الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
أكثر ما يميز الهبة الجماهرية الأخير، سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة، هو العنصر النسائي، تلك الفتيات الجميلات الرقيقات، ذوات الملابس الأنيقة اللوتي يتبعن أحدث الموديلات وأخر الصيحات، أو أولئك السيدات التقليديات ربات البيوت، لقد تحولن فجأة ودون سابق إنذار بمجرد بداية هبة الغضب الفلسطينية إلى ثائرات قويات، ومدافعات شرسات ، يمارسن النضال كأي رجل فلسطيني وممكن بطريقة أفضل.
ولا يمكننا القول أن الدور البطولي الذي تلعبه المرأة الفلسطينية في هذه الهبة الجماهيرية الباسلة هو بداية مسيرتها في التاريخ النضالي بل هي ومنذ أن تعرض الشعب الفلسطيني للاحتلال تمارس دورها جنباً إلى جنب مع الرجل في كل موقع وزمان ورسمت دورها بإصرار وأبدعت في الأداء والصفاء لفلسطين القضية والأرض والإنسان.
لم يقتصر الدور النسائي في الهبة الجماهيرية الفلسطينية التي إنطلقت دفعاً عن المسجد الأقصى منذ مطلع شهر أكتوبر، على مساندة الشباب الفلسطيني ودعمه، بل سيفاجئك وقوفهن في الصف الأول في أسخن نقاط التماس مع الإحتلال الإسرائيلي وبشكل يومي، دون خوف أو حتى تردد.
ولا تقتصر طرق النضال عندهن على الهتافات أو قذف الحجارة على الإحتلال، ونقل الطعام والمياة وأيضا الحجارة للشباب في الميدان فقط.
بل ويشاركن في صناعة رجاجات المولوتوف الحارقة وضرب الحجارة لمسافات بعيدة بواسطة المقلاع وغيرها من الطرق، فكل ما يفعله الشاب بالميدان تفعله.
تقول إحدى الفتيات المشاركات لـ " دنيا الوطن " أن حبها لفلسطين هو ما يدفعها للخروج بشكل يومي، وتحمل هذه المعاناة التي تتعرض لها إثر تعرضها لقنابل الغاز وقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وأحيانا خطر التعرض للموت.
وتكمل " فلسطين للجميع، للنساء وللرجال، لهذا يجب أن ندافع عنها جميعنا والمشاركة معهم جنباً إلى جنب، فدور المرأة لا يقتصر على الأدوار التقليدية التي يعتقدها الناس كالزواج والإنجاب والإعتناء بالبيت، نحن شركاؤهم في كل شئ حتى في النضال".
أما عن تقبل المجتمع لخروجهن فتشير إلى أنها تتعرض للكثير من الإنتقادات، هذا عدا عن رفض ذويها خروجها وخوفهم عليها، ولكنها تتجاهل كل هذا لتكمل مشوراها وطريقها وتطبق قناعاتها.
وإذا ما ذكرنا التاريخ النضال للنساء الفلسطينيات لابد لنا أن نتذكر مناضلات قد خلدهن التاريخ بحروف من ذهب، كالشهيدة دلال المغربي، ليلى خالد، مريم أبو دقة، أم نضال فرحان وغيرهن الكثيرات، كان هذا على سبيل الذكر لا الحصر.