الرئيسية مقالات واراء
كنتُ مدعواً مساء «الجمعة» الفائت إلى حفل لـ «فرقة أُبيدر» ..ولعلّ اسم الفرقة الشبابية يبدو غريباً ولا معنى له للوهلة الأولى ..ولكن عندما تعلم أن هذه الفرقة ابتدأت بشابّين هما «أُبي» و «بيدر» ومن ثم جاء نحت الاسم من الاسمين «أُبيدر» ؛سترتاح بعدها وتعلم أن الشباب لا يشتغلون على ضلالة ..! الآن الفرقة مكوّنة من سبعة أشخاص كما أعلم ..شباب في عمر الورد ..و بجهود ذاتية جداً ..وحين ذهبتُ للحفل ؛اعتقدتُ بأنني سأحاول «الفليلة» بعد عشر الدقائق الأولى ..ولكن من الدقيقة الأولى تمّ استلابي إليهم ..و مع زيادة الدقائق زادت دهشتي وتعاظم انسجامي..إنني أمام مشروع ثقافي فنّي حقيقي ..مختلف عن كل التجارب السابقة ..! الوحيد الذي أعرفه من الفرقة هو «بيدر مناصرة» ابن صديقي ورفيق الفكر «أبو ناصر مناصرة « وبيدر أذكره قبل أعوام طفلاً كبيراً يبحث عن مأوى لمشروعه .. قبل أن يسافر و يعود و يسافر و يعود ..و كلّما عاد ؛ ركض إلى الفرقة واضاف لها جديداً وعمل لها حفلاً ..وهو الآن يتجهزّ للسفر بعد أيّام لإكمال مشواره الدراسي .. قال لي بيدر عن مشروع الفرقة : يهدف الى اعادة اللغة العربية وجمال معانيها الى موقعها داخل الشعوب العربية وتوحيد العرب تحت راية لغة واحدة وهذا مشروع انطلق بعد رؤيتنا بأن الحضارة العربية تأثرت بكل ما هو قادم من الخارج حتى بوصف الحب والحزن. واجهت الفرقة وما زالت تواجه صعوبات في التقدم في بلدها الأم.. الحفل الأخير تضمن العديد من الأغاني منها عشتار في الأندلس و شربنا على ذكر الحبيب تناولنا الشعر الأندلسي العربي من منظور اخر. الصعوبات التي تواجهونها مسألة طبيعية عند قومٍ لا يشعرون بالفن و الثقافة ..ويشعر فيها الفنان بالغربة في وطنه ..لكنني أدعو اعضاء الفرقة كلّهم للمثابرة أكثر و الاعتماد على ذاتهم وألا ينتظروا أحداً .. شكراً على المتعة الحقيقية في تلك الحفلة : ابتداً من الشابين بيدر المناصرة و أبي البيطار ..وقوفاً عند عواد عواد على الإيقاع و رشيد الحسن على الفلوت..وانتهاءً بـ (يان) غناء و حلا عصفور غناء و إبراهيم نعواس على الباص جيتار.. وإنّ حملكم لثقيل ودربكم لطويل ..