الرئيسية أحداث منوعة
أحداث اليوم -
لماذا ينبغي أن يهمك الأمر؟ لأنك ما تزال تريد بعض الخصوصية، حتى في عصر الفيسبوك. في وظيفتهن السابقة، في مدينة نيويورك، اعتادت محررة موقع "أوزي" وزميلاتها تغطية كاميرات كمبيوتراتهن المحمولة بقصاصات صفراء لاصقة. وتلم كل منهن بالتجارب المخيفة التي يمكن تأتي بها مصادقة أحد عباقرة تكنولوجيا المعلومات الودودين بشكل مفرط. قد يدعوهن البعض بالمرتابات، لكنهن ربما يكن يتخذن هذا الإجراء احترازاً لا أكثر.
وفي إحدى الدراسات التي أجريت على هذا الصعيد، وجد باحثون في جامعة كاليفورنيا أن ما دون 5% من الأفراد فقط يدركون أن كومبيوتراتهم تسجل لهم مقاطع الفيديو، أو تأخذ لهم الصور، عندما يحدث ذلك حقيقةً
وحدث أن مرت الباحثة الأبرز في هذه الدراسة، ريبيكا بورتنوف، ببعض منتديات الإنترنت التي ناقشت أموراً مثل استيلاء القراصنة على الكاميرات واستخدامها لمصلحتهم. وفي ضوء أن الأمر أثار قلقها، وضعت بورتنوف نصب عينيها الخروج بحلول تحمي به العامة.
وطلبت بورتنوف والباحثين معها، في سياق متصل، من 98 شخصاً الجلوس على أجهزة كومبيوتر وأداء مهمتين اثنتين –إحداها تُنجز على الكومبيوتر، والأخرى على الورق. وخلال هذه الجلسات، كانت الكاميرات تُفعل وتُسجل فيديو من عشر ثوان، كما وتم تفعيل ضوء تسجيل الفيديو "أحمر اللون" أيضاً. ولكن، لم يلحظ الكثيرون تفعيل ضوء الكاميرات. والأسوأ من ذلك، أن 5% فقط منهم هم من لاحظوا ضوء التسجيل رغم تشتيت انتباههم بملء استبيانات ورقية.
إن هذه مشكلة حقيقية لا يمكن التغاضي عنها، لاسيما وأن معظم عمليات التجسس تحدث والأفراد يجلسون أمام كومبيوتراتهم، حتى دون استخدامهم لها. ولا تؤمن ملاحظة الضوء حماية حقيقية في الواقع، خاصة وأن معظم المشاركين في الدراسة لم تكن لديهم أدنى فكرة عما يعنيه ذلك الضوء في الكاميرا أساساً.
بطبيعة الحال، يستخدم قراصنة الانترنت أدوات الإدارة عن بعد ليمارسوا سحرهم، أو "الراتس" (الجرذان)، التي هي بسوء تلك القوارض ذات العيون الخرزية المستديرة. وتتيح أدوات راتس لأي شخص في العالم القيام بممارسة الشرور على كومبيوترك المحمول، مثل السيطرة على الكاميرا وتفعيلها متى يشاء، أو تصفح ملفاتك وصورك –وهذا كله يتم بمجرد خداعك بأن تحمل برنامجاً من الإنترنت.
ويستخدم بعض المجرمون أيضاً ما يسمى "بسكاكين الجيش السويسري للجرائم السيبرانية"، كما يسميها خبير استخبارات التهديد في شركة الأمن السيبراني "لانكوب"، جيفن ريد، من أجل "التهديد بفضح العلاقات الجنسية": سرقة صور وفيديوهات لأفراد في أوضاع محرجة والتهديد بنشرها في حال لم يدفع الضحايا الفدى. والأمر شبيه بما يسميه مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي باسم "فدى الانترنت": أن يسيطر قرصان على جهازك ويفعل الكاميرا الخاصة به، بينما يطلب منك مبلغاً من المال مقابل أن يتركك وجهازك بسلام.
ويشير القراصنة، بشكل فظ، إلى ضحاياهم باسم "العبيد" في المنتديات أو المواقع التي يعرضون فيها ما يسرقونه من أجهزتهم.
تقول بورتنوف أنه، حتى الآن، ليس هناك من إحصاءات موثوقة لحجم ضحايا تسجيل الكاميرات، لكن الآثار قد تكون مدمرة. وأضافت أن "الأشخاص الذين تسمع بهم، هم الذين اكتشف أمرهم". وخلال العام الماضي، قدر مكتب التحقيقات الفدرالي أن ما يقارب 700 ألف شخص وقعوا ضحايا أحد برامج "راتس" الذي ابتكره زوج من شاب وامرأة –في العشرينات من العمر- وباعوه بسعر 40 دولار للنسخة الواحدة على شبكة الانترنت.
من جهته، يقول الباحث الرفيع في شؤون التهديد من شركة أمن الكومبيوتر "دامبالا"، نك بوتشولز، أنه لا يستغرب ابتكار القراصنة للمزيد والمزيد من برامج "راتس" التي تتيح لهم محادثة ضحاياهم، وسرقة الفيديوهات وأخذ الصور.
وعلى الرغم هذه المعطيات الكارثية، إلا أننا لم نفقد كافة الحلول بعد. فقد بحثت دراسة بورتنوف أيضاً عن وسائل تساعد الأفراد على معرفة إذا ما كانت كاميراتهم تعمل أم لا. وقد برزت إحدى هذه الوسائل في أيقونة كاميرا عملاقة تومض باللون الأحمر.
وتأمل بورتنوف أن تعتمد صناعة أجهزة الكومبيوتر تحذيرات استباقية أكثر وضوحاً كالتي خرجت بها هي ومن معها. ولكن، لسوء الحظ، ليست ملاحظة المؤشر الأحمر تكفي لضمان عدم سقوطك ضحية للتجسس: يمكن تفعيل كاميرا الكومبيوتر المحمول الصغيرة دون ملاحظة الشخص، وفقاً لريد. وممارسة مثل هذه الحيل، وفقاً لبورتنوف، هي "الغايات الأسمى" للقراصنة بواقع الحال.
إذا ما الذي تقوم به بورتنوف نفسها بخصوص هذا الأمر؟ "أنا أحتفظ بأداة صغيرة متحركة لاصقة أغطي بها الكاميرا خاصتي، وأحرص على أن يكون برنامج مكافحة الفيروسات لدي قد خضع لآخر التحديثات المتاحة" ويقترح خبراء الأمن السيبراني بأن تقوم بالأمور المماثلة أنت أيضاً