الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عودة الروح

    .. برج بابل بقي في العراق حتى الآن.. فقد استمعنا في احدى الفضائيات العراقية الكثيرة شيخاً يندد بتظاهرات المدن الحاشدة، ويصفها بقوله: إنهم أنصار صدام حسين.. يستغلون حتى الايام الحارة، ليهزوا.. دولة القانون.
    احدى الصحف العربية المغتربة تعتقد ان ما يجري هو اطاحة العبادي بالمالكي.. في الشارع العراقي وبتحالف واضح مع الصدر والحكيم.. وبموافقة السيستاني. والحقيقة التي تطل ملامحها المبشرة أن نهوض الشارع العراقي هو أكثر من استغلال الحر، وأكبر من صراع العبادي والمالكي. انه عودة الروح إلى العراق فهذا الشارع العظيم لم يخذل شعبه وأمته، وبقي عصيّاً على التمزّق المذهبي والعنصري، مثلما بقي عصيّاً على الخضوع للأجنبي الأميركي أو الإيراني.
    سيطيح الشارع العراقي، بالتركيبة التي صنعها بريمر، وبالحكم المؤيد من طهران في أكبر تحالف شيطاني أميركي – إيراني، شهدته هذه المنطقة. كما سيطيح ثوار عدن بالحوثيين وبتحالفهم المخزي مع عبدالله صالح.. ولا بد من صنعاء وإن طال السفر. فمهد العرب لن تكون مستعمرة إيرانية، كما كانت عدن مستعمرة بريطانية. وسيطيح ثوار حي الشيخ عثمان بالمؤامرة الجديدة كما اطاحوا بالتركيبات القبلية التي صنعها الاستعمار قبل رحيله.
    .. هذه حقائق ستكرر أيضاً في دمشق رغم الصفير الروسي في الليل. ففي حين ترفع اللاذقية اصبعها في وجه العائلة المالكة، وتطالب باعدام قاتل منها، يؤكد وزير الخارجية الروسي القصة القديمة ويحاول ان يشتق منها «أحلافاً ضد الإرهاب» فمن قال أن الروس يختلفون عن الأميركيين في لعبة الإرهاب؟
    لأن الجرح في الجسد العربي غائر.. والنزف أنهار فإن هناك من وصل إلى اليأس من هذه الأمة مختلطاً عليه اليأس من تيارات قومية وإسلاموية فشلت. نهرب من قدرنا، وهو بيتنا الآمن العربي.





    [11-08-2015 11:43 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع