلقة الطائفية والطائرة التي أيضا أثارت ضجة كبيرة لأنها أشارت ولمست جانبا مهما يعاني منه المجتمع العربي ألا وهو مشكلة الطائفية بين أبناء المجتمع الواحد".
لكن الحلقات التي خصصها الشرقي عن داعش لم تأت دون ثمن، إذ تلقى مع القصبي تهديدات كثيرة وقد رد عليها بالقول "وصلتني أكثر من أربع أو خمس رسائل تهديد مباشرة بالقتل وغيره من الكلام الذي لا معنى له حول جز العنق، ولكن هذا أمر طبيعي ولدينا توقعات بحدوث مثل هذا الأمر خصوصاً أننا نعيش في منطقة ساخنة ينتشر فيها الإرهاب، وإذا لم يسعى الإعلام والصحافة والفن، والأمن لمواجهته وكل بطريقته، ونحن نؤدي رسالتنا في وجه الإرهاب، وإذا كنّا خائفين فلن نستطيع أن نصرخ بوجه الإرهاب".
ورفض الشرقي بعض الانتقادات الموجهة للحلقات من باب زعم عدم دقة بعض الأمور المشار إليها حول داعش وبينها جهاد النكاح قائلا "لا اتفق مع هذا الرأي، لأن لدينا مصادر لحالات مجاهدات جئن من عدة بلدان للمشاركة في التنظيم بهدف جهاد النكاح، ولا يعني أن نفيهم لهذا الخبر في الإعلام بأنّه خبر غير صحيح، بل إنه خبر صحيح ويوجد تسجيلات على موقع اليوتيوب، والتنظيم يقوم بتجنيد نساء من عدة بلدان ويقدمون لهن دعوات للانضمام للجهاد ومن ضمن أشكال الجهاد هو جهاد النكاح".
ونفى المخرج الذي سبق له تقديم العديد من الأعمال السياسية النقدية ما قيل بحق البرنامج من تعهد استهداف شرائح مذهبية معينة قائلا "داعش ليس سنّيا ولا ينتمي للإسلام الوسطي الحنيف، ولم نفكر عند التطرّق للموضوع حول ما هي الاتجاهات أو الطائفة التي ينتمي لها التنظيم، ونحن كفريق عمل، أنا والكاتب والفنان ناصر القصبي، كنّا نعمل بروح الإنسان المسلم نحمل قيما ذات أبعاد عربية، يوحدنا الدين واللغة ويهددنا الإرهاب وداعش، أما غير ذلك فلا توجد أية أبعاد طائفية من أي طرف من مجموعتنا".
وتبقى السخرية سلاحا بارزا بوجه الخوف والإرهاب سواء ذلك القادم من جهة التنظيمات الإرهابية، أو القادم من جهة الأنظمة القمعية التي كانت مدار انتقادات في أعمال كثيرة سابقة خلدتها الشاشات العربية.