الرئيسية مقالات واراء
بقيت عقدة البحرين في السياسة الايرانية دون تغيير، وحسب الاجواء الداخلية سواء أكانت هذه السياسة يديرها الشاه بهلوي، او الولي الفقيه خاميني، فقد كانت دائماً الاقليم الرابع عشر وكان لها في البرلمان، وفي مجلس الشورى مقعدان فارغان.ولفهم عقدة البحرين من الافضل ان نعود حوالي نصف قرن، وبالذات الى مطلع السبعينات من القرن الماضي حيث كان لا بدّ من انسحاب بريطانيا من الخليج العربي، الأمر الذي اقتضى طرح اتحاد مشيخات الخليج التسع الممتدة بين سلطنة عُمان والاحساء السعودية، لكن مباحثات الاتحاد لم تنجح كما كان متوقعا، فقد قررت قطر والبحرين البقاء خارج الاتحاد.وكعادة بريطانيا في زرع الألغام كلما انسحبت من مكان على هذه الأرض: الهند مثلاً.. فلسطين مثلاً.. قبرص مثلاً.. فقد اتاحت للشاه القيام باحتلال الجزر الثلاث الاماراتية طنب الكبرى، وطنب الصغرى وابو موسى، وقتها انفعل شيخ رأس الخيمة وأمر رجال شرطته التسعة الدفاع: حتى آخر رجل وآخر رصاصة.واختار الشاه مناسبة «الفراغ» بعد انسحاب بريطانيا من المنطقة، فأعلن ان البحرين ايرانية ووقفت السعودية والعراق في وجه الشاه، وقررت الأمم المتحدة بناء على نصيحة اميركية اجراء استفتاء لشعب البحرين: الاستقلال او ايران وكان جلالة الراحل الحسين له علاقات شخصية مصلحية بالشاه فتدخل لاقناعه بتأييد مبدأ الاستفتاء، وكان ذلك كذلك وصوّت البحرينيون للاستقلال بأكثرية شبه مطلقة، شيعتهم وسنتهم على السواء، فقد كانت العروبة تتقدم على المذهب، وكانت الوحدة الوطنية قبل الولاء للولي الفقيه.كان الشاه يحب تسميته بشرطي الخليج، رغم انه لم يكن شرطياً حقيقيا، ونتذكر في نهاية عام 1974 ان زرنا طهران وكنت ضمن وفد قطري وبرفقة وزير الخارجية سحيم بن حميد، وفي مقابلة الوفد للشاه بقي الرجل طوال المقابلة التي تبعها غداء يتشكى من التسلح العراقي، ومن سياسات حزب البعث في العراق، وقد وردت منه اشارة لسعي الحسين رحمه الله في عدم إثارة اي شيء على الحدود لضمان مشاركة العراق بفرقة مجحفلة في حرب تشرين تحركت لنجدة الجيش السوري في معركته للدفاع عن دمشق.المهم ان الشاه، وهو يتشكى من تنامي جيشه، المح الى امكانية حلّ عقدة من عقد التوتر وبالفعل فقد التقى بعدها في الجزائر صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة بالشاه، ووصلا الى اقتسام ممر شط العرب حيث تقع على ضفته مدينة عبادان ومصفاتها العملاقة، وتقع البصرة مدينة المليون عراقي على الضفة الاخرى، لكن المهم في الصفقة كان تخلي الشاه عن حليفه مصطفى البرزاني الذي أوقف نشاطه في شمال العراق وذهب وعائلته الى الولايات المتحدة.. ليعيش هناك.الفرق بين تهديدات الشاه، وتهديدات الولي الفقيه ليست كثيرة سوى ان الشاه كان اعقل، واكثر التزاماً برفاه واستقرار الشعب الايراني.