الرئيسية أحداث اقتصادية
أحداث اليوم -
تسود حالة من الهلع قطاع الغاز الإسرائيلي، ومعه الحكومة الإسرائيلية، منذ الإعلان مساء الأحد عن اكتشاف حقل غاز ضخم قبالة الشواطئ المصرية، وهو الحقل الأضخم في البحر الأبيض المتوسط، إذ إن إسرائيل باتت قلقة على مصير اتفاقيات صادرات الغاز إلى كل من مصر والأردن، إضافة إلى أن إسرائيل لن تعود قادرة على استخدام مخطط لمحطتي تصدير غاز في شمال مصر. وافتتحت البورصة الإسرائيلية صباح اليوم الاثنين، بانهيار في أسعار أسهم قطاع الغاز بنسبة 22%.
وخيّم نبأ إعلان شركة "إيني" الايطالية على وسائل الإعلام الإسرائيلية المركزية وخاصة الاقتصادية منها، والانطباع السائد لدى الحكومة والمؤسسات الاقتصادية، أن حقل الغاز المصري الضخم، الذي يمتد على مساحة 100 كيلومتر مربع، وقد يكون أكبر، وفيه 850 مليار متر مكعب من الغاز، سيؤدي إلى الغاز صفقة الغاز مع مصر، مع احتمال انعكاس هذا الاكتشاف على مصير اتفاقيات أخرى، ومنها الأردن.
وترى إسرائيل أن هذا الاكتشاف سيؤدي إلى تخفيض أسعار الغاز في العالم، ما سينعكس على أسعار الغاز المتوقعة لديها للتصدير. ولكن عدا هذا، فإن إسرائيل باتت على يقين بأن هذا الاكتشاف المصري سيلغي احتمال أن تستخدم إسرائيل محطتي تجميع غاز مصريتين للتصدير، متوقفتان عن العمل منذ سنوات عند الشواطئ المصرية، ما يعني أنه سيكون على شركات الغاز العاملة في الحقول الإسرائيلية بناء محطة بديلة للتصدير، ما قد يزيد كلفة العمل لاستخراج الغاز وتصديره.
وقالت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية، إن هذا الاكتشاف المصري، من شأنه أن يؤدي إلى تقديم المزيد من التسهيلات للشركات العاملة في الحقول الإسرائيلية، ومن بينها الشركة الاحتكارية الأميركية، "نوبل إنيرجي"، التي أبرمت صفقة الغاز مع الأردن.
وحذرت وثيقة استراتيجية لوزارة الخارجية الإسرائيلية، بشأن حقول الغاز الإسرائيلية، صدرت في الاسابيع القليلة الماضية، من مصير اتفاقية الغاز مع الأردن، في أعقاب الأزمة التي نشبت بين الحكومة الإسرائيلية وشركة "نوبل إنيرجي" الأميركية، على خلفية نية مسؤول الاحتكارات الإسرائيلية فرض قيود على حجم احتكار الشركة الأميركية لحقول الغاز. خاصة على ضوء الاتفاق النووي مع إيران، الذي فتح الأسواق العالمية مجددا أمام الصادرات الإيرانية، وإعلان إيران نيتها سد أي نقص ينشأ في الغاز في الاسواق العالمية.
وقالت صحيفة "ذي ماركر" التي نشرت وثيقة الخارجية الإسرائيلية، إن هذه الوثيقة أعدت بضغط من أعضاء في الكونغرس الأميركي، أعربوا عن قلقهم من مصير عمل شركة "نوبل إنيرجي" الأميركية، وقالت الوثيقة، إن إسرائيل تنظر بأهمية استراتيجية قصوى لاتفاقيات الصادرات مع دول المنطقة، مع تركيز خاص على الأردن. وجاء في الوثيقة: "إن المملكة الأردنية تشهد في السنوات الأخيرة أزمة طاقة خطيرة، على تدفق الحشود الكبيرة من اللاجئين من دول المنطقة، وعلى الرغم من أن اتفاقية الغاز مع الأردن، لا تعد كبيرة، إلا أنها "اتفاقية استراتيجية هامة في المنطقة".
كما تطرقت الوثيقة الإسرائيلية ذاتها، لاحتمال تصدير الغاز إلى تركيا، إلى "ميناء جيهان" في جنوب تركيا، وقالت، إن هذه الاتفاقية تتطلب أولا ترتيبا سياسية، وهي من شأنها أن تنظم العلاقات مجددا مع تركيا.