الرئيسية أحداث فنية
أحداث اليوم -
وتحديدا منطقة وادي رم والبترا؛ هي وجهة عالمية لصناع الأفلام من شتى الجنسيات التي ترى فيها خصوصية تجعلها خيارا مناسبا لأفلامهم، خصوصا بعد أن جاءت المدينة الوردية في المرتبة الثانية عالميا كأفضل الوجهات السينمائية في العالم.
وتتعزز هذه الخاصية من خلال حضور موقع الأردن في مهرجانات دولية من خلال كونه جزءا مهما كمكان يحضر في أفلام عديدة صورت فيه، وآخر هذه الإنجازات هي 7 أفلام تشارك في مهرجان “تورونتو” السينمائي الدولي في دورته الـ40 منها 3 أفلام عربية، تتشارك في ثيمة تطرقها للصراع الإنساني في مناطق النزاع والحرب، والأفلام هي “Degrade”، و”3000 nights”، و”the-martian” ، Kilo Two Bravo”، و”Thank You for Bombing” وفيلم “Hyena Road”، The Idol”.
البترا اختيرت كوجهة سينمائية عالمية، بحسب تقرير نشرته صحيفة “USA Today” من خلال استفتاء نشرت نتيجته في شهر أيار (مايو) الماضي بعد أن سبقتها اسكتلندا؛ حيث إن مواقع التصوير في المدينة الوردية تظهر أينما توجهت الكاميرا وكأنها لوحة فنية على الشاشة.
وهي ليست المرة الأولى التي يكون فيها الأردن نجما لامعا بمواقعه، فالحكاية تعود للعام 1962 من خلال فيلم المخرج ديفيد لين في فيلمه الشهير بمشاركة عمر الشريف “لورنس العرب” والذي اتبع بفيلم المخرج ستيفين سبيلبيرغ “إنديانا جونز والحملة الأخيرة” في العام 1989 وخلال هذه السنوات صورت أفلام أخرى.
وفي الدورة الأربعين لتورنتو السينمائي التي تنطلق في العاشر من الشهر الحالي وستستمر 10 أيام، يحضر فيلم المخرج هاني أبو أسعد “يا طير الطاير” أو “The Idol” الذي رُشِّح مرّتيْن لنيل جائزة الـ”أوسكار” عن فيلميْه الشهيريْن: “الجنة الآن” و”عمر”، الفيلم المستوحى من مسيرة محبوب العرب محمد عساف. وصورت مشاهده في كلٍّ من قطاع غزّة وجِنين في فلسطين، وعمَّان والبحر الميت في الأردن، حيث يتناول -ما سُمّي بـ”ظاهرة محمد عسّاف”، انطلاقاً من المحلية الضيقة والصعوبات داخل المخيمات، وصولاً إلى النجومية الإقليمية عبر برنامج “آراب أيدول” على “أم بي سي”.
قصة “يا طير الطاير” تُعطي صورة رمزية للكفاح من أجل الحرية وتحقيق الطموحات والأحلام، والإيمان بأن لا شيء مستحيلا أمام المثابرة والاجتهاد، وأن الفقر لا يحول دون الوصول إلى قمة النجاح والشهرة والمجد، عبر سعي شاب وشقيقته إلى تحويل العقبات التي تواجههما في حياتهما إلى نجاحات وانتصارات، وجعل المستحيل ممكناً أمام الإرادة والإصرار، فيتغلّبان على الصعاب، ويتمرّدان على الفقر، ويواجهان القمع والاحتلال.
أما في فيلم المخرجة الفلسطينية مي المصري “3000 ليلة”؛ وهو إنتاج فلسطيني فرنسي لبناني بمشاركة الأردن والإمارات وقطر، فالأحداث مستوحاة من الواقع لأسيرات فلسطينيات واجهن حوادث عدة في سجون الاحتلال، واجهت فيه المعتقلات معها أنواعاً مختلفة من القمع والإذلال والعنف، فيُقرّرن الانتفاض على إدارة السجن.
ويروي الفيلم قصة مدرّسة فلسطينية شابة تم زجها ظلماً في أحد المعتقلات الإسرائيلية الخاصة بالنساء، وتكافح بطلة الفيلم لتربية الطفل الذي أنجبته خلف القضبان. ويشارك في بطولته ميساء عبد الهادي ونادرة عمران ومجموعة من الممثلين اللامعين من فلسطين والأردن ولبنان.
وتلعب الهيئة الملكية للأفلام دورا كبيرا في الترويج للأردن كوجهة سينمائية، وموقع سياحي متميز من خلال ثقافة الصورة كنشاط إنساني وحضاري يقرب ويعزز التواصل بين الشعوب بواحدة من أهم الثقافات العالمية، وهي الفن السابع والتي تعزز الفن وتعكس خصوصية الأردن، والتي أيضا تمد يد العون لمخرجين عرب وأجانب.
وتعمل الهيئة على تقديم التسهيلات والدعم الكامل بشتى أشكاله بدءا من توفير المعدات وتقديم النصائح والإرشادات للمخرجين والمنتجين، فضلا عن توفير دليل مفصل للمعولمات حول صناعة الأفلام المحلية، والمساعدة في إصدار التصاريح، والتنسيق بين الجهات الرسمية، وتسهيل خدمات الإنتاج والمعدات والدعم اللوجستي.
