الرئيسية مقالات واراء
كلما مررتُ من عند «كشك أبو علي» في وسط البلد و سلمتُ على صديقي بيّاع اليانصيب الذي بجانبه و الذي نسيتُ اسمه الآن رغم أنه صديقي ..يقنعني كل مرّة بشراء «نص ورقة» وأكثر جملة تغريني : مرة واحد ربح من عندي كذا..وواحد ثاني كذا ..وكذا وكذا ..!! ولأن الغريق يتعلق بقشة ..اتفقد جيبتي الوحيدة التي بها بقايا نقود العالم و أحسبها عشرين مرّة ..وأعد للمليون ..وبعدها أقرّر اشتري وإلا ما أشتري..في الغالب لا اشتري..! المشكلة أين ..؟ إذا انطسيت في عقلي و اشتريت ..أيّام من الانتظار ..أحلام تدخل عليك فجأة ..تفاصيل لا حدود لها ..تصبح كريماً في خيالك ..ستعطي فلاناً شوية من المبلغ ..وفلاناً تعطيه كذا ..ستشتري كذا ..و تبيع كذا و تجمع ثمنه مع الجائزة و تفتح كذا ..! وكلّما حاولت الابتعاد عن التحليق ؛ إلاّ إنك مع أوّل ضيق بعد ساعة ؛ ترى الفرج محشوراً بفوزك بالجائزة الكبرى التي لك نصفها ..! و المشكلة تكبر ..كل يوم تتفقد «نص الورقة» مرتين ثلاثة على الأقل ..تفتح جزدانك الخاوي من «وسخ الايدين» و تطمئن إلى نصف جائزتك و تبتسم و تعود للأحلام و الخيال و المرض الذهني من جديد ..! ذات مرّة ؛ وصلت بيني وبين زوجتي «أم وطن» لأبو موزة ..لأننا اختلفنا في أولويات صرف الجائزة ..هي تريد أن نشتري شقّة ..وأنا أريد أن أفتح مشروعاً ..كلمة منّي وكلمة منها ؛ فتحنا الملفات القديمة ..قصّة مني و قصّة منها ؛ رمتني بكلمة (قد) الجبل فرميتها بكلام (قد) الأرض كلها..وانتهت الأمور بوجود أهلي وأهلها (يعقّلوا) علينا..وانتهت مشكلتي مع زوجتي بالاستسلام للقدر ؛ لكنّ أمّي سألتني في جلسة الصلحة : يا ميمتي إذا فزت ؛ شو الي منها ..؟ وأعرف أن جوابي سيكون التزاماً ..فقلت : رايحة تكوني راضية ..ولكنها أصّرت على تحديد رقم ..فرفضت ..وزعلت الحجة وقالت لي : أنا ما إلي حظ مع أولادي ..يا خسارة تربايتي ..وعملتها زعلة عن جد ..! طبعاً ولا مرّة فزت ..حتى جوائز الترضية يفشل حظي فيها ..وكل نص ورقة يانصيب تكلفني عدا ثمنها ؛ صلحة بالشيء الفلاني مع زوجتي ..و صلحة أكبر بالشيء الفلاني كمان مع أمّي ..!!