الرئيسية 
مقالات واراء
يحدث ما يحدث في الأقصى ..أنظر مثل الملايين التي تنظر ..الفرق ؛ أن هناك من ينتظر منّي أن أكتب عن الحدث ..و للصدق معكم ومع نفسي ..أفشل ..نعم أفشل كثيراً و كثيراً جداً ..لا أريد أن اجترّ المشاعر ..غالبية المكتوب جملٌ إنشائية ..و أنا سيّد في الانشاء ؛ ولكنني أشعر بأنني أضحك على نفسي .. بودي أن أشجب و أستنكر ..لكني تخطّيتُ هذه المرحلة و تركتها للأنظمة و للأحزاب العربية ..! بودّي أن ألطم ؛ وبالحقيقة أن أشاطركم باللطم و أنفع أن تستأجروني في الأتراح و كنتُ أفكّر في إنشاء مؤسسة أسمّيها « مؤسسة النصيرات للطم و الحسرة « و ترفع شعاراً : جرّبونا و سنبكيكم ..!! ولكنّ اللطيمة هذه المرّة لا تنفع ..لأنّ المشهد العربي بأكمله سرق كلّ اللطم الجميل ..اللطم الذي عليه العين ..اللطم الذي يحرّك شعوباً و يجعلها تنزل للشوارع تشتم حاكميها ..!! كان بودّي أشياء كثيرة ..ولكنّي أشعر بكذبي و دجلي و استخفافي بكم ..و بعض كلمات منّي لن تحرّك جيوشاً و لن تحمي مقدساتٍ و لن تجعل «إسرائيل اللقيطة» ترتعد أو ترعوي أو حتى تغضب قليلاً ..! أنا مواطن عربي عاجزٌ تماماً ..سلمتُ مقاليد أموري للضياع ..سلمتُ بصري للفضائيات العربية تلعب به كيف شاء ..! في دقيقة تزغزغني فتضحكني و تطعنني فتبكيني و تشلّحني فتغتصبني ..! في دقيقة : ترقصني مع فاتنات العرب ؛ و ترميني في مجازر عربية لا تنتهي ..! في دقيقة :تفتح لي آلاف الأحلام و تقتلني في أوّل دم عربي ترشّ كل حواسي فيه ..! أنا لستُ أنا يا سادة ..أنا لستُ إلا مواطناً بدرجة عبدٍ لا يعرف إلا جملة واحدة : حاضرسيدي..! حين يضحك ينفّذ الأوامر ..وحين يبكي ينفّذ الأوامر ..وحين ينفّذ الأوامر فإنه يقرّ و يعترف بأنه آلةٌ بشرية ؛ تتقن فنّ التحرّك بالريموت كنترول و بحسب نوع البطارية الموضوعة فيه ..! يا أقصى لا تنتظر ..زمان التلبية لم يأتِ بعد ..!!
