الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
جذب الاهتمام الإعلامي الذي تحظى به مكة المكرمة في مثل هذا الوقت من كل عام، أنظار الباحثين والمهتمين إلى محاولة كشف الدوافع الحقيقية وراء تسمية الإعلام الغربي مكة باسم “Mecca” ترجمةً لاسم العاصمة المقدسة، بدلًا من “Makkah”؛ الأمر الذي يخالف النطق الحقيقي المذكور في القرآن الكريم، وهل هذه الدوافع متعمدة أم جاءت بالصدفة؟
ومن هؤلاء الباحثين الذين تصدوا لمحاولة معرفة هذه الدوافع، أستاذ الجغرافيا في جامعة أم القرى الدكتور معراج بن نواب مرزا، الذي طالب بالتشديد لوسائل الإعلام على استخدام الترجمة الصحيحة التي تليق باسم أطهر بقاع الأرض، وهو في أصل اللغة اللاتينية “Makkah”؛ إذ تنطق بفتح الميم “مَكة المكرمة” لا بكسرها “مِكا”.
ووفقا لموقع عاجل أفاد الدكتور معراج، بأن موضوع ترجمة “مكة المكرمة” باللغة الإنجليزية أثير نقاشه في مطلع الثمانينيات الميلادية بين المسلمين؛ إذ أصدر الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حينما كان وليًّا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، قرارًا عام 1401هـ ينص على اعتماد ترجمة (مكة المكرمة) إلى (Makkah) في جميع مراسلات القطاعات الحكومية والخاصة في المملكة، وإبلاغ الشركات والمؤسسات التي تتعامل معها باعتماد ذلك الاسم.
واهتمت رابطة العالم الإسلامي التي يوجد لها العديد من المكاتب والدعاة في مختلف دول العالم بذلك الموضوع، وأبلغت العديد من الدول بأهمية اعتماد الترجمة الصحيحة (Makkah) احترامًا لقدسية مكة المكرمة قبلة جميع المسلمين في العالم.
وأشار الدكتور مرزا إلى أن المؤتمر الدولي للجغرافيين الذي عُقد في مقر الجمعية الجغرافية الملكية في لندن عام 1936م؛ قرَّر أن تكتب أسماء المدن، والطبيعة الجغرافية، والظواهر المناخية في العالم، كما ينطقها أهلها، مبينًا أن اسم (Makkah) سُجِّل في دائرة المعارف البريطانية، وأطلس أكسفورد.
وفي ذلك السياق، قال الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية برابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح؛ إن اسم “مكة” حسبما ذكرت بعض كتب اللغة هو “جذب الفصيل -أي الرضيع- ثدي أمه إذا امتص حليبها” بمعنى أن مكة امتصت قلوب المسلمين، وأثنى على ذلك القول المؤرخ أحمد السباعي في كتابه “تاريخ مكة المكرمة” المحفوظ لدى دارة الملك عبدالعزيز، وزاد بالقول: “إن علماء الإسلام أشاروا إلى أن تسمية (مكة) جاءت بسبب قلة مائها، ومنهم من قال لأنها تمك الذنوب؛ أي تذهب بها، أو لأن الناس فيها يبك بعضهم بعضًا أي يدفع”.
وأضاف بن مصلح أنه من الإنصاف العلمي والأخلاقي أن تنطق مكة المكرمة بما ورد في القرآن الكريم، وبما ينطق بها أهلها، وألا يتغير نطقها بترجمتها، موضحًا أن إطلاق اسم آخر عليها خلاف ما اتفق عليه المسلمون يعد خطأ علميًّا فادحًا ينبغي تعديله.
وبيَّن أن المسلمين دخلوا منذ قرون مضت العديد من بلدان العالم ولم يغيروا في أسماء مدنها، أو ظواهرها الطبيعية، ولا حتى في نطقها، بل أبقوها كما هي؛ لذا فإن العقول السوية تأبى أن يتم التهاون مع نطق اسم مكة المكرمة، إجلالًا لهذه المدينة المقدسة.
وكانت وزارة الثقافة والإعلام قد وجهت الصحف والمجلات المحلية كافةً، بضرورة كتابة اسم “مكة” مقرونًا بـ”المكرمة”، و”المدينة” مقرونًا بـ”المنورة”، تعظيمًا لمكانتيهما الجليلتين في الإسلام، وفي إطار الرعاية والاهتمام التي يوليها ولاة الأمر لهاتين المدينتين المقدستين، منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.