الرئيسية مقالات واراء
قد يكون لكل شيء نظرية ..تستطيع أن تضعها لنفسك أو يضعها الآخرون لك ..تعجبك النظرية وتسلّم أمرك لها .. وتكون المشكلة عندما لا تستطيع إثباتها لأنها مبنيّة على الإحساس فقط ..ولكنّ المشكلة الأكبر تكون عندما لا يستطيع الآخرون دحض نظريتك وبنفس الوقت حاسّين أنها خطأ ..! قال لي صاحب ذات ضيق : أشعر بأنني كندرة ..! قلتُ له ضاحكاً : تِفْ من ثمّكْ يا زلمة وما تحكي عن حالك هيك ..إلا أنه أصرّ و قال لي : إنت تفكرني بحكي هيك لأني متضايق أو مقهور؛ لا ..هذه نظرية توصلتُ إليها ..! استوقفتني كلمة نظرية أكثر من كلمة كندرة فقلتُ له : نظريّة ؟!! كيف نظرية وكندرة ..؟؟!! يا زلمة ؛ عليّ الحرام حرارتك مرتفعة ..قال لي : يجوز ..لأن الكندرة حرارتها غير ثابتة؛ ترتفع وتنخفض على مزاج الاستعمال والمكان الذي تضعها فيه ..! حاولتُ اقناعه بشتى السبل إنك بني آدم و إنسان لك أحاسيس ومشاعر ولك عقل ..ولك ولك ..إلا إنه أصرّ إصراراً عجيباً على نظرية الكندرة ..و الغريب انه أخذني في جولة في شوارع وسط البلد وكان يتوقف عند محلات الأحذية يبتسم ويلوّح بيده ويقول لي : أنظرْ ما أجملهنّ ..أقول له : من..؟ يقول : أخواتي في الرضاعة؛ الكنادر ..!! في لحظة قررتُ أن أتركه ..قلت لنفسي : خلص؛ صاحبي شطّب وما ظل فيه ولا حبّة عقل ..ولكنّ ذكاءه جعله يشعر بقراري ..فقال لي ضاحكاً : عارف إنك رح تتركني بعد شوية ..بس مش لأني مجنون وبهاتي ..بل هناك سبب آخر ..! صعقني فقلت له : وما هو ..؟ قال لي : لأني مش على مقاسك ..واطلق ضحكة وتركني؛ بل واختفى .. من أوصل صاحبي إلى هذه النظرية ..من الذي صنع الدونية في الإحساس ..لو تعرفون كم هو ذكي ..كم هو شفّاف ..كم هو مثقف ..كم هو محبّ للحياة ..!! من حوّله إلى كندرة ..؟؟ كل ما أخشاه أننا بحاجة إلى نظرية : الخروج من الكندرة ..!