ويزيد على كل هذا الترويج للتصوير بالأردن، نتج عنه العديد من الرحلات الاستقصائية التي توفرها الهيئة لمن يبحث عن أماكن مميزة منها الإنتاج البريطاني لفيلم “آخر أيام على المريخ”، لأندريا كورنويل والمسلسل التلفزيوني لشبكة أميركا “قضايا سريّة”، لإنتاج حلقة جديدة في الأردن للمرة الثانية، وجاءت هذه الحلقة من إنتاج شركة “سيني بيك” المحلية ورحلات أخرى ستجرى من بينها الإنتاج البريطاني “القارة المظلمة” للمخرج بين بوغ.
فيما الظروف المحيطة تلعب دورا إضافيا في جعلها بيئة آمنة للتصوير، خصوصا في ظل توفر بنية تحتية ملائمة وخدمات تجعل منها منطقة مميزة.
ويحضر فيلم “ديجراديه” بإنتاج فلسطيني فرنسي؛ وهو من إخراج الشقيقين الفلسطينيين “عرب وطرزان” والمنتج الفلسطيني رشيد عبد الحميد في مهرجان تورنتو.
ويجمع الفيلم الذي تم تصويره في الأردن بين التراجيديا والكوميديا، وضم الفيلم من فلسطين الفنانة القديرة هيام عباس وميساء عبد الهادي، منال عوض، والفنانات ريم تلحمي، وميرنا سخلة، وهدى الإمام.
ويسرد حوارات من الحياة اليومية ومواقف متنوعة بين 13 امرأة يجتمعن داخل صالون نسائي في قطاع غزة؛ حيث تضطر النساء للمكوث في الصالون بحيّ الشجاعية شرق مدينة غزة، لوقت طويل، بعد إغلاق باب الصالون من الخارج على إثر حدوث اقتتال في الشارع الذي يقع به، بين الأجهزة الأمنية في غزة التي تقودها حركة حماس، وبين عائلة شهيرة سرقت أسدا من حديقة الحيوانات. لتتوالى الأحداث بعدها تباعاً مع تطور القصة وتناولها محاور عديدة.
ويشارك أيضا في المهرجان فيلم المخرج بول كايتس “Kilo Two Bravo “Kajaki” والذي صور في منطقة سد الكفرين في البحر الميت، ويتناول الحرب على أفغانستان بمشاركة القوات البريطانية. أما الطبيعة التي يتمتع بها الأردن كموقع لتصوير الأفلام فجعلته الخيار الأنسب لفريق عمل بريطاني، يصور فيلما عن البطولات الحربية لجنود علقوا في حقل ألغام في أفغانستان.
خصوصية الفيلم تكمن في تصوير معظم مشاهده وتحديدا في سد الكفرين، وسط مشاركة للمنتج العالمي الذي يحمل الأوسكار عن فيلمه “King’s S peech”، غاريث اليس انوين، وكل من المنتج اليك ماكينزي واليكسا جاغو.
واختار فريق عمل الفيلم الأردن كموقع وتحديدا منطقة سد الكفرين لتشابهها مع جغرافيا وطبيعة منطقة سد كاجاكي في أفغانستان، فضلا عن البيئة المنعزلة التي أسهمت في تسهيل مهمة مشاهد حقل الألغام والتفجيرات.
وفي “Hyena Road” للمخرج الكندي بول غروس، الذي يشارك في البطولة الى جانب روسف ساذزلاند والان هوكو، فيتناول قصة ملحمية عن الحرب في افغانستان والعلاقة الإنسانية التي تربط الجيش الكندي والشعب الأفغاني وصورت مشاهده في العقبة والمناطق المحيطة بها.
وتقدم المخرجة النمساوية باربرا ايدر في فيلمها “Thank You for Bombing”، فيحكي المخاطر لثلاثة من مراسلي الحرب في مناطق النزاع من خلال مرافقتهم، لتغوص المخرجة في روتين حياتهم اليومي وسط التفجيرات وصفارات الإنذار وجلسات العلاج بالموسيقى لتجاوز كل ما يمرون به بعيدا. فيما صور المخرج المخرج ريدلي سكوت، ومات ديمون فيلميهما “The Martian”، في وادي رم والبترا، ويلعب ديمون فيه دور رائد فضاء.
وتدور أحداث الفيلم المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه لمؤلفها اندي وير، في كوكب المريخ؛ حيث أرسلت وكالة “ناسا” للفضاء بعثة إلى الكوكب ولكنها لا تنجو من عملية الهبوط عليه، ما عدا شخص واحد يحاول أن يتأقلم مع حياته الجديدة، ويبدأ بالفعل فى إيجاد وسائل تساعده على إنتاج الماء ويقوم بتهيئة الجو المناسب ليقوم بالزراعة لأن الطعام الذي بحوزته لا يكفيه سوى لبضعة أشهر “The Martian” من بطولة كاتي مارا وجيسيكا شاستين، وكريسين ويج، وجيف دانيالز، وجيسيكا جاستين، وسين بين ومايكل بينا ودونالد جلوفر.