الرئيسية أحداث منوعة
أحداث اليوم -
يوم الاثنين الماضي، توعّك الطيار الذي كان يقود إحدى رحلات "الخطوط الجوية الأميركية" من بوسطن إلى فينيكس، بصورة مفاجئة وما لبث أن فارق الحياة، فهبطت الطائرة اضطرارياً. في اليوم التالي، أُغمي على مساعد الطيار في رحلة تابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز" كانت متّجهة من هيوستن إلى سان فرانسيسكو، فاضطُرَّت الطائرة إلى تحويل مسارها إلى ألبوكيرك. أثار الخبر الأول الذعر؛ أما الخبر الثاني فولّد انطباعاً بأن هناك مشكلة خطيرة جداً.
وانتقد باتريك سميث، وهو طيّار يدير مدوّنة Ask the Pilot، العنوان الرئيس الذي أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" بدايةً وجاء فيه: "مساعد الطيار يهبط بالطائرة في سيراكوز بعد وفاة الطيار".
كتب سميث: "هناك دائماً طياران مؤهّلان على الأقل على متن الرحلة التجارية، قبطان وضابط أول، وكلاهما قادران على تشغيل الطائرة في مختلف أنظمة الطيران، سواءً كان الطقس جيداً أم سيئاً. الضابط الأول يُعرَف عادةً بمساعد الطيار، لكنه ليس مبتدئاً أو معاوناً. مساعد الطيار يهبط بالطائرة في سيراكوز؟ هذا ليس أمراً غير عادي. فعدد المرات التي يتولّى فيها مساعدو الطيار قيادة الطائرة عند إقلاعها وهبوطها موازٍ لعدد المرات عند الطيارين. أنا أقود طائرتي عند الهبوط دائماً، ولم تقم نيويورك تايمز يوماً بتغطية هذا الخبر".
يلفت سميث إلى أن خسارة طيار تلقي حكماً بقدر كبير من العمل الإضافي على كاهل الزميل المتبقي. قيادة الطائرة عملية تعاونية، ولهذا لكل طائرة قبطان ومساعد طيار (أو في حالة بعض الرحلات ذات المسافات الطويلة، قبطان ومساعدا طيار). وليس السبب الاستعداد لاحتمال وفاة الشخص الذي يتولّى دفة القيادة أو إصابته بالعجز بصورة مفاجئة. فهذه الأحداث نادرة جداً. يخضع الطيارون لفحصَين طبيين سنوياً عندما يبلغون سن الأربعين، ويجب ألا يكونوا مصابين ببعض الأمراض التي يمكن أن تتسبّب بمشكلات في الجو. في الواقع، وفقاً لإدارة الطيران الفيديرالية، لقي سبعة طيارين فقط في الخطوط الجوية التجارية في الولايات المتحدة، حتفهم منذ عام 1994 خلال الطيران، أي بمعدل طيار واحد كل ثلاث سنوات. بحسب دائرة النقل والمواصلات، يبلغ عدد الرحلات السنوية عبر الخطوط الجوية المحلية والأجنبية في الولايات المتحدة، عشرة ملايين رحلة.
بعبارة أخرى، يتمتع الركّاب، بمعنى من المعاني، بحماية مزدوجة من الكارثة التي يمكن أن تنجم عن وفاة الطيار - أولاً لأن مثل هذه الحوادث نادرة، وثانياً لأنّ هناك دائماً طياراً على قدر موازٍ من الكفاءة يجلس في المقعد المحاذي.