الرئيسية مقالات واراء
نسأل عن اليوم التالي للجريمة الصهيونية البشعة بحق الطفل الفلسطيني الرضيع علي الدوابشة وعائلته. هل يكتفي العالم ببيانات الإدانة والشجب؟
ماحصل للعائلة الفلسطينية المنكوبة، ليس مجرد جريمة يمكن المرور عنها او تخطيها، ينبغي أن تكون نقطة تحول في الموقفين الدولي والفلسطيني من الاستيطان والمستوطنين القتلة.
القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة تعتبران الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي. واشنطن وموسكو وعواصم الغرب والشرق كلها تدين الاستيطان، لكنّ أيا من الدول الكبرى لم تتحرك بشكل جدي لوقفه.
المستوطنون اليهود، وليس فقط جماعة "تدفيع الثمن" التي نفذت الهجوم الإرهابي في بلدة دوما، تحولوا إلى جماعة إرهابية تمارس القتل اليومي بحق الفلسطينيين، وتسرق أرضهم بقوة السلاح. أوليس هذا إرهابا.
الاكتفاء بإدانة الجريمة، وانتظار إجراءات حكومة نتنياهو المتطرفة، يعني أن الجريمة ستتكرر في المستقبل عشرات المرات.
واجب الدول العربية أن تشرع في حملة عالمية لتجريم إرهاب المستوطنين اليهود، والضغط بكل الوسائل المتاحة لإجبار إسرائيل على إخلاء الأراضي الفلسطينية المحتلة من هؤلاء القتلة والمجرمين. إنهم الوجه الآخر لتنظيم داعش، واقتلاعهم من الضفة الغربية يتطلب تحالف القوى الخيّرة في العالم.
إذا لم يكن المجتمع الدولي على استعداد للقيام بمسؤولياته التاريخية، فليس أمام الفلسطينيين من خيار سوى تدفيع المستوطنين الثمن. من حق الفلسطيني في الضفة الغربية اليوم ممارسة كافة أشكال المقاومة في مواجهة إرهاب المستوطنين.
مادام وجودهم غير شرعي حسب كل القرارات الدولية، فإن إخراجهم بالقوة حق مشروع للفلسطينيين.
جماعة "تدفيع الثمن" الإرهابية أحرقت من قبل مساجد وكنائس وبيوتا في الضفة الغربية، وقتلت فلسطينيين بدم بارد. وكان ذلك يتم بغطاء من شرطة الاحتلال، التي لم تجد في أفعالهم ما يستوجب الملاحقة، حسب قول مدير الشاباك الإسرائيلي.
المستوطنون عموما تجاوزوا في ممارساتهم جرائم جيش الاحتلال في الضفة وغزة، وأصبحو بالفعل جماعة إرهابية، تهدد حياة الفلسطينيين يوميا.
من حق الفلسطيني أن يرد بالمثل دفاعا عن حقه الشرعي في الوجود على أرضه. كل مستوطن هو هدف مشروع. مامن أحد في العالم الحر يمكن أن يلوم الفلسطيني حينها.
دعونا من الكلام الفارغ عن الثمن الباهظ، واختلال ميزان القوى لصالح العدو. الفلسطيني يدفع الثمن في كل الحالات. المستوطنون لايرحمونه، مقاوما كان أو مسالما، فلماذا يسكت إذن؟
خيار الحل السلمي داسته إسرائيل تحت أقدامها. حكومة نتنياهو غير مستعدة لتقديم تنازل واحد. الخطر الذي يواجه القضية الفلسطينية اليوم، لا يتمثل بغياب فرص السلام العادل. هذا صار معروفا ومحفوظا عن ظهر قلب. الخطر هو الاستيطان. من ينتصر في معركة الاستيطان يفوز في الحرب.
بالنسبة لإسرائيل الاستيطان هو أكسير الحياة، وهو كذلك بالنسبة للفلسطينيين. لا قيم ولا معنى لدولة فلسطينية، بدون الأرض التي يبتلعها الاستيطان.
في المدى المنظور، إنقاذ القضية الفلسطينية من الاندثار، يتطلب الفوز في المعركة مع الاستيطان. هذا هو مقتل إسرائيل. وليكن دم الطفل الرضيع، عنوان المعركة والنصر.