الرئيسية حدث وصورة
أحداث اليوم -
كتب : فارس الحباشنة
وزير التعليم العالي الدكتور لبيب الخضرا رصيده نفد قبل الحكومة، بل أنه أسرع وزير في تاريخ المملكة ينفد رصيده بهذه السهولة والسرعة، أثار في وقت قياسي مشاعر متناقضة تجاهه «شخصيا « واتجاه قراراته العجولة والاعتباطية والمتسرعة والاستفزازية، سواء بين الاوساط الاكاديمية وعموم الرأي العام.
وأنت تفكر في قصة الوزير الخضرا، يقفز الى رأسك على عجل سؤال تلح الاجابة عليه، لماذا لا يستقيل معالي الوزير ؟ بالطبع هذا سؤال مشروع، وأنت تتحدث عن وزير تراجع عن جملة قرارات مفصلية اتخذها خلال أقل من شهر، رفع معدل القبول الجامعي والغاء تنافس مدارس الاقل حظا على المقاعد الجامعية والغاء مقاعد ابناء العشائر والمكرمة العسكرية ومقاعد المتفوقين وأوائل الثانوية العامة.
الوزير استدعى بفترة زمنية قصيرة «اسطورية « قرارات، عجزت عن تمريرها تيارات وقوى تدعي الاصلاح حاولت طوال عقود عبر «عنجهية نفوذها في السلطة» أن تمرر تلك السياسات في التعليم العالي ومواطن أخرى، وتبطن تلك القوى رغبة سياسية لديها بتحجيم مكونات وطنية تحت ذريعة المساواة وعدالة التنافس وغيرها من عناوين طازجة وجاهزة للاستهلاك الاعلامي.
ليس من قبيل المبالغة القول أن الوزير الخضرا «شخص غريب « أثار جدلا بلا حدود، وفتح سجالا في حضن الحكومة دون أن نسمع او نرى أي رد فعل منه شخصيا في مواجهة تعثر قراراته وإبطال مفعولها في أرضها، حتى أن الحكومة لم تهمس خيرا أو شرا بما يتعلق بمسألة الوزير الخضرا.
تلك الاسئلة ستظل نائمة، اعترفت بها أو أنكرت،اضافة الى ان السؤال الذي يطرح نفسه؟ هل حقا أن الرجل مجرد بالون اختبار وضع في حقل تجريبي لادوار أخرى ؟.
حتى لا نهرب من كل الاسئلة، فالتعليم العالي يحتاج الى اصلاح والى ثورة بيضاء، التعليم العالي يحتاج الى أن يتخلص من أصنام البزنس « الذين يزاوجوا بين السلطة والمال، وتربعوا على عرش مؤسسات جامعية رفيعة الشأن والقيمة في وجدان الاردنيين وذاكرتهم.
التعليم العالي ومؤسساته الجامعية والبحثية، جردت من أي قيمة علمية، وتحولت بقدرة قادر لمساحات للهزل الاكاديمي، وهذا ما نراه من نتائج لامتحانات كفاءة الطلاب -لا تسر صديقا أو عدوا-، وهذا ما نراه من تفسير لا يقبل الجدل أو النقاش لما يقع من مذابح للعنف في الجامعات.
كل ما يحدث في التعليم العالي يدفعنا للقول، بان وصفات الوزير الخضرا ولا مقاوميه ومُنائي سياسته ولا غيرهم يدركون معالجة وحل أزمة التعليم العالي المستعصية، المعجزات لا تتحقق هكذا، المطلوب الان من الوزير وغيره من رؤساء الجامعات أن يوقفوا التدهور والانهيار لا غير.