الرئيسية مقالات واراء
تذكر مجلس الجامعة العربية بمستوى الممثلين الدائمين، انه هو الذي طلب من الامم المتحدة وقف تسليح الجيش الليبي، وربما كان السبب، وقتها، انه لم يكن هناك جيش في ليبيا.. وكانت ليبيا كلها جيش.. للميليشيات الكثيرة.
..هناك الآن جيش، وحكومة معترف بها، وبرلمان منتخب. اذن فإن تحريم السلاح على الجيش طال أكثر من عام، كما ان عدم قدرة الحكومة على نشر جيش قادر على فرض الامن حالت دن أي تغيير في وسط وغرب ليبيا. ونتج الفراغ بروز شيء اسمه داعش ليبيا، يمارس الذبح بالسكاكين ذاتها، ويسيطر على قلب ليبيا، ويمد يده الى نفطها ليغذي موازنته كما غزاها نفط سوريا والعراق.
.. وهناك دول عربية ما تزال تموّل الميليشيات: دولة تموّل الاخوان، كما تمولهم في مصر. ودولة يترافق فيها المال والسلاح.. ومتعهدو البناء، ومؤسسات التسويق لمنتجاتها الصناعية، ودولة تموّل لافشال الدولتين فيما تتحول ليبيا الى سوريا اخرى، ويتحول الشعب الليبي الطيب الى ضحية كضحايا العراق وسوريا واليمن.
يدق العرب صدورهم بقبضاتهم ويتطوعون لوضع خطة لدعم حكومة ليبيا المعترف بها دولياً.. ولكن لا يحبون الالتزام بعمليات قصف جوي ضد داعش كما القصف الجوي في غير مكان.ولعل وزير الخارجية الليبي عنده جواب يقدمه لحكومته في بنغازي..
ما الذي يتوقع ان تقرره الجامعة العربية لاغاثة دولة عضو تفتك بها الميليشيات، والارهاب والتدخل العربي والاسلامي.
لانعرف اذا كانت ليبيا او اليمن هي التي اثارت فكرة «القوات المسلحة العربية» القادرة على اعادة العروبة الى هذه المساحات المفتتة بين عُمان والدار البيضاء. فقد بدأ رؤساء الاركان في الدول التي وافقت على انشاء هذه القيادة اجتماعاتهم في اكثر من عاصمة لكنهم ككل شأن عسكري احتفظوا بالصمت فلم نسمع انهم اوكلوا الى مساعديهم بالاستمرار في وضع خطط واهداف لهذه القيادة وقد استطاع النبأ المفرح ان يقترب اكثر لدى قيام اساطيل مصر والسعودية بمحاضرة موانئ اليمن لمنع السفن الايرانية من الاقتراب من شواطئ اليمن وكانت مصاحبة قطع بحرية اميركية لهذا الحصار قد اثر في منع الايرانيين من المغامرة في.. المياه العربية.
لسنا من المتفائلين بنجدة عربية لليبيا او بالقيادة العربية الموحدة فليس اسهل من تجيء العرب. ولعل «صرعة» الحوار بين دول مجلس التعاون وايران، هي النموذج الصارخ للارتباك السياسي الدائم ولعل المستعجلين على «الحوار» مع ايران، يحسبونها افضل بعد تدمير المحاولة الايرانية في اليمن وبعد الكشف عن «الخلايا النائمة» للمخابرات الايرانية في الكويت والبحرين.