الرئيسية مقالات واراء
أحداث اليوم -
قد يكون الباحثون في الدوحة عن حلّ لمشاكل المنطقة - وسوريا أولاً -، هم الأحوج لهذا الحل فالروس يرفضون أن الأسد هو لبّ المشاكل، لكنهم هم الذين يضعون في يده السلاح ليقتل شعبه. والأميركيون مهتمون بداعش وليسوا مهتمين بسوريا. والطرفان الروس والأميركيون يستعينون بالسعودية لحاجتهما الى «الواصل» بين اميركا الحاملة عقدة إيران، وروسيا الحاملة عقدة أوكرانيا.. ولعل اقتراب السعودية من الروس مؤخراً، كان اشبه بالأعجوبة - كما يقول الوزير السوري المعلم - وهي اعجوبة تبدو أكثر وضوحاً في ابتعاد السعودية عن أميركا.. لأكثر من سبب.
الوزير الجبير قد يكون جديداً علينا. لكنه ليس جديداً على الأميركيين والروس. وحين قرّر أحد مجانين الحرس الثوري اغتياله في العاصمة واشنطن، فإنه كما يبدو يعرف خطورة الرجل الهادئ صاحب الصوت الخافت.
هل ينجح كيري، ولافروف والجبير في خلق أرضية مشتركة لاستئناف جنيف-1، بتحضير هادئ لا يستثني أحداً من اللاعبين في الشأن السوري لا الأسد ولا الائتلاف ولا الجيش الحرّ، وتكون لسوريا حكومة انتقالية تعيد ملايين النازحين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم، وتضمّد الجِراح، وتجري انتخابات حرّة برقابة دولية، ثم يذهب الجميع إلى حيث يريدون.
داعش والنصرة وحزب الله وميليشيات العراق وإيران هم المطلوب ازاحتهم عن الصورة، بحيث يبقى في سوريا سوريون فقط. وترتفع وصاية المال والسلاح الأجنبيين عنهم.
قد يبدو هذا الكلام من باب النهايات السعيدة لأفلام هندية، لكنه ليس كذلك في أذهان السوريين الذين جربوا كل الموبقات، وعادوا أخيراً إلى رشدهم.
اختيار سوريا في قمّة الوزراء الثلاثية المنعقدة في الدوحة، هو الاختيار الصحيح، والمفتاح الحقيقي لفكفكة أزمة العراق ولبنان (وفلسطين)، ومع ذلك فإن الأصح هو أن كافة الأطراف وصلت متأخرة أربعة أعوام بعذاباتها، ودمارها، ودمائها.. وعلى الذين يقيسون الحلول الدولية بالمسطرة أن يقضوا يوماً واحداً في مخيم الرويشد في هذا الحر اللافح ليفهموا معنى المعاناة السورية الحقيقية. رغم أن الماء والكهرباء والسكن والاعاشة متوفرة.. ومع ذلك فقد عايش سوريو اللجوء عذاباً لا نظن أن الجحيم أقل منه.