الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
ألقت قرارات الاجتماع الأخير للمجلس الأمني "الإسرائيلي" المصغّر، بشأن الأوضاع الأمنية في القدس المحتلة، بظلالها على حياة المقدسين بشكل أكبر مما كانت عليه قبل موجة الإعدامات الميدانية التي ينفذها الاحتلال بحق المقدسيين بحجج وذرائع واهية.
وسرعان ما تُرجمت قرارات "الكابينت" على الأرض، حيث نصب الاحتلال "الإسرائيلي" ٣٣ حاجزا في القرى الواقعة في شرقي مدينة القدس والممتدة من شمالها إلى جنوبها، وتنوعت هذه الحواجز بين إسمنتية، تغلق مداخل وشوارع القرى تماما، وشرطية، يقف فيها عناصر من قوات الاحتلال يسمحون لمن يشاؤون بالعبور ويمنعون من لا يريدون.
حواجز الاحتلال شملت القرى التي ادعى الاحتلال أن منفذي عمليات الطعن يسكنون فيها، بالإضافة إلى قرى أخرى اتهم أهلها بالضلوع في "أعمال الشغب" التي افتعلها الاحتلال داخل وفي محيط المسجد الأقصى المبارك.
وانتشرت الحواجز الاحتلالية في قرى مقدسية عديدة يسكن فيها عشرات الآلاف من المقدسيين كقرية جبل المكبر وصور باهر وسلوان والطور وعناتا وحزما وشعفاط، وحي الشيخ جراح ووادي الجوز و رأس العامود والثوري.
وأدى إغلاق الكثير من الشوارع الرئيسية في الأحياء والقرى المقدسية؛ إلى تجمع حركة المرور بشارع واحد في كل قرية أو حي ما تسبب في ازدحامات كبيرة، يقضي المقدسيون فيها الكثير من الوقت، وقال المقدسي يوسف بركات، الذي يعيش في حي رأس العامود جنوبي المسجد الأقصى، قال"إن إغلاق شوارع الحي بالمكعبات الإسمنتية وزرع نقاط تفتيش فيها، أثّر بشكل كبير على 30 ألف مقدسي يعيشون فيه".
وأضاف، إن حواجز الاحتلال دفعت ابنه إلى عدم الذهاب إلى عمله خارج الحي بسبب الأزمات التي تفتعلها تلك الحواجز، التي من وظيفتها -كما يرى بركات-التنكيل بالمقدسيين، حيث ترغم كل من أراد عبور الحاجز على رفع ملابسه من مسافة بعيدة، وبعد اقترابه من الجنود، يتم تفتيشه بشكل فعلي مهين، على مرأى الجميع.
وعلى حاجز قرية العيساوية، شمال شرقي القدس المحتلة يقف الجنود على تلة ترابية عند مدخل القرية، يومئ الجندي برأسه لصفوف المنتظرين، ويأمرهم بالتقدم منفردين، ليقوموا بتنفيذ أواره برفع ملابسهم وخلع أحذيتهم التي باعتقاده ربما تحتوي على سكين!.
الطالب محمد عبيد قال إنه يتأخر عن مدرسته بين النصف ساعة والساعة يوميا بسبب الحاجز وإجراءات الجنود المنتشرين فيه، حيث يقوم الجنود بتفتيش جميع الطلاب وحقائبهم ما يستغرق كثيرا من الوقت، بسبب التزاحم الكبير الذي يصادف حركة العمال أيضا.
حتى المستشفيات في مدينة القدس لم تسلم من تداعيات الحواجز والإغلاقات، حيث نصب الاحتلال حواجزه بالقرب من مستشفى المطّلع والمقاصد في قرية الطور، وكذلك مستشفى الفرنساوي في حي الشيخ جراح ما يعيق حركة المرضى، ويصعّب من عملية نقلهم.
الطبيب أمين أبو غزالة، الذي يعمل في طوارئ الهلال الأحمر الفلسطيني قال، إن الحواجز في القرى والأحياء المقدسية منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين، مضيفا أن قوات الاحتلال تضع حواجزها بالقرب من مداخل المستشفيات ما يمنع طواقم الإسعاف من نقل المرضى إلى المستشفيات حتى في الحالات المستعصية، مطالبا إدارة المستشفيات والمسؤولين بالاعتراض الفعلي على إجراءات الاحتلال، لإخراج المرضى من دائرة التنكيل والتعذيب.
أما في بلدة القدس القديمة، فينتشر جنود الاحتلال على جميع مداخل البلدة، ويقومون بتفتيش الوافدين إليها عن طريق أبواب الكشف المغناطيسية، التي زرعها الاحتلال على مدخل باب الأسباط وطريق باب العامود والواد والسلسلة وباب الخليل، بالإضافة إلى التفتيش اليدوي للشبان والنساء.
ويستهدف جنود الاحتلال الشبان المتواجدين في منطقة باب العامود وطريق الواد المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك أكثر من غيرها، حيث يقومون بطلب بطاقاتهم الشخصية وتسجيلها، وكذلك تفتيشهم عند كل حاجز قد يمرون به.