الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
استغلّت إسرائيل بشكلٍ مُقززٍ صورة الطفل الأسير أحمد مناصرة، الذي حاول وفق الأجهزة الأمنيّة في تل أبيب تنفيذ محاولة طعن في القدس المُحتلّة، استغلّت الصورة لتحسين صورتها المُشوهة جدًا في الرأي العام العالمي، وعلى الرغم من أنّه قاصر، ولا يسمح لا القانون الإسرائيليّ ولا الدوليّ بنشر صورته، إلّا أنّ أقطاب دولة الاحتلال، هذه الدولة المارقة بامتياز والمُعربدة، والتي لا تُنفّذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدوليّ، استعملوا الصورة تنفيذً لمآربهم القاضية بالإثبات بأنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس هو "كذّاب”، بعدما أعلن في خطابٍ له أنّ تل أبيب قامت بإعدام الطفل المذكور بشكلٍ ميدانيٍّ.
وفي هذا السياق، نقلت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين هبة مصالحة شهادة ورواية الطفل الفلسطيني الجريح احمد صالح جبريل مناصرة 13 عامًا، سكان بيت حنينا قضاء القدس والذي اعتقل مصابًا إصابات بالغة يوم 12/10/2015 ويقبع في سجن الشارون للأشبال. وأفاد الأسير مناصرة أنّه اعتقل من القدس من منطقة (بسجاف زئيف) في ساعات الظهر وكان معه ابن عمه حسين مناصرة، وادعت الشرطة الإسرائيليّة أنّهما حاولا طعن إسرائيليّ هناك، وتوجهت فجأة سيارة إسرائيلية باتجاهه ودهسته عمدًا بجانب سكة القطار، أصيب بجروح موضعية ورضوض في جميع إنحاء جسمه.
وقال الطفل الأسير: حاولت أنْ أهرب، فطاردني الإسرائيليون وهم يحملون عصى غليظة وأحدهم قام بضربي بالعصا ضربات قوية على رأسي فوقعت على الأرض، وأنا أنزف دمًا من رأسي، على حدّ قوله. وتابع قائلاً إنّه أحاط به عدد كبير من الاسرائيليين واخذوا يضربونه بشكل جماعي بأرجلهم وأيديهم على وجهه وجسمه، وسمع الكثير من الشتائم والمسبات البذيئة، وطالبوا بقتله، وصرخوا الموت للعرب، وكان غارقًا في دمه والضربات تأتيه من كل جانب دون أنْ يُسعفه أحد حتى فقد الوعي. وتابع الطفل مناصرة قائلاً للمحامية مصالحة: إنّه أفاق في مستشفى (هداسا) بالقدس الغربيّة، وحوله رجال الشرطة وكان مقيد اليدين في السرير، وأنّ أفراد الشرطة في المستشفى عاملوه بشكل سيء جدًا، وكانوا يوجهون له الشتائم والمسبات ويضربونه بأقدامهم فيهتز السرير مسببًا له الكثير من الأوجاع.
وقال في إحدى المرات قام شرطي بإدخال شخص مدني إلى غرفته في المستشفى وأخذ هذا الشخص يسبه ويشتمه بأسوأ الألفاظ ويتمنى له الموت. وأفاد أنّه لم يتّم السماح له الدخول إلى الحمام وكان يتبول داخل قنينة، لم يستطع أنْ يتناول الطعام لأن أحدى يديه مقيدة طوال الوقت بالسرير، ولم يساعده احد على ذلك إلا المحامي طارق برغوث عندما كان يزوره.
وقال الطفل مناصرة أيضًا إنّه جرى تحقيق معه وهو يركض جريحًا في المستشفى لساعات طويلة مما أدى إلى إرهاقه وزيادة أوجاعه، ومكث مدة أسبوع ليُنقل بعدها إلى مستشفى سجن الرملة. وأفاد الطفل مناصرة، أنّه بتاريخ 20/10/2015 وصل إلى سجن الشارون للأشبال، وبعد يوم واحد من وصوله نقل إلى التحقيق في سجن المسكوبية في القدس، وهناك تم تقييد يديه وقدميه على كرسي، وكان المحقق يسبه ويشتمه طوال الوقت، وبعد عدة ساعات انزلوه إلى الزنزانة.
وأفاد الأسير الطفل أيضًا أنّه بسبب دهسه بالسيارة وضربه بالعصا على رأسه، أصيب بجرح عميق في رأسه، حيث تم تقطيبه 10 قطبات، إضافة إلى أنّه أصيب بجروح وكدمات ورضوض في جميع أنحاء جسمه، وتعرض لضربات قوية على فمه فأصيب بأوجاعٍ رهيبةٍ في فكيه. وقال إنّه يُعاني من أوجاعٍ شديدةٍ في رأسه ورقبته وظهره بسبب الضربات التي تلقاها عند إلقاء القبض عليه.