الرئيسية أحداث اقتصادية
أحداث اليوم -
عزا عاملون في قطاع السياحة تراجع أعداد السياح منذ بداية العام الحالي إلى تخوف العديد منهم من الاضطرابات الأمنية في الدول المحيطة بالمملكة.
وحذر عاملون من استمرار تدهور أداء القطاع ومن خطورة هذا التراجع لما له من أثر سلبي على قطاع السياحة وعلى الدخل القومي بشكل عام.
وقال الرئيس الأسبق لجمعية السياحة الوافدة عوني قعوار إن "انخفاض أعداد السياح يعود إلى الأوضاع الإقليمية المحيطة بالمملكة وترويج الإعلام الغربي أن المنطقة برمتها تعيش حالة اقتتال وحروب أهلية".
وعن الإجراءات المتخذة لجذب السياح يضيف "صحيح أن الحكومة ضخت المزيد من الأموال في محاولة لترويج السياحة لكننا ننتظر بداية موسم السياحة الوافدة في شهر أيلول(سبتمبر) لنرى أثر ذلك"
غير انه أشار إلى عدم تفاؤله إزاء تحسن أعداد السياح في الفترة القريبة المقبلة لأن الوضع الاقليمي لا يبشر بذلك.
وأكد مستشار في سلطة إقليم البترا فواز الحسنات أن الاضطرابات في الدول المحيطة بالأردن هي أهم أسباب تراجع السياح، بالإضافة إلى عدم قيام السفارات الأردنية بنقل الصورة الحقيقية للوضع الأمني في الأردن كما يجب.
ولفت إلى أن ثمة مسؤولية تقع على وزارة الخارجية من خلال مطالبة السفراء الأجانب بعدم المبالغة في تحذير مواطنيهم من زيارة الشرق الأوسط والتمييز بين المناطق الآمنة وغير الآمنة.
وأضاف الحسنات" هناك قصور كبير اتجاه البترا درة السياحة الأردنية، إذ يجب العمل على جعل البترا موقعا سياحيا لكافة أنواع السياحة؛ فمثلا لا يوجد فيها قصر مؤتمرات لجذب سياحة المؤتمرات".
ووصف الحسنات الوضع السياحي الحالي بانتكاسة أكبر من انتكاسة السياحة في 2003 إبان حرب العراق، فقد تم إغلاق الكثير من المنشآت السياحية وأصبح الكثير من العاملين في قطاع السياحة يعيشون في حالة بطالة ما ينذر بحدوث آثار إجتماعية قد تظهر على السطح قريباً إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة.
وعلق حسنات على الإجراءات الحكومية لتنشيط السياحة قائلا "قامت الحكومة بدفع مبالغ كبيرة لهيئة تنشيط السياحة واتخذت غيرها من الإجراءات التي كانت تستهدف البترا بشكل خاص لكننا لم نر أثر هذه الإجراءات على أرض الواقع".
وقال رئيس لجنة السياحة الوافدة في جمعية وكلاء السياحة والسفر فادي أبو عريش إن "الأوضاع الأمنية في الدول المحيطة أثرت بشكل كبير على قرارات السياح خاصة الأوروبيين في القدوم إلى الشرق الأوسط بشكل عام كما ان جهلهم بوجود الأمن في الأردن ساهم في ذلك".
وأضاف أبو عريش "التسويق للأردن وللمنتج الأردني في الخارج ضعيف جدا، ويتحمل سفراؤنا في الخارج مسؤولية كبيرة في إيصال صورة الوضع في الأردن، بالإضافة إلى ارتفاع سعر المنتج الأردني مقارنة مع الدول السياحية المحيطة للأردن مثل تركيا"
وأشار أبو عريش إلى أن المشكلة تكمن في الاتجاه للتخطيط طويل الأمد إلى ما يقارب الخمس سنوات، مع تجاهل الخطوات الفورية اللازم اتخاذها، بالإضافة إلى ضعف في الموارد المالية المتاحة للتسويق للسياحة وحتى مع زيادة الحكومة المخصصات المتاحة لهيئة تنشيط السياحة لكنها تبقى بانتظار الخطة التسويقية الصحيحة.
واشتكى أبو عريش من الأرقام الصادرة حول الانخفاض في أعداد السياح؛ مؤكدا أن نسبة الانخفاض تتجاوز النصف عن العام الماضي الذي وصفه بالسيئ بالنسبة لقطاع السياحة.
وأكد ان المسؤولية لا تقع على جهة واحدة بعينها، بل هي مسؤولية الحكومة والبلد كوحدة واحدة.
وحذر أبو عريش من احتمالية حدوث كارثة بقطاع السياح، مؤكدا انه ستغلق أغلب المنشآت السياحية إذا استمر الانخفاض في أعداد السياح بالاعوام القادمة فالأرقام منخفضة ولا يوجد مؤشرات للزيادة والتنفيذ للخطط والقرارات الحكومية بطيئة جدا.
يذكر أنه انخفض إجمالي أعداد السياح القادمين إلى المملكة خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 14 % مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب إحصاءات وزارة السياحة والآثار التي حصلت "الغد "على نسخة منها فقد استحوذ الأوروبيون على نسبة التراجع الأكبر مقارنة مع الجنسيات الأخرى إذ تقلصت أعدادهم بنسبة 30 % خلال النصف الأول، وحل السياح من دول آسيا في المرتبة الثانية من ناحية التراجع إذ قل عددهم بنسبة 28 %، في حين تراجعت أعداد السياح العرب خلال النصف الأول من العام بنسبة 15 % حيث وصلوا إلى 781 ألف سائح.
وتعتبر السياحة من أهم مصادر الدخل القومي الأردني حيث تشكل ما نسبته 14 % من الناتج المحلي الإجمالي، وتشكل السياحة الأثرية والترفيهية أهم أنواع السياحة في الأردن.