الرئيسية مقالات واراء
ها قد بدأت تلوح في أسقف الصالونات السياسية بوادر ومبادرات للعمل على المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة والتي من المتوقع أن تكون في نهايات العام القادم ، والجديد الممتع في الانتخابات القادمة أنها ستكون وفق نظام إنتخابي جديد بدأت اللجنة القانونية في مجلس النواب حلقات النقاش على مضامينه خلال اليومين الماضيين ، وفي جميع الأحوال فالشارع الأردني بأغلبه غير مكترث بقانون أو بانتخابات بقدر ما يعنيه الأمر حجم تلقيه للخدمات التي يفترض أن تقدمها له الدولة بسلطتها التنفيذية والحراك الانتخابي بمجمله عند اغلب الناخبين يتم وفق أسس أغلبها خدمي أو مصلحي أو وجاهة وقلة من ينظرون الى الامر بشقه السياسي الذي يرتبط بمكون أساسي من مكونات الدولة الديمقراطية في مؤسسة التشريع وتنظيم القوانين .
وما يدفع للأستغراب في الحراك الانتخابي الذي تشهده الساحة الوطنية هو الطريقة التي يتم فيها فرز المرشحين من أبناء الشعب المكلفين حكما وعرفا بإنتقاءهم ، واذا ما أردنا تصنيف الطريقة التي يتم فيها أختيار المرشحين يمكن تلخيص بعضها وفق الأسس والضوابط التالية :
1- مرشح العشيرة التي أجمع أبناءها على إختياره كممثل لها تحت قبة البرلمان ويفترض به أن يكون ذا نفوذ مالي بالدرجة الأولى وهذا ما يسجل له الحضور بين ابناء قبيلته أولا وأخرا ، وزد عليها أن يكون سابقا صاحب مركز مرموق في الدولة وتقاعد بعد جهد جهيد !
2- مرشح الطبقة الأرستقراطية أو الإقطاعية إن صح التعبير ، وهو بطبيعة الحال له سلطة أفضل بكثير من سلطة السياسة حسب التصنيف الشعبي للعمل السياسي والنيابي خصوصا ! وإستطاع بحنكته الدرهمية أن يسجل حضورا بين أبناء قبيلته ، ولذلك آثر على نفسه أن يقبل وبكل تواضع أن يكون ممثلا لهم تحت القبة ونائبا في البرلمان ، وفي أغلب الأحيان هو على درجة عالية من الثقافة ومؤهله العلمي يتجاوز الخامس "د" !
3- مرشح الحزب الذي تم استولاده بقدرة قادر وفي ليلة كان فيها القمر هلالا والضوء خافت وهافت ، ويسجل للحزب نضالات وبطولات عظيمة في تاريخ أمجاد الأمة وتجاوزت ملاحمه التاريخية والنضالية الخمس سنوات في ساحة الوغى ، ولذلك فمن حق هذا الحزب أن يفرز مرشحا وفق القائمة الوطنية على مستوى الوطن ! ولكن غابت عنه القائمة في هذه المرة !!
4- مرشح القوائم التي إجتمعت وحققت ومحصت وقررت قبل الاتفاق على برنامجها أن تخوض غمار الانتخابات النيابية القادمة ! وهذا بحد ذاته هو ما يسمى العمل السياسي الإستبشاري ! بإعتبار هذا الفريق اللامتجانس قد خمن وإستخار بحنكة ودهاء وتبين لهم بأن برنامجهم السياسي حاصل لا محالة !
هذا غيض من فيض وللحديث بقية
وسيذكر فيه الجانب المشرق بكل تأكيد ....