الرئيسية مقالات واراء
لم نكن نعرف أن الأكثرية الجزائرية مالكيين، وأن الامازيغ اباضية إلا مؤخراً، حين تندلع الشقاقات المتخلفة، ويتقاتل أبناء المدينة الواحدة. سبب آخر سمعنا أنه كان السبب بين الناس والأمن، هو اعتراضهم على مشروع الغاز الصخري.. دون أن يقول أحد إذا كان هذا الغاز مضراً بالحياة البشرية، أو أن القضية ليست قضية رمانة وإنما هي قلوب ملآنة. فقد امتدح المحتجون لواءً في الجيش اجتمع بهم مرتين خلال الاسبوع الماضي.. فرفعوا الاحتجاج واكتشفنا في متابعة التفاصيل أن العسكري الذكي لم يقنعهم بالفوائد الاقتصادية لهذا المشروع، وإنما بتسمية ساحة يمكن للناس فيها أن يحتجوا دون تدخل الأمن.
واخواننا في الجزائر لا يختلفون عنا، أو عن أي شعب عربي «علّقَ» في الربيع العربي، فانهارت هياكل الدولة فيه، وظهرت احقاد مذهبية وطائفية لم يكن احد يعتقد انها ستؤدي إلى هذه المذابح في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
المالكية لم تكن حزباً طيلة العهود الإسلامية. فهي مسمى مجموعة اجتهادات فقهية، لا تؤدي إلى رفع السلاح، ونعتذر لأننا لا نعرف شيئا عن تاريخ الاباضية منهم، ونعتذر لأننا لن نأخذ بتعريف الآخرين لهم، وقد تعرفنا في عمان على أحد شيوخهم الذي ساهم في مؤتمر الوسطية.. واعترف بالمذهب جميع ممثلي الطوائف والمذاهب الإسلامية.
ونعود إلى الجزائر فنقول: إننا نعتقد أن الجيش الذي أوقف المذبحة التي أودت بمئات الآلاف، قمين بأن يحفظ أمن الجزائر الداخلي مرة أخرى. فلا المالكية والاباضية، ولا الديمقراطية والاحزاب الاسلامية، قادرة على هدم دولة قامت على أكبر وأعظم تحرر في تاريخ الوطن العربي وإفريقيا.
هناك قطعاً، أصابع تلعب في أحشاء الجزائر وتثير المذهبيات والعصبيات العنصرية.. واذا كانت قوة الدولة هي احدى وسائل قطع هذه الاصابع فان معالجة الجار المغربي لقضية الامازيغية بالاعتراف بكيانها، ولغتها، وتنوعها الثقافي، هي معالجة جديرة بأخذها بعين الاعتبار فالتنوع المذهبي والثقافي في الدولة الحديثة مصدر من مصادر القوة، والثقة، والوحدة وليس مصدر الخلاف والحروب إلا إذا انحط الولاء الوطني.. وذهب إلى الطوطمية القبلية للعصور الحجرية الأولى. والجزائر التي نعرف ليست كذلك.