الرئيسية مقالات واراء
العيد بالنسبة للكثيرين -وأنا منهم- ينتهي في اليوم الأوّل ..وبقيّة الأيّام هي (فوق البيعة) من أجل الإحساس الجمعي أننا (مش ملحقين سعادة) فنمدّد هذه السعادة لثلاثة أيّام أخرى ..! أكثر جملة متداولة في العيد بعد كل عام وأنتم بخير ..هي جُملة : مشوار و خلصنا منه ..! قلّة قليلة من المشاوير في العيد تذهبها وأنت بها راغب ..غالبية المشاوير كابسة على أنفاسنا؛ كأنها همٌّ ويجب أن ينزاح ..مفهومنا لصلّة الرحم ينحصر في ( البوس و المصاري) ..صحيح أن هناك من الأمور تعود لطبيعتها وألفتها في العيد؛ ولكنّ هناك مجازر من المفاهيم الاجتماعيّة يذبحنا فيه المجتمع ..! لماذا يرتبط العيد مثلاً بأنك يجب أن تخرج منه وأنت مفلِّس ع الآخر ..؟ لماذا مطلوب منك أن (تُضحّي ) بمصروف عائلتك الشهري بيومين ..؟! لماذا مطلوب منك أن تتشعتل مع أربع خمس أخوات كل واحدة في مكان أبعد من الثاني ولماذا لا يتجمعن هنّ في بيت واحد يتم الاتفاق عليه في وقت واحد وتصبح الأمور أكثر يسراً وأكثر فرحاً ..؟! في ظل الأزمات الاقتصاديّة الخانقة والتي تطيح بأكبر العائلات ..وفي ظل أن (خمسين ديناراً ) تكسر العائلات الأردنية الآن ..لماذا نُصرّ على أن تكون (صلة الرحم) بطراً غير منظّم ..وأن تتساوى لدينا الهزيمة والانتصار ..؟ أليس من واجب الشعوب أن تتكيّف مع أوضاعها الاقتصاديّة ..؟! لماذا كل هذا الهدر الحقيقيّ لصالح مفاهيم بالية من الممكن اعادة هيكلتها بما يضمن صلة رحم حقيقيّة خالية من الامتعاض و التذمّر ..؟؟! عشرات من الاسئلة تضجّ مرّة واحدة ..فالعيد لم يكن عادياً ..كان عيداً قاسياً وقساوته ستبدأ من الآن ..بعد أن أعلن غالبية الناس عن إفلاسها وعودتهم إلى قواعدهم مسكوري الخواطر ..!! قليلاً من المراجعة ..حتى يصبح العيدُ عيداً وليس غولاً نخافه حين تلوح عواصفه ..!!