أحداث اليوم -

خاص - كتب محرر الشؤون المحلية - استحقت حكومة عبدالله نسور وبكل جدارة لقبا جديدا يمكننا أن نطلق عليه لقب الموسم للعام 2015 يميزها سلوكا واداء عن سائر الحكومات المتعاقبة وربما التي ستأتي، ونوقن بأنه لن ينافسها أحد على هذا اللقب "حكومة مين قلك ؟".

 ما أن انتهت العاصفة المطرية التي اجتاحت العاصمة وأغرقت الشوارع والمنازل وحصدت أرواح 4 أبرياء جراء اهمال الجهات المعنية التي عند مواجهتها بمدى مسؤوليتها عما جرى، حتى أصبحت الكلمة الدارجة على لسان المسؤولين في تلك الجهات "مين قلك؟"

فالرجل الذي فقد أطفاله وهو يستغيث لنجدتهم كان لزاما عليه أن يسكن في برج عاجي يناطح السحاب كأبراج خليفة في دبي حتى يحمي أبنائه من الغرق، أو أن يقوم المواطن بتفقد آليات الأمانة الصدئة وأن يقوم بحمل المعدات لفتح المصارف، أو أن يقوم بإعادة تشغيل عقول أمانة عمان المعطلة المشلولة ويحل مشكلة البنية التحتية لشوارع عمان .

أو لربما يا "وزير" كان لزاما على هذا الأب أن يكون هو الرقيب الأول على سرقات أموال الدولة وتبديدها خاصة في وزارتك العتيدة حتى ينعم كل مواطن بفيلا ترتفع عن الشارع 10 أمتار فأكثر وبالتالي لا يلام إن ذهب هو للعمل وترك عائلته في المنزل بعد أن أمن بفضل الله تعالى من أن يقتحم بيته مجرم ولكنه لم يخطر له ببال أن فساد مؤسسات الدولة سيكون أول الحاصدين لأرواح أبنائه .

لم يكن يخطر في بال "الذهن السوي" أن يبرر بعض المسؤولين خطأهم الفادح وتقصيرهم الواضح في الاستعداد للعاصفة المطرية ومواجهتها بلوم المواطن الذي حرمه الفساد من العيش بكرامة بالسؤال له "مين قلك تسكن في بيت تسوية" وآخر يقول "مين قلك تترك الأطفال في البيت "وكأنه يقول للمواطنين خذوا أطفالكم وأسركم أينما تتنقلون حتى لو كان الى العمل حفاظا على أرواحهم ، ويخلع المسؤولية الأولى والمباشرة عن ما حدث عن رقبته .

ونحن بدورنا نطرح نفس السؤال على المسؤولين "مين قلك ترضى تصير مسؤول" تعبثون بإهمالكم بمقدرات الوطن وأرواح أبنائه وتعيثون فسادا وكأن الوطن استحال ملكية خاصة لكم ؟