الرئيسية أحداث اقتصادية
أحداث اليوم -
عرفت زراعة العنب في بلادنا منذ القدم، وارتبطت أشجاره التي يطلق عليها اسم "الدوالي" أيضا بـ"عرائش المنازل" و"الحواكير" في القرى منذ قرون بعيدة، واليوم تحتل هذه الزراعة، مرتبة متقدمة من حيث إجمالي المساحة المزروعة في البلاد، حيث تصل الى 150 الف دونم.
ويعتبر كثير من المواطنين العنب سيد الفاكهة، لما له من مزايا، من حيث لذة طعمه ورقة لونه وشفافيته وجمال شكله وكثرة فوائده، وهو متعدد الأنواع والالوان، فمنه ما يحمل اللون الأحمر أو الأخضر أو الأسود، وبعضه يميل للاصفرار عند اقتراب نضجه.
تبلغ المساحات المزروعة بالعنب في المملكة نحو 150 ألف دونم، ليحتل بذلك المرتبة الثانية بعد المساحة المزروعة بالزيتون، ضمن المحاصيل الشجرية، وفق الناطق الإعلامي بوزارة الزراعة نمر حدادين.
وبين حدادين ان الوزارة، كانت تدعم المزارعين وتشجعهم على زراعة العنب عبر مشروع دعم زراعته الذي بدأ العام 2007، وانتهى قبل عامين في محافظات: إربد، عجلون، البلقاء، الكرك، الطفيلة، جرش، العاصمة، غرب معان، كأحد مشاريع تحسين دخول الأسر الريفية الفقيرة، وتحسين أمنها الغذائي، وسهولة تسويقه، وعدم تكبيد زراعته تكاليف عالية.
وقال حدادين إن "الوزارة اختارت العنب حينها، لانه محصول ملائم للأراضي ذات الميول العالية، ولكونه لا يتطلب عملاً متواصلاً، وتتولاه الأسرة الريفية دون الحاجة إلى عمالة، كذلك لا توجد مشاكل تسويقية له.
وأضاف ان "الهدف من زراعة العنب، كان تشجيع وتطوير زراعته في الاردن، لتعميم الفائدة على اكبر عدد ممكن من المزارعين، بحيث كانت تقدم، الأشتال من شتى أنواعه وأصنافه المناسبة والمطعمة على أصول مقاومة مجانا، بالإضافة لخدمات بعد الزراعة من إرشاد ومبيدات ودورات متخصصة في عمليات التربية.
وقد أسهم المشروع بزيادة دخول الأسرة الريفية عبر الاستغلال الأمثل للحيازات الصغيرة، وتعزيز دور الأسرة والمرأة الريفية في تنمية المجتمعات المحلية، وتحقيق زيادة في إنتاجه بمناطق الزراعة المطرية وزيادة مردود الحيازات الصغيرة منه، الى جانب تحسين نوعية الثمار المنتجة.
كما أسهم المشروع وفق حدادين بتحسين جودة المحصول، وزيادة الانتاجية والعائد للدونم الواحد منه، وسد الطلب المحلي منه، فضلا عن زيادة دخل الاسرة ودعم مزارعيه من ذوي الحيازات الصغيرة.
مدير اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران قال ان "العنب من أقدم أنواع الفاكهة، وعرفت زراعتها بداية في مصر، وكان لإنتاجه هناك شأن كبير أبان العهد الروماني، ثم انحسرت زراعته بعد الإسلام، نظرا لأن إنتاجه كان مرتبطا بالدرجة الأولى بإنتاج النبيذ.
وتعود القيمة الغذائية لثمار العنب إلى محتواها من سكر الجلوكوز سهل الامتصاص، بالإضافة لمكوناتها الحيوية من العناصر المعدنية المجهزة بصورة صالحة للاستفادة.
وبين العوران انه يطلق على نبات العنب اسم الكرمة، وجمعها كرمات، في حين يطلق على مزرعة أو حديقة العنب اسم الكرم وجمعها كروم. ونباتات العنب متسلقة خشبية معمرة متساقطة الأوراق، على درجة من المرونة لا تمكنها من النمو الرأسي القائم من دون التسلق بمحاليق على دعامات مناسبة.
وتشاهد الأفرخ الحديثة من نباتاته في حالات كثيرة ممتدة أفقيا فوق سطح التربة، سواء في العام الاول من حياة الكرم أو في حالات النمو البري، وإذا ما تركت كرمة العنب دون تهذيب وتربية، فإنها تأخذ مع تقدمها في العمر مظهر الشجيرات.
وتشير الدراسات الى ان العنب الاحمر له فوائد عظيمة، منها أنه يقلل التعب ويسهم بتقليل هشاشة العظام، وينشط الاعصاب والعضلات، ويفيد الرياضيين والعمال، لانه يساعدهم على استعادة قواهم ومرونة اعصابهم وعضلاتهم.
اختصاصية التغذية ايمان الطيب قالت إن "تناول العنب يمنع من تصلب الشرايين، ويحفط انسجة الجسم من الاحتراق، ويصفي الدم وينقيه من السموم، وهو سهل الهضم، وتعادل قيمته الغذائية قيمة الحليب الغذائية".
وأضافت الطيب ان العنب يساعد على التنحيف ويحسن من الوظائف العقلية، وله دور في الوقاية من السرطانات، ويحافظ على صحة القلب، وقد ذكر في القرآن الكريم بسورة الرعد "وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان، يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل".
كما إن ورقه، يستخدم في إعداد اطباق "الدوالي" والتي تلف بالرز واللحمة، وهو من الوجبات الرئيسة في بلاد الشام، ويعتبر ورق العنب من الأطعمة التي تحافظ على صحة القلب، لغناه بالمعادن والفيتامينات.(الغد)