الرئيسية أحداث رياضية

شارك من خلال الواتس اب
    الجمهور .. أحد أسرار تفوق النشامى على بطل آسيا

    أحداث اليوم -

    ظل الرهان على الجمهور الاردني محط انظار الاعلام وتمنيات المنتخب الوطني والاتحاد، فهذا «الجيش» الذي سبق وكان ميزة الجماهير العربية، هو الرافد الحقيقي للمنتخب.
    حضر الجمهور من كل حدب وصوب في مواجهة المنتخب ونظيره الاسترالي، ليؤكد ان وقوفه خلف المنتخب يمليه الواجب الوطني، وأنه أحق بالترحيب ويستحق ان تقدم له الورود ويجلس بطمأنينة ويشجع بكل مشاعره وجوارحه.
    الجمهور كان الشاهد الأول على الفوز وأنه من صنّاعه مع اللاعبين والجهاز الفني والاداري والطبي والاعلامي، فعندما غاب الجمهور عن مباراة قيرغيزستان وهو الأقل في امكاناته الفنية من منتخب استراليا كانت النتيجة التعادل وكاد المنتخب يخسر، فيما الحضور الجماهيري رجح كفة منتخبنا على بطل آسيا وبهدفين نظيفين، لا بل بأداء جعله يخرج فائزاً وهو يسحب البساط من تحت «الكنغر» ويسيّر المباراة كما يريد.
    وعندما نشدد على ضرورة حضور الجمهور العريض ونطالب اتحاد كرة القدم والجهات المتعاونة معه بأن يكون تعاملهم مع مشجعي ومؤازري ومحبي المنتخب بمرونة وسلاسة، فلأن عكس ذلك، سيدفع الجمهور الى الغياب، وإن حضر، يكون بأعداد قليلة، فيدخل متوتراً، ولا يتفرغ للتشجيع، وربما ينقلب على المنتخب والجهاز الفني والاتحاد عند اول هفوة.
    كإعلاميين، على وجه الخصوص، كم كنا نشعر بالنشوة حين نجد المدرجات وهي تضيق بالجمهور، فنزداد ثقة بأن حضورهم الجارف لا بد ان تؤتى ثماره التي يحتاج لها المنتخب لتحقيق الفوز كما تظهر حقيقة الإنتماء الوطني والحب لكرة القدم التي صارت «أيقونة» العالم بأسره، رغم ما يحدث في العالم من كوارث، بما فيه عالمنا العربي.
    بالمقابل، كم نشعر مع الجمهور بالأسى والمرارة ونحن نواجه معاملة بعيدة كل البعد عن العمل الرياضي وتنافساته عند القدوم الى الملاعب، ذلك ان «الأمن الرياضي» لا يعني بأي شكل من الأشكال، أن نجرّد الجمهور من مفاهيم حب اللعبة الذي يقوم على تسهيل دخوله والتعامل معه باسلوب حضاري، وتوفير سبل الراحة، لا تفريغه من أشيائه الخاصة، وكذلك عند خروجه من الملعب، اذ لا نظن سعادة تفوق سعادة الجمهور اكثر من الفوز وأنه لا اشد غصة في حلقه من خسارة المنتخب.
    هذا الجمهور هو الذي يجب ان يتوقف عنده الاتحاد والجهات التي يربطه التنسيق معها، وهو الجمهور الذي يتحمل وزر المشقة بقدومه من اقصى المملكة الى اقصاها وما يتكبده من عبء مادي، فالذي يقطع المسافات ويحضر قبل ساعات من بدء المباراة ويعود الى المنازل متأخراً، يستحق أن يلقى معاملة كريمة.
    كلنا يعلم ان جميع فرق ومنتخبات العالم، تبحث عن المشجعين، وتتمنى في ترحالها ان يرافقوها، بما في ذلك «المنتخبات العظمى» فكيف بالمنتخبات العربية التي تنقصها المهارات والخبرات والإمكانات المادية والعلمية في فنون اللعبة، حيث لا سبيل لمنتخباتنا الا ان تلقى الدعم المعنوي من الجمهور لتعويض الفروقات في هذه الجوانب.
    كل ما أشرنا اليه، لا يعني اغفال دور اللاعبين واجهزة المنتخب بكافة مهامها، فقد قدم المنتخب ما هو مطلوب منه، سواء في واجباته الفنية التي تتناسب مع قدراته، او الثقة التي ظهر بها والروح التي تنامت مع مرور الوقت وصولاً الى التسجيل وتحقيق الفوز الذي فاق قدراته وتفوقه على منتخب يبقى في عداد المنتخبات الضاربة في القارة الآسيوية وتأهلها الى كأس العالم.
    لقد جاء «الكنغر» الى عمان بهوية بطل آسيا، حتى اننا في الاردن كنا نرشحه للفوز لا التعادل، الا من أخذته العاطفة الوطنية الى ابعد من الواقع الرياضي، فقد ضحكنا عندما كان بعض المشجعين بحماسهم وعفويتهم يرشحون منتخبنا بالفوز بخمسة أهداف!
    لا شك أن المنتخب الوطني أدى المباراة بمنظومة جماعية متماسكة، اما ما حدث من هفوات، فهذا من قواعد اللعبة، ولكن على الصعيد الفردي كان الحارس الفذ عامر شفيع يمنح -كالعادة- الثقة لزملائه ويثبت انه ركيزة أساسية في تحديد نتيجة ومسار المنتخب فيما كان النجم ياسين البخيت يؤكد علوّ كعبه، فهو يتمتع بمهارات عالية وفكر نيّر مثلما ظهر النجم حمزة الدردور بمظهر المهاجم المشاكس الذي اقلق مدافعي استراليا فنجح بتسجيل الهدف الثاني وكان تسبب بضربة جزاء مهّد فيها النجم حسن عبد الفتاح طريق الفوز.





    [11-10-2015 12:21 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